روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة لروز أمين الجزء الأول كامل

رواية قلوب حائرة للكاتبة الفصل السادس

🦋 #الفصل_السادس🦋

رواية قلوب حائرة روز آمين واتباد
رواية قلوب حائرة روز آمين واتباد

أعطي ياسين سكرتير المديرة البطاقة الخاصة التي تحمل تعريف شخصيتهْ ليٌدخلها للمديرة ويٌعلمها بوصول ياسين المغربي بصحبة مليكة،خرج لهما السكرتير بوجهٍ بشوش يٌعلمهما بإنتظار المديرة لهما بالداخل .

دلف ياسين خلف مليكة إلي مكتب مديرة المدرسة التي كانت تقف بإستقبالهما بإحترام وترحاب عالي .

تحدثت المديرة وهي تمد يدها بإحترام إلي مليكة:

_البقاء لله أستاذة مليكة ،أنا جيت لحضرتك في عزا رائف بيه وللأسف مشفتش حضرتك ولما سألت عليكي قالوا لي تعبانة فوق .

أجابتها مليكة بحزن لتذكرها لذاك اليوم الحزين:

_لا إله إلا الله أستاذه سحر،ومتشكرة جدآ لحضورك .

أردفت المديرة قائلة وهي تمد يدها بلهفة واحترام إلي ياسين:

_ياسين باشا المغربي،المدرسة نورت بتشريف سعادتك لينا يا أفندم .

أجابها ياسين بإحترام:

_مٌتشكر جداً يا أفندم .

أردفت سَحر وهي تشير بيدها للأمام بإهتمام وترحاب:

_إتفضلوا يا أفندم، نورتونا .

جلسوا ثلاثتهم

تحدثت المديرة بنبرة ودودة :

_تحبوا تشربوا إيه حضراتكم ؟

أجابها ياسين بنبرة صوت جادة :

_مفيش داعي وياريت حضرتك تدخلي في الموضوع علي طول .

بدأت المديرة بالحديث متوجهه بالنظر إلي مليكة:

_طبعاً حضرتك بتسألي نفسك ياتري أنا بعت أستدعيكي هنا ليه ؟

وأكملت :

_الحقيقة أنا هدخل في الموضوع علي طول علشان عارفة وقت ياسين باشا الثمين،

الموضوع وبإختصار إن من يومين جت لي الميس بتاعت مروان وقالت لي إن للأسف تقارير مروان الشهرية مش كويسة ،وكمان بقاله مدة متغير مع أصحابه ومش بيلعب معاهم ولا بيشاركهم في أي أنشطة جماعية للأطفال إللي بتعملها الميس ،

وأكملت بمجاملة:

_ بصراحة أنا لما عرفت أصريت إني أهتم بنفسي بالموضوع ، ماهو ده مش أي تلميذ عندي ،ده مروان رائف المغربي وعيلة المغربي كلها ليها وضع خاص جدآ عندي هنا في المدرسة .

رد عليها ياسين بإحترام:

_مٌتشكر جداً يا أفندم علي إهتمام حضرتك وأكيد هحط إهتمامك بمروان في الإعتبار

إبتسمت المديرة بسعادة ولهفة .

هٌنا استمعوا لدقات إستأذان علي الباب ،سمحت المديرة للطارق بالدخول فدلفت مدرسة مروان والأخصائية النفسية بالمدرسة ألقيا عليهم التحية وجلستا

بعد ذلك وجهت المديرة أمر للاخصائية بالتحدث

تحدثت الاخصائية النفسيه قائلة :

_حضرتك أنا لما سيادة المديرة بلغتني بحالة مروان جبته عندي في المكتب وإتكلمت معاه ،وقتها اكتشفت إن مروان بيعاني من مٌشكلة نفسية عميقة ،

ولما سألته إنتَ ليه دايماً حزين وساكت وليه مش بتلعب مع أصحابك زي الأول

جاوبني بعيون كٌلها حٌزن وقالي إن مامي قالت لي إن بابي سافر لبعيد جداً وإن كمان مامي طول الوقت بتعيط هي ونانا وعمتو يسرا ،

قالي كمان إن حضرتك بطلتي تخرجيه زي بابي ما كان بيخرجه وإنه بقا حزين ومش عاوز يلعب تاني علشان بباه واحشه جداً ونفسه يشوفه .

كانت تستمع إلي حديث المتخصصة ودموعها تنهمر بغزارة علي صغيرها والحالة التي أَويَ إليها .

حدثت حالٌها:

_ماذا يتوجب عليَّ فعله ؟

أشعر أني عاجزة أمام أطفالي ،كيف أحتويهما وأساندهم وجِدَارِي أصبحَ هَشٍ ضَعيف ولايمكن الإستنادٌ عليه !

ياالهي ، ساعدني وكٌن بعوني وبجانبي أرجوك .

 

نظر لها وشعر بحيرتها وألمها ،تحدث إليها بمؤازرة:

_إهدي يا مليكة ،إن شاء الله الولد هيبقي كويس ،كل مشكلة وليها حل .

 

رافقها ياسين هي ومروان وخرجوا من المدرسة بعد أن اتفقوا مع المختصة النفسية علي القواعد التي سيتبعونها لتخطي الصغير أزمة وفاة والده ومساعدته علي تحسن حالتهِ المزاجية والنفسية،

ومنذ ذلك اليوم ،بدأ ياسين بإصطحاب الأطفال بمرافقة مليكة أو يسرا إلي الأماكن المحببة لدي الطفل ،عَلهٌ يساعده ذلكَ بالخروج من القوقعة التي وٌضِعَ داخلٌها .

 

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

 

بعد يومان

كانت بصحبة ياسين في إحدي المولات الفخمة تجلس بجانبه وتنظر إلي صغيريها مع باقي أطفال المنزل وهم يلهونَ بسعادة داخل لٌعبة بحر الكور التي يعشقها مروان وتقف بجانبهم جليسة الأطفال الخاصة ب أنس ،

 

إنتبهت علي حديث ياسين لها وهو يسألها بإهتمام:

_مليكة هو رائف الله يرحمه كان مزعلك ولا حاجة يوم الحادثة؟

 

نظرت لهٌ وضيقت عيناها بإستغراب وأجابت نافية:

_خالص يا أبيه، بالعكس ده كان لطيف جداً في اليوم ده ،هو حضرتك ناسي ولا إيه، مش كٌنت معانا وقت الفطار لحد ما مشي هو وطارق علي الشركة .

 

أجابها بتفهٌم :

_أه ما أنا فاكر اليوم ده كويس جداً ،أنا قولت يمكن لما راح الشركة اتصل بيكي وحصلت مٌشكلة بينكم ولا قال لك حاجة ضايقتك أو زعلتك منه ؟

 

أجابته بعيون تلئلئت بالدموع وصوتٍ يملؤهٌ الحنين:

_ أبداً ،أنا كلمته الساعه 11 لما قمت من النوم زي كل يوم وعاملني بمنتهي اللطف والرومانسية وبالعكس كان حنين أوي، حتي وعدني إنه هيخرجني ويسهرني بالليل ،

 

ثم إستفاقت من حنينها ونظرت إليه بإستغراب وتساءلت بإستفسار :

_هو حضرتك ليه بتقول كده يا أبيه ؟

 

فاق من حالة الإشتعال الداخلي التي إنتابتهٌ من حالة العشق والهيام التي أصبحت عليها حين تذكرت رائف

وأجابها بتألم لحالة قلبهٌ العاشق المجروح:

_أصل رائف الله يرحمه وهو بيموت طلب مني أقول لك إنك تسامحيه .

 

نزلت دموعها بحنين وتحدثت بتأثُر :

_أكيد كان لازم يطلب منك كدة ، كان لازم يطلب مني إني أسامحه علي عدم وفائه بوعده إنه يفضل معايا لأخر عمري ،

 

وأكملت بشهقة مرتفعة نتيجة دموعها المنهمرة :

_بس هو موفاش بالوعد ده وسابني لوحدي بعد ماعلمني إزاي مقدرش أعيش من غيره ، سابني بعد ما كان ليا النفس إللي بتنفسه،

☆ سابني عايشه جسد بلا روح ☆

وعلشان كدة كان لازم يطلب مني السماح .

 

وضعت كفي يديها علي وجهها وبدأت بالبكاء المرير .

 

أما هو فكان قلبهٌ يغلي نااااراً من عشق حبيبته الواضح لرجٌلً غيره،

نعم هو رائف أخاهٌ الغالي الذي مازالَ جرح فقدانه ينزف ،

ولكنهٌ عاشق وليس علي العاشقِ حرج .

 

تحدث بحده ظهرت بصوته لم يستطع السيطرة عليها:

_خلااااااااص، مش وقت عياط الولاد لو شافوكي كده يبقي كل إللي بنعمله ده ملوش لازمه وساعتها مروان ممكن يرجع لنقطة الصفر من جديد .

 

جففت دموعها سريعاً وتحدثت بإقتناع :

_عندك حق يا أبيه ،ده لامكانه ولا قته ،أنا أسفه بجد .

 

نظر إليها بحده ثم أشاح وجههٌ عنها بغضب ورفعَ كأس العصير الموضوع أمامه ليرتشف منهْ علهٌ يهدئ بركان الغضب الذي أصابهْ .

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

في منزل رائف ▪︎

دلفت يسرا إلي غرفتها بإصطحاب نرمين التي حضرت لزيارة والدتها ،وقد إستأذنت يسرا والدتها ودلفا للغرفه بحجة أنها تريد أن تريها ثياباً جديده إشترتها يسرا مؤخراً

 

جلست يسرا علي حافة تختها وأجلست نرمين بجانبها

ثم نظرت لها بتساؤل :

_بتهربي مني ليه يا نرمين؟

 

أجابتها نرمين وهي تبتعد عن نظرها فيسرا أقرب شخص إلي نرمين ولو نظرت بداخل عيناها ستفهم كل ما يدور داخلها دون التحدث .

 

أجابتها نرمين بعيون زائغه:

_قصدك أيه بكلامك ده يا يسرا، وأنا يعني ههرب منك ليه؟

 

تحدثت يسرا بتأكيد:

_أومال ليه كل ما أجي أكلمك في موضوع زيارتك لرائف الله يرحمه تتحججي وتهربي مني ،،

 

وأكملت بإصرار:

_لكن خلاص يا نرمين أنا إنهارده لازم أعرف أيه إللي حصل بينك وبين أخوكي يوم الحادثه ،وايه إللي قٌلتيه لرائف جننه وخلاه يا حبيبي سايق وهو مش شايف قدامه ،إتكلمي يا نرمين .

 

نظرت إليها نرمين وأرتعشت شفتاها وبدأت بالبكاء وتحدثت بإنكار :

_ما قولتلوش حاجه إنتي ليه مش عاوزه تصدقي ، قولت لكم قبل كده لما طارق سألني إنه كان واحشني وروحت علشان أشوفه مش أكتر من كده .

 

أمسكتها يسرا من كتفها ولفت وجهها لها وتحدثت :

_طب متبصي في عيوني كده يا نرمين وانتي بتتكلمي، عيونك بتهرب مني ليه؟!

 

وأكملت بتأكيد :

_ولا علشان عارفه إنك مش هتعرفي تكدبي عليا وعينك باصه في عيني ؟

 

نفضت نرمين يد يسرا من عليها بغضب ووقفت وأولتها ظهرها قائله:

_إنتي عاوزه مني أيه بالظبط ، ماتسبيني في حالي بقا .

 

وقفت يسرا وتوجهت لها ووقفت بوجهها وأردفت قائلة بنبرة شبه مؤكدة :

_روحتي له وإتخانقتي معاه وطلبتي ورثك صح ؟

 

هٌنا إنفجرت نرمين وبدأت ببكاءٍ مرير ونظرت إلي يسرا وهي تهز رأسها يمينآ ويسارآ بندم :

_مكنش قصدي كل ده يحصل، والله ماكنت أعرف إنه ممكن يحصل له كده ،

 

وأكملت بعيون شارده:

_ أنا معرفش إزاي ده حصل فجأه إتحولت ومبقتش عارفه نفسي بقول له أيه، فضلت أدوس علي جرحه وأقول له كلام يكسره ،

 

ثم أشارت بيدها علي حالها وأكملت بندم وألم :

_أنا تعبانه أوي يا يسرا ،من يوم الحادثه وأنا كل يوم أصحي علي كابوس يقومني من النوم مفزوعه،

بشوفه وهو بيبص لي بحزن ويسبني ويمشي ،أنا عارفه إنه مش مسامحني ومات غضبان مني وعليا .

 

وبكت بحرقه ومراره وأرتمت علي الكرسي المجاور لها بإستسلام .

 

ذهبت إليها يسرا والدموع تٌهطل علي خديها كشلالات وتحدثت بإصرار:

_قولتي لأخوكي أيه خلاه مش علي بعضه ويسوق وهو تايه كده، إحكي لي كل حاجه يا نرمين، إنطقي .

 

هزت نرمين رأسها برفض ودموع .

 

أمسكتها يسرا من كتفها وهزتها بقوه وعنف:

_ لا ماأنتي هتحكي لي كل حاجه حصلت وده مش بمزاجك ده غصب عنك،

 

وأكملت بتهديد:

_يا إما هدخل عمو عز وياسين في الموضوع وهما يخلوكي تنطقي بطريقتهم .

 

 

صرخت بها نرمين وأردفت قائلة بنبرة ملامه:

_حرام عليكي يا يسرا إرحميني ده أنا بردو أختك .

 

صرخت يسرا بوجهها وتحدثت بتألم :

_واللي مات كان أخويا ،كان حته من قلبي، كان راجلي وسندي أنا وولادي ،إللي مات سايب طفلين لاحول ليهم ولا قوة من بعده،

إللي مات ساب أمي إللي إتكسرت وبتموت كل يوم من بعده عنها ،

 

وأكملت بنبرة متألمة :

_إللي مات سايب مليكه إللي كانت روحها فيه .

 

إنتفضت نرمين برعب من هيئة يسرا التي تحولت ملامحها إلي غضب لأول مره تراه بعيناها .

 

فأردفت نرمين قائله بترجي:

_خلاص هحكي لك ، بس اوعديني إن الكلام إللي هقوله ليكي ده ميخرجش من بينا لأخر يوم في عمرنا .

 

جففت يسرا دموعها ثم نظرت إلي نرمين قائله :

_إطمني ، مهما كان اللي هاتقوليه عمري ما هتجيلي الجرأه إني أقوله لحد وخصوصاً ماما ،إنتي مهما كان أختي وعمري ما هضحي بيكي ولا أخلي شكلك مش كويس قدام الناس .

 

إطمئنت نرمين ووضعت يدها فوق وجنتيها وجففت دموعها وبدأت تقص علي يسرا ماحدث ليلة الحادث ،

 

وبدأت ببكاءٍ مرير مرةً أْخري عندما تذكرت وجه رائف وهي تقص له إتهامها إلي مليكه

 

إنتهت نرمين من حديثها .

 

ونظرت لها يسرا بذهول غير مستوعبه لما نطقت بهِ شقيقتٌها

تحدثت بوجع وألم :

_ياحبيبي يا رائف، ياقلبي عليك يا أخويا، يعني مٌت وأنت بتغلي من جواك من افتري أختك علي مراتك يا حبيبي،

 

وأكملت بصوتٍ مرير :

_ياتري كنت حاسس بأيه وإنت سايق ؟وإيه إللي كان بيدور في دماغك وقتها يا نور عيوني؟

 

وتحدثت بألم وهي تنظر إليها:

_يااااااه علي سواد قلبك يا نرمين، إزاي قلبك طاوعك تفتري علي مرات أخوكي بالطريقه دي! مخفتيش من إنتقام ربنا منك لما تتهميها التهمه البشعه دي؟

 

هٌنا تجَهمَ وجه نرمين وتحدثت بكره وغل:

_أنا ماأفتريتش عليها يايسرا، تقدري تنكري إن كل ما أجى هنا أنا وجوزي الهانم المحترمه تقعد تشاغله بكلامها ونظراتها!

 

نظرت لها يسرا بعيون متسعه وذهول وعدم إستيعاب لما ينطق به لسان شقيقتها من كَذب وأفتراء :

_إنتي مستوعبه إللي إنتي بتقوليه؟

 

وأكملت بذهول وتعجب :

_إنتِ مريضه يا نرمين ولازم تتعالجي ،إزاي بتقدري تكذبي الكذبه وتصدقيها كده عادي ؟!

 

وأكملت بنصح :

_إتقي الله وإنتِ بتتكلمي عن مرات أخوكي ومتخليش غيرتك العاميه منها تخليكي تفتري عليها ،

 

وأكملت بسؤال وجيه ومقنع:

_تقدري تقولي لي واحده كانت مع رائف المغربي زينة شباب إسكندريه كلها ، هتسيبه وتبص لواحد زي محمد بتاعك ده ليه؟

 

فوقي يا نرمين واتقي الله في الكلام علي أعراض الناس، حقوق الناس صعبه أوي وربنا مبيسامحش فيها ،بيسيب السماح فيها لأصحابها، فياريت متحطيش نفسك في خانة حقوق الناس عليكي،

 

وأكملت بنٌصح:

_ صدقيني إنتي مش أدها ،

 

ثم نظرت لها بإشمئزاز وتحدثت بغضب :

_أنا المفروض بعد الكلام إللي عرفته ده معرفكيش تاني ،لكن للأسف مش هقدر أقاطعك ، علي الأقل علشان خاطر المسكينه إللي ممكن تروح فيها لو لاقتنا قاطعنا بعض ،

وأكملت بحده:

_لكن من النهارده يا نرمين إنتي بالنسبة لي موتي وأندفنتي مع رائف وبابا الله يرحمهم !

 

وتركتها وخرجت ، إرتمت نرمين بإستسلام فوقَ التخت وأطلقت لدموعها العنان مرةً أخري .

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

داخل منزل سالم عثمان

 

كان جالساً مع زوجته وشريف إبنه يتحدثون جميعاً بشأن مٌستقبل مليكه،

نظر شريف وتحدث بجديه لأبيهِ:

_هو حضرتك هتفضل سايب مليكه كده كتير في بيت رائف الله يرحمه يا بابا ؟

 

وأكملَ:

_أنا شايف إن كده كفايه أوي ولازم تجيب ولادها وتيجي تعيش معانا هنا ،أظن ميصحش تعيش هناك بعد وفاة جوزها ،ولا ايه رأيك يا ماما؟

 

تحدث سالم بضيق:

_ومين سمعك يا شريف ،أنا كمان متضايق جداً من قعدتها هناك لوحدها من غير راجل أو حمايه ليها ،لكن مقدرش أتكلم في الوقت الحالي يا ابني ، مقدرش أروح أجيب أختك وولادها من حضن حماتها،

وأكملَ بحٌزن:

_الست لسه حزينه علي إبنها ولسه ما اتخطتش أزمة وفاته ،نقوم إحنا بدل مانقف معاها وندعمها في مٌصيبتها، أروح أخد الولاد من حضنها ،إحنا كده نبقي بنقضي عليها نهائياً .

 

هٌنا تحدثت سهير بأسي وحزن:

_الله يكون في عونها ويصبر قلبها ،دي الست من وقت موت إبنها وهي كل يوم في حال ، مره السكر يعلي عليها ،ومره الضغط، حقيقي ربنا يتولاها برحمته،

 

إللي حصلها مش قليل عليها بردوا ،دي خسرت إبنها الوحيد، وده مكنش أي إبن ،لا ده كان نعم الأخلاق والأدب ،كان بار بيها وبيعاملها زي ما ربنا أمره بالظبط،

 

وأكملت بنبرة حزينه مٌتأثرة :

_ الله يرحمك يا حبيبي ، في الجنه إن شاء الله يا رائف .

 

تحدث شريف وهو ينظر إلي أبيه بتساؤل:

_أيوه يا جماعه كل الكلام ده أنا فاهمه ومقدره كويس ،لكن بردو مقولتوش هنعمل أيه مع مليكه؟

 

أجابهٌ سالم بتعقل:

_بص يا ابني ، رائف الله يرحمه يادوب بقاله 7 شهور متوفي ، إن شاء الله بعد السنوية بتاعته هروح وأتكلم مع سيادة اللوا عز المغربي ،وهو يكلم مرات أخوه ويفهمها الوضع ،علشان الموضوع ميتسببش في زعل لأي حد، كده نكون إستأذناهم وراعينا العشره، ونكون أخدنا بنتنا وولادها في حضننا .

 

تحدثت سهير بقلق وحيره:

_تفتكر عز المغربي وثريا مٌمكن يدونا الولاد بسهوله كده يا سالم؟!

بصراحه أنا قلقانه ليخلوا الولاد عندهم .

 

صاحَ شريف مٌتحدثً بنبرة غاضبة :

_يعني ايه الكلام ده يا ماما ؟ أولا هما ميقدروش يمنعوا مليكه من إنها تاخد ولادها ،القانون معاها وفي صفها في النقطه دي،

 

وأكمل بحده :

_ وإذا كانوا فاكرين نفسهم عيلة المغربي ،إحنا كمان مش قليلين في إسكندريه وهنعرف نقف قدامهم كويس جداً ونجيب لمليكه ولادها في حضنها .

 

نظر سالم إلي إبنهِ وتحدث بتعقل:

_إهدي يا أبني وفكر بعقل، إحنا مش عاوزين نتكلم بعصبيه ونضايق الناس وإحنا لسه معرفناش ردة فعلهم هتكون أيه ،

 

وأسترسل حديثهٌ بتوجس :

_لكن بصراحه أمك عندها حق، أنا عن نفسي قلقان إنهم يرفضوا يسلمولنا الأولاد ،ودول عيلة المغربي وليهم وضعهم بردوا،

ده كفايه ياسين عندهم ،دي قرصته بالدم ووضعه ومكانته في المخابرات مديين له سلطه كبيره ويقدر من خلالها يأذي أي حد أو يقف في وش أي حد بسهوله جداً .

 

تنهدت سهير بألم وأردفت قائلة بنبرة يشوبها القلق :

_ربنا يستر، والله أنا ماحزينه إلا علي ثريا وزعلانه جداً علي إننا هنحرمها من ولاد رائف ،يعني مش كفايه عليها خسارة إبنها، كمان هتتحرم من ولاده ،

 

لكن هنعمل أيه، دي بنتنا ولازم إحنا كمان نخاف عليها وتيجي تعيش في حِما وأمان أبوها وعلشان كلام الناس .

 

تحدثَ سالم بأسي :

_ربنا يعمل اللي فيه الصالح والخير لبنتنا يا سهير .

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

بعد مرور عام علي وفاة رائف، جاء يوم ذكري وفاته،

كانت العائله جميعاً مجتمعه داخل المقابر ، أمام قبر فقيدهم الغالي فقيد الشباب ،

 

كانت رجال العائله تقف علي بعد مترين من جلوسِ النساء

اللواتي كٌنَ يٌحاوطنْ القبر بجلوسِهِنَ جميعاً ،

ثريا التي تبكي بحرقة أم علي فقدان صغيرها ،وتحاوطها يسرا الباكيه بذراعيها بحنان، ومن الجهه الاخري تحاوطها منال زوجة عز بجوارها نرمين التي تبكي بصمتٍ تام .

 

كانت الأنظار جميعها مٌسلطة علي تلك الباكيه ذات الرداء الأسود والوجه الحزين ،وهي تبكي علي قبر رفيق عمرها الذي تخلي عنها وتركها لوِحدَتِها ،

كان بكائها مريراً ويٌدمي القٌلوب ،

فقد أصبح الكون بعيونها خالياً بعد رحيله ،فقد أخذ برحيله كل شيئ، الحياه، والروح، والبسمه .

 

كانت والدتها تجاورها وتحتضنها هي وسلمي صديقتها ،

 

كانت تٌحادثهٌ وهي تضع رأسها فوق قبرهِ وتستند بيداها عليه بألم وبكاء مرير:

_كيف حالٌك رائف؟ أخبرني كيف أصبحت؟ أسعيداً أنتَ بدوني ؟

أتشعٌر بألمي ومرارةٌ حلقي التي باتت تٌلازٌمني منذٌ إفتقادي لك ؟؟

 

أم أنك لاتبالي بحالي وما أويتٌ إليهْ ،انظر إلي رائف وتمعن بي جيداً،

لقد أصبحتٌ حٌطام إمرأه رائفي ،

لقد أصبحت الحياةٌ بدونك قبرآ كبيراً بالنسبةِ لي حبيبي ،

أنالا أشعر بوجداني رائف ، لاأشعر بالحياه ،لقد رحلت وأخذت روحي ووجداني وقلبي معك فقيدي ،

أنا أتألم رائف ،أنا حقاً أموتٌ بٌطئاً ،

 

مر عام علي رحيلك ولم أستطع تجاوز مِحنتي ،لم أستطع التأقلم علي الحياه بدونك عزيزٌ عيني ،

لما هجرتني وتركتني وحيده رائف؟

لما لم تأخذني معك ؟

ألم تعدني بأنك لم تتركني مهما حدث ،أين وعدك يا رجٌل ؟

إشتقت إليك كثيراً، ، مر إسبوع علي أخر زياره لك بمنامي ،

أشتاقٌكَ حبيبي ، تعا إلي اليوم ، أريد رؤيتك، إشتقتٌ بسمة وجهك ، إشتقك لنظرة عيناكَ الحنوْن ،

أرجوك رائف تعا ،سأنتظرك اليوم حبيبي، أريد مجالستك ورؤية عيناك ساحرتي ♡

 

كان موجهاً بنظرهِ إليها بغيره وحسرةٍ تملئٌ قلبهْ،

يحادث حالهْ:

_كم أنت محظوظٍ رائف ، فحتي بعد مَماتٌك يا فتي مازالت جميلة الكون تعشقك وتفتقد وجودك .

 

نظر إليها بحنين :

_أنا هٌنا مليكه ،إنظري إلي، تفحصيني جميلتي، منذ عدة أشهر وأنا أحاول التقرب ولكنكِ لا تشعرين حتي بوجودي !

أحِبيني مليكه ♡

فقط فرصه أطلٌبها ،فاعطني إياها

وأٌصدٌقكي وعدآ لن تندمي ♡

♡سأجعل السعادةٌ دَاركْ ،والكونِ مِقدارِك ،فقط أعطني الفرصه مليكتي وسترين ،

كيفَ سيكٌونٌ عِشقْ الياسين ؟ ♡

 

كانت تبكي وتنتحب مٌغمضة العينان، مٌستسلمهْ لألم قلبِها وأعتصاره ،شعرت بيدٍ تربت علي كتِفها بحنان رفعت رأسها ونظرت بعيون حمراء ككؤوس الدمِ من كثرة بكائها،

 

وجدتهٌ أباها الحنون أمسكَ بيدها وأوقفها ثم نظر لها

وتحدث:

_يلا يا حبيبتي ،كفايه يا مليكه ، هتموتي نفسك يا بنتي حرام عليكي اللي بتعمليه ده .

 

نظرت لهٌ وألم يعتسر قلبها ومازالت تبكي بمراره:

_مش قادره أستوعب إن خلاص حبيبي راح ومبقاش موجود يا بابا ،هو أنا فعلا مش هشوفه تاني خلاص؟

وأرتمت داخل أحضانهٌ وهي تبكي بألم .

 

إقترب منها مٌحمد زوج نرمين وتحدث بتأثٌر لحالتها المزريه:

_إهدي يا مليكه وأطلبي له الرحمه ،هو أكيد في مكان أحسن حالياً ،إنتي كده ممكن تتعبي .

 

نظرت لهٌ نرمين بنظرات صاخبه كالرصاص إبتلع لٌعابهٌ رٌعبً وأبتعد قليلاً .

 

وقف شريف وأخذها من حضن أبيها وهو يحتضنها بحنان ويمسح علي ظهرها بحب وحنان الأخ .

 

كٌل هذا تحت أنظار ذلكً المستشاط غضباً من إحتضان أبيها وأخاها لها

 

حيث كان يٌحادث حاله:

كيف سمحتي لهما أن يحتضناكي هكذا ؟

أنا من لهٌ الحق بإحتوائك وتضميد جراحك حبيبتي ،آه مليكه، أتعبني عشقك يا أمرأه، كم عليا التحمل بعد !

 

وقف عز وتحدث بحزم وصوت يكسوهٌ الألم:

_يلا بينا يا حاجه ثريا، ،يلا بينا يا مليكه .

 

نظرت لهٌ ثريا وتحدثت بتألٌم:

_روحوا إنتوا يا سيادة اللوا وسيبوني مع حبيبي .

 

تحدث عز بحزم:

_كفايه كده يا حاجه ثريا ليكِ ساعتين بتعيطي ،صحتك يا حاجه، الضغط كده مٌمكن لاقدر الله يعلي عليكي تاني .

 

ذهب إليها ياسين وجثي علي ركبته بجانبها ،

قبل رأسها بحنان وتحدث:

_يلا يا أمي علشان أنس كده هيقلق عليكِ ، تلاقيه بيعيط وبيسأل عليكِ إنتِ ومليكه ،إنتي عارفه هو مش متعود علي غيابكم إنتم الاتنين كده .

 

نظرت لهٌ بإنكسار وهزت رأسها بإيماء، أمسك يدها وأوقفها وأتجهَ بها هي ويٌسرا لسيارته وأجلسهما ،

في حين أخذ سالم إبنتهٌ وزوجته وذهبا بهما بطريقهٌ لفيلا رائف ،

 

وتحركوا جميعآ بإتجاه حي المغربي تاركين قبر فقيدهم وحيدآ ،فتلك هي الحقيقه الوحيده بحياتنا ،الموت .

 

بعد مٌده من الوقت كان سالم جالساً بحديقة منزل عز بصحبة بعض رجال عائلة المغربي، عز، وعبدالرحمن وياسين وطارق ووليد ،

 

نظر وليد إلي سالم وتحدثَ بجٌرأه:

_بعد إذن حضرتك يا سالم بيه أنا كنت عاوز أفاتحك في موضوع مهم جداً بالنسبة لي ،

وكنت هاجي لحضرتك النهارده البيت أتكلم معاك فيه ، لكن بما إن حضرتك موجود هنا ومشرفنا فأنا هتكلم قدام الكل علشان يهمني إنهم يعرفوا قراري ويكون عندهم علم بيه ،

 

نظر لهٌ الجميع بإستغراب سائلين حالهم ما هو ذاك الموضوع ؟

 

إلا ياسين الذي إبتسمَ بسماجه لمعرفتهٌ طلب وليد من سالم ، وكيف لا يفهم وهو ياسين المغربي رجل المخابرات الأول .

 

نظر لهٌ سالم بوجهٍ مٌبهم وتحدث مٌتسائلاً:

_خير يا أستاذ وليد ،موضوع ايه ده إللي عاوزني فيه ،إتفضل قول أنا سامعك .

 

وليد ….

 

تٌري ماالموضوع الذي يريد وليد أن يخبر بهِ سالم ؟

وما الذي فهمه ياسين من حديث ذلك الوليد ؟

كل هذا وأكثر سنتعرف عليه في الفصل القادم

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع