روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة لروز أمين الجزء الأول كامل

رواية قلوب حائرة للكاتبة الفصل الخامس

🦋 #الفصل_الخامس🦋

بعد مرور ثلاثة أسابيع علي تلك النكبة التي أصابت عائلة المغربي ،

كانت ثريا تجلس في ردهة المنزل تٌجاورٌها إبنتيها وأطفالهم وأطفال رائف،

حيث كانت أول زيارة لنرمين بعد إنتهاء العزاء،فهي حقاً تشعر بالذنب والخذلان من حالها ولذلك فضلت الإبتعاد ،

لكنها أتت لزيارة والدتها المريضة الحزينة علي فراق فلذة كبدِها وأيضاً لرؤية صغار أخاها اللذان أصبحا يتيمان وبفضلها .

دلف ياسين وطارق معاً من باب الفيلا بعد الإستئذان،،

وجدا نرمين تحتضن مروان ويبدو علي وجهها التأثر والألم،

أمال عليها ياسين وقبلَ مقدمة رأسها بحنو قائلاً:

_إزيك يا نرمين، عامله أيه ياحبيبتي ؟

أجابتهٌ نرمين بتأثر وحزن نابع من داخلٌها:

_الحمدلله يا أبيه أنا كويسة .

نظر لها طارق وسألها بفضول:

_إلا قولي لي يا نرمين إنتي كنتي عند رائف في المكتب يوم الحادثة بتعملي إيه ؟

إلتفتت إليه برعب ظهر بعيناها ثم أجابتهٌ بتلعثم:

_ ولا حاجة، كنت رايحة أطمن عليه، كان واحشني وروحت أزوره عادي يعني .

نظرت إليها يسرا بإستغراب وتحدثت بتساءل:

_مقٌلتليش يعني إنك روحتي لرائف مكتبه يوم الحادثة ؟

ردت عليها نرمين بتلعثم وهي تحجب عيناها عن عيون شقيقتها :

_مجتش مناسبة يا يسرا ،وبعدين هو أحنا كٌنا في إيه ولا في إيه ؟

تسائلت ثٌريا بتأثر وألم وشغف لمعرفة تفاصيل حالة إبنها قبل ساعات الرحيل :

_يعني إنتي شوفتي أخوكي قبل الحادثة يا بنتي؟ طب قال لك إيه ؟

وإتكلمتوا في إيه ؟كان خايف ولا مطمن ؟ طب ماقلكيش علي أي حاجة مضيقاه ؟

كانت نرمين تبكي بحرقة علي رؤية والدتها وهي تتسائل بلهفة وعيناي متألمة ،حينها تذكرت كيف كانت حالة رائف وغضبهٌ من حديثها الذي نزلَ كالرصاص الملقاه بدون رحمة علي قلبه البرئ .

أجابتها نرمين ببكاءٍ مرير والذنب يتأكل قلبها:

_مقلش حاجه يا ماما كان عادي جداً،

وأكملت بكذب:

_ بالعكس كان مبسوط ومرتاح جداً بسبب زيارتي ليه .

تحدث طارق موجهً حديثهُ لها بشك:

_غريبه ! مع إن سَحر سكرتيرة رائف الله يرحمه قالت لي إنها سمعت صوتكم عالي قبل متخرجي من عنده ، وبعد ماخرجتي قالت لي إن رائف خرج بسرعه وهو متضايق ومتنرفز وقال لها تلغي الميعاد إللي كان عنده .

نظرت يسرا إلي شقيقتها بريبه من حالتها التي تحولت وبدَ علي وجهها الهلع والقلق !!

نظرت لهٌ ثريا بحزن وتحدثت بدموع وألم:

_كان متضايق إزاي يعني يا طارق ؟

 

نظر ياسين إلي طارق وتحدث بحزم وهو يري إنهيار زوجة عمه ونرمين ويسرا وبكائهم الهيستيري لذكر تفاصيل ذاك اليوم الأليم .

 

تحدثَ ياسين إلي طارق بحده وحزم:

_خلاص يا طارق لزمته أيه الكلام في الموضوع ده الوقت ؟

 

ثم تحدث بجديه مغيراً الموضوع:

_هي مليكه فين ياماما ؟

 

تحدثت ثريا وهي تجفف دموع عيناها:

_مليكه حابسه نفسها في أوضتها يا ياسين من يوم إللي حصل وهي منزلتش تحت أبداً ،

حتي شريف أخوها جه إمبارح وطلع لها وفضل يتحايل عليها تنزل تخرج معاه شويه تشم هوا أو حتي تنزل تقعد معاه شويه في الجنينه،

لكن للأسف حتي شريف إللي بتحبه وعمرها ما رفضت له طلب فشل في إنه يخرجها من حالتها دي ،ربنا يصبرها ويصبرني علي فراق الغالي يا أبني .

 

شعر بألم يجتاح قلبه لأجلها وتحدث بتعقل :

_بس كده مش هينفع يا ماما ،مليكه لازم تنزل وتحاول تكمل حياتها علي الأقل علشان ولادها يقدروا يتجاوزا الحاله إللي وصلولها من يوم ما سمعوا الصراخ في اليوم أياه،

 

وأكمل بضيق:

_كمان أنس إللي وخداه في حضنها ليل ونهار مبتسبهوش لحد ما جابت له إكتئاب،

ده الولد يا حبيبي طول الوقت ساكت ولا بقا بيضحك زي الأول ولابياكل ولا عاوز حتي يلعب .

 

تحدثت ثريا بحزن:

_الولد يا حبيبي زي إللي قلبه حاسس ، مع إن كل ما يسأل عليه بنقول له إنه سافر وهيرجع قريب .

 

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

 

في المساء ،

 

خرج لشرفة غرفته يشتم هواء البحر ويٌدخله إلي رأتيه ليٌنعش روحهْ بعد عناء يوم مٌتعب في العمل ،

طار قلبهٌ وسعدَ حين رأها جالسه في شرفتها تنظر أمامها بشرود ،حاضنه صغيرها الغافي بسلام بين أحضانها.

 

إبتسم تلقائياً من رؤية عيناه لها برغم إبتعادها عنه بضع مترات وبرغم الظٌلمه التي حجبت عنهٌ وضوح ملامحها ،

إلا أن قلبهٌ كان يُكفيهِ رؤية حتي ظِلٌها. ♡

 

تحمحم بصوتٍ عالي عَلها تستمع وتلتفت له ليري عيناها ،

ولكن لا حياة لمن تنادي .

 

هي سارحه في ملكوتها الخاص ، تتذكر حبيبها الذي رحل عنها وتركها غارقه بأحزانها ولم يتبقي منهٌ سوي ذكرياته التي أصبحت لا تفارقها لا ليلاً ولا نهاراً .

 

كانت شارده تنظر للبحر الذي بالكاد تستمع إلي صوته لبٌعد المسافه بينهما إلي حدٍ ما ،

 

فٌزِعت بهلع وهي تنظر إلي اليد التي تتلمس كتِفها !

تنهدت براحه حين وجدتها يسرا التي إستغربت من هلعها هذا

وتحدثت بتهدئه :

_بسم الله إهدي يا حبيبتي دي أنا .

 

تنهدت وهي تٌغلق عيناها متحدثه:

_خضتيني يا يٌسرا .

 

أجابتها يسرا بأسف :

_معلش يا مليكه أكيد مكٌنتش أقصد ، أنا بخبط عليكي من بدري ولما مردتيش قٌلت أكيد في الحمام ولا في البلكونة، وحتي لما دخلت ندهت عليكي، لكن يظهر إنك كٌنتِ سرحانه لدرجة إنك مسمعتيش حتي صوتي .

 

تنهدت وأجابتها بضعف:

_ولا يهمك يا يسرا ،أقعدي واقفه ليه ؟

 

أجابتها يٌسرا :

_مش وقته يا روحي الوقت متأخر وإنتي أكيد تعبانه ومحتاجه ترتاحي، أنا بس كٌنت جايه أستأذنك لو ينفع تديني أنس يبات مع ماما علشان نفسيتها وحشه جداً إنهاردة ؟

 

وأكملت بأسي :

_يمكن وجوده معاها يهون عليها حٌزنها شويه .

 

نظرت مليكه لصغيرها الغافي فوق ذراعيها وقبلت وجنته ودفنت أنفها بعٌنقه وأخذت نفسً عميقً لتٌدخل رائحتهٌ الذكيه وتحتفظ بها داخل رئتيها لأطولِ وقتٍ ♡

 

ثم نظرت إلي يُسرا وتحدثت بخفوت:سمي _الله وخديه يا يٌسرا .

 

أجابتها يٌسرا ببسمه خفيفه :

_مٌتشكره أوي يا مليكه، تحبي أخلي مٌني تجيب لك مروان يبات معاكي ؟

 

هزت رأسها بنفي وتحدثت بهدوء:

_ملوش لزوم ،خليه مرتاح في أوضته أحسن وكفايه عليه تشتت لحد كده ،من يوم إللي حصل وهو يا حبيبي متبهدل معانا شويه معايا هنا وشويه عند ماما تحت وكده ممكن الولد يتأثر نفسياً .

 

إلتقطت يٌسرا الصغير وحملته فوق صدرها وتحركت خلفها مليكه للداخل تحت أنظار ذاك المٌسلط بصرهِ عليها، تنهد بيأس وعاود النظر من جديد للبحر وأستنشاق هوائهٌ النقي .

 

◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

بعد مرور خمسة أشهٌر علي وفاة رائف ،

 

كان جالساً خلف مكتبهِ سانداً ظهرهٌ بأريحيه راسماً علي ثغرهِ إبتسامه جذابه مٌمسكاً بقلمه يدق بهِ علي مكتبهِ بتسلي ،وهو يتذكرها يوم حادث رائف،

 

نعم كان يوماً حزيناً ومريراً بالنسبةِ لهٌ،ولكن بقيَ لهٌ ذِكري تٌسعدهٌ من ذاكَ اليوم،

 

فهو ولأول مره يراها بثيابها المٌتحرره من القيود ،وشعرها المنسدل كشلالاتِ علي ظهرها مما زادَ سِحرٌها ودلالها،

وثناياتِ جسدِها المٌثير الذي طالما تخيلهٌ من قبل .

فكم من المرات قد سرحَ بخيالهِ يتخيل شعرها ويتسائل،

كيف هو لونه ؟

وكم هو طوله ؟

وكيف ملمسهٌ ؟

كان يسرح دون وعيِ منهٌ وكأنهٌ مسلوب الإرادة ، ولا يدري لما كان يفعل هذا ؟

 

ولكن سرعان ماكان ينفض تلك الأفكار المتداخله علي رأسه بعيدآ ،ويَلُمْ حاله بغضب ،فهي زوجة أخاهٌ الغالي رائف، فكيف يسمح لخياله بتلك الشطحات ؟

 

لكنها الآن لم تعد زوجة رائف، ولم يوجد ما يمنع التفكير بها من وجهة نظره ،ولم يعد أيضاً التفكير بها خيانه كما كان يؤنبهٌ ضميرهٌ بتلك الكلمات .

 

إبتسمَ وتنهدَ براحه ،ثم إستمع لطرقات علي الباب،

اعتدلَ بجلستهِ وسمح للطارق بالدخول ،دلف الطارق وكان أحد رجالهْ في جهاز المخابرات يٌدعي الرائد مٌحمد، ألقي عليه السلام وجلس أمامه .

 

تحدثَ الرائد محمد بإحترام:

_ سيادة اللوا أحمد العسال طلب مني أجي علشان أساعد حضرتك في قضية العيال بتوع شقة المعموره يا أفندم .

 

ردَ ياسين بجديه وحزم:

_عارف ياسيادة الرائد ،سيادة اللوا كلمني وبلغني ،المهم يا محمد بيه العيال دي مش لازم تحس إنها متراقبه ولا يشعروا بأي حاجه غريبه حواليهم ،

 

وأكمل بحرصٍ شديد :

_ يعني من الأخر كده عايزك تختار إللي هيراقبوهم من أكفئ رجالتنا وأمهرهم ،

العيال دول أذكيه جدآ ودماغهم شغاله مبتهداش .

 

تحدثَ مٌحمد بطاعه :

_ أمر سعادتك يا باشا .

 

وأكمل ياسين بتوجيه:

_تاني حاجه لازم خطوط تليفونات المنطقه كلها تبقي تحت إدينا ومتراقبه 24 ساعه بمنتهي الدقه علشان نعرف لو فيه حد تاني متعاون معاهم، وكل ده طبعاً هيكون في سريه تامه، لحد مانعرف مين إللي بيمولهم ولصالح أي دوله بيشتغلوا ؟

 

وأكمل بتحذير :

_بس خلي بالك يا باشا العيال دي في منتهي الذكاء وواخدين إحتيطاتهم وتدابيرهم كويس جدآ ، ده لولا بس ربنا بيحبنا والصدفه هي إللي وقعتهم في أدينا مكٌناش كشفناهم بسهولة .

 

تحدثَ الرائد محمد بإحترام وطاعة :

_تمام يا باشا تحت أمر معاليك ،أنا هشوف هكر كويس من إللي شغالين معانا في الجهاز يخترق لنا كل مايخصهم في مجال الاتصالات ،سواء خطوط تليفوناتهم أو الواتس،، أو أي وسائل إتصالات تانيه .

 

هز ياسين رأسهٌ بإيماء وتحدث:

_تمام ، وكمان عاوزك توسع لي المجموعه إللي هتشتغل في مراقبتهم علشان ما نضغطش عليهم في الشغل ويعرفوا يركزوا كويس ،وإبقي بلغني بكل الخطوات أول بأول .

 

وقف الرائد محمد وتحدث بإحترام :

_عٌلم وينفذ يا باشا، أي أوامر تانيه سيادتك ؟

 

أجابهٌ ياسين بجديه :

_شكراً يا سيادة الرائد ،تقدر تتفضل علي مكتبك .

 

أنهي ياسين إجتماعه مع الرائد مٌحمد وبعد مده عاد لمنزلهِ بعد أنتهاء دوام عمله.

 

◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

كانت جالسه بحديقة المنزل، تنظر أمامها بتيهه وشرود ! فقد أصبح هذا حالٌها منذ وفاة رائف قبل خَمسةِ أشهٌر .

 

أخرجها رنين هاتفها من شرودها ،أمسكت هاتفها تنظر به بإهمال وجدته رقم إدارة مدرسة طفلٌها مروان ،

أجابت علي الفور، أبلغتها المٌتصله أن إدارة المدرسه تٌبلغها بأنَ عليها التوجه غدآ إلي المدرسه للتحدث مع المتخصصه بخصوص أمر يهمٌ مروان ،

 

أبلغت المٌتصله بالحضور غدآ وأغلقت الهاتف وزفرت بضيق، وتذكرت أن رائف لم يكن يسمح لها بالذهاب لمدرسة مروان وكان يقوم هو بتلك المهام لكي لايٌرهِقها ، فقد كان يعاملها رائف وكأنها ملكه مٌتوجه .

 

في نفس التوقيت صف ياسين سيارتهٌ بجانب سور فيلا رائف بدلاً من أن يدلف بها لداخل جراج العائله ،فقد أرادَ أن يدلف للداخل علَّهٌ يراها ويطفئ لهيب قلبه المٌشتعل لعدم رؤيتهِ لها منذ اليومين الماضيين لإنشغاله في جهاز المخابرات بقضيه مهمه ،حيث كان يصِل بوقت مُتأخر من الليل .

 

ألقي السلام علي رجل الأمن المكلف بحماية المنزل ،

ودلف للداخل ،إنتفض قلبهْ فَرحً حينَ رأها وهي تجلس أمامهٌ بوجهها البريئ .

 

كم كانت جميله وجذابه رغم حٌزنها الواضح الذي أصبح ملازماً لملامحها، كان ينظر لها وسط شرودها كي يٌشبع نظره بتلك الملامح التي باتَ يعشقها ♡

 

كان يود أن يذهب إليها ويٌمسك بيدها ويحاوط وجنتيها بعنايه ،

ينظر داخل عيناها ويتوهٌ داخل سحرهما ،ثم يٌخبئٌها داخل أحضانه الدافئه كي يٌرضي حنينه وقلبه المشتاقان لها بجنون ♡

 

وأخيراً حمحم كي تشعٌر بوجوده وتنظر بعيناها ليري مِقلتيها ويذوبٌ بداخلهما

 

 

نظرت له بفتور وبدت منها نصف إبتسامه حزينه

وتحدثت بهدوء :

_أهلاً يا أبيه ،إتفضل .

 

إبتسمَ لها بحنان وجلس مٌقابلاً لها وتحدث بعيون لامعه بنظرات العشق:

_إزيك يا مليكه ،عامله أيه ؟

 

أجابته بتنهيدة مٌحملة بالألم:

_الحمدلله يا أبيه .

 

نظر لها بأسي علي حالتها تلك وتحدث بنبرة مٌلامه :

_وبعدين معاكي يا مليكه ،لازم تٌخرجي من الحاله إللي إنتي حابسه نفسك فيها دي ، لو مش علشانك يبقي علي الأقل علشان خاطر أنس ومروان،

 

ثم أخرج تنهيدة ألم وحزن قائلآ بصدق:

_كفايه عليهم خسارة أبوهم وحرمانهم منه، مش هتحرميهم منك إنتي كمان وإنتي لسه علي وش الدنيا .

 

تنهدت وتحدثت بألم:

_غصب عني صدقني ،مش قادره أتقبل ولا أتخيل إن خلاص رائف مبقاش موجود في حياتي ! أنا كل يوم بقوم من النوم زي المجنونه أدور عليه جنبي، ولما ملقهوش أجري أفتح باب الحمام علي أمل إني ألاقيه ويطلع كل إللي عيشته الفتره إللي فاتت دي مش أكتر من كابوس وإنتهي .

 

وأكملت بعيون مٌتمنيه ،وأرجع أعيش حياتي تاني معاه وأترمي في حٌضنه أنا وولاده ،

ومن جديد نحس بالأمان إللي راح وسابني من يوم فراقه .

 

كان يستمع لها وقلبه ينزف دماً ، تاره عليها وعلي ألمها الواضح، وتاره علي رائف فقيدهم الغالي ،وتارةِ أٌخري علي قلبهِ المٌحطم وهو يستمع لحبيبتهِ وهي تتألم من فقدان رجٌل أخر !

نعم يعلم أنه رائف ، ويعلم أنهٌ حبيبٌها الأول وربما يكون الأبدي،

 

ولكن ، ماذا عساهٌ فاعلاً لذاكَ القلب العاشق الذي فكَ وثاقهِ وأنطلق بأريحيه منذ وفاة رائف ؟

 

وكأن قلبهٌ إستشعر أن من كان وجودهٌ يحجمهٌ ويٌكبح جماحه قد فارق الحياه ورحلْ،

 

ليٌعطي فرصةً أخري لقلبٍ كٌبحَ جِماحهْ وضٌغطَ عليهِ كي يهدأ ولا ينبض بحبها مجددآ،

 

ولكنه الآن نهض ونبض بعشقها من جديد وبحراره ، ولن يمنعهٌ عن عشقها إلا توقفهٌ وعدم نبضهِ للحياه بأكملها ♡

 

تحدث ياسين بجديه وعقلانيه :

_بصي يا مليكه إنتي واحده بتصلي وعندك إيمان بربنا سبحانهٌ وتعالي ،

إللي بتعمليه ده إسمه إعتراض على أمر ربنا ونكران للواقع ! حاولي تتخطي إللي حصل وتحتوي أولادك وتعيشي حياتك من تاني ،

لازم تستمري في حياتك ،الحياه مبتوقفش علي حد.

 

وأكمل بأسي:

_ عارف إنك كنتِ بتحبي رائف جدآ،، وعارف كمان إنه صعب يتنسي،، لكن مش لدرجة إنك تدفني حياتك وشبابك معاه .

 

نظرت له مليكه بإستغراب لكلامه ! فآخر شخص كانت تتوقع منه سماع تلك الكلمات هو ياسين، فهي تعلم كم كانا قريبين من بعضهما وكم كان ياسين يحترمهٌ ويحبهٌ كثيرا كأخٍ لهْ بل وأكثر،

 

حتي بعد رحيل رائف كان ياسين أكثر من تأثر برحيله ودخل بنوبة إكتئاب لفتره معينه، ثم عاود مرةَ أخري لطبيعته، ولكنها فسرت كلماته كخوفِ عليها ودعمِ منهٌ كأخ، لتخطيها أزمة فقدان حبيبها الغالي لا أكثر .

 

في تلك اللحظه أتت إليهم ثريا وهي تحمل صغير رائف علي قلبها وتتمسك بيد مروان ، فهي ومنذٌ وفاة عزيزها أصبحت لا تفارق الصغيرين ولو للحظه.

 

نهض سريعاً ومد يدهٌ بإحترام والتقط الصغير من فوقَ ذراع زوجةِ عمه ،منهٌ ليريحها، ومنه لتقبيل الصغير فهو حقاً يشتاقهٌ بشده لعدم رؤيتهِ ليومان متتاليان،

بادلهٌ الصغير قبلاته بمحبه. ♡

 

نظرت له ثريا وتحدثت بإبتسامة ترحاب علي ثغرِها:

_إزيك يا ياسين ،ليا يومين مشوفتكش حاسه إنهم شهر مٍش مجرد يومين .

 

أجابها ياسين بإبتسامه:

_والله وأنا كمان يا ماما حاسس إني بقالي كتير مشفتش حضرتك، وبجد وحشتوني أوي كلكم.

وهنا وجهَ نظره بإتجاه مليكه .

 

أجابتهٌ ثريا :

_وإنت كمان يا أبني وحشتني .

 

تحدث ياسين وهو ينظر إلي مروان بحب:

_مروان باشا، عامل أيه في مدرستك ؟أنا عاوزك تتشطر وتطلع السنة دي الأول علي المدرسه كلها .

 

أجابهٌ مروان ببرائه وأحترام :

_حاضر يا أٌنكل .

 

تحدثت مليكه بوجهٍ حزين موجهةً حديثها إلي ثريا:

_إدارة المدرسه بتاعة مروان إتصلوا بيا من شويه و طلبوا مني أروح لهم بكره، المختصه قالت لي إن المديره عاوزاني في أمر يخص مروان ومهم جدآ الحضور،

 

تنهدت مليكه بأسي وأكملت :

_الله يرحمك يا رائف، كٌنت شايل عني كتير .

 

تحدثت ثريا بتأثر علي ذكر إسم فقيدها:

_الله يرحمك ياغالي ،مقلتش عايزاكي بخصوص أيه يا حبيبتي ؟

 

أجابتها مليكه بنفي :

_لا يا ماما مقلتش حضرتك .

 

تحدث ياسين بعمليه ليٌطمئنهما:

_متقلقيش أوي كده يا ماما، أكيد هيعملوا توسعات في المدرسه وعايزين يلموا تبرعات ،ماأنتي عارفه المدارس دي مبتشبعش .

 

ثم وجه بصرهِ إلي مليكه وتحدث:

_خليكي إنتِ يا مليكه، أنا هروح بكره وأتكلم مع المديره وأشوفها عاوزه أيه .

 

تحدثت مليكه بهدوء :

_لا يا أبيه مٌتشكره جدآ مٌش عاوزه أتعب حضرتك ،وبعدين أنا لازم أروح بنفسي علشان أطمن علي إبني .

 

تحدثت ثريا :

_خلاص يا بنتي روحي مع ياسين ماهو مش هينفع كمان تروحي لوحدك .

 

تهللت أساريره لسماع كلمات عمتهِ وأنه سيحظي بمٌجالستها بسيارته جنباً إلي جنبْ .

 

هزت رأسها بموافقه وتحدثت ثريا ناظره إليهْ:

_شكلك لسه متغديتش زينا يا ياسين ؟

 

هز رأسه بنفي قائلآ :

_أنا لسه راجع من شغلي حالاً يا ماما وقولت أجي أشوفكم الأول لتكونوا محتاجين حاجه .

 

أردفت ثريا قائلة بنبرة حنون :

_مااتحرمش منك يا حبيبي،بص بقا أنا عامله نجرسكو، وكشك ألمظ ،وبط محشي ولحمه بصوص الدمجلاس هتاكل صوابعك وراهم ،

 

وأكملت وهي تتنهد بثٌقل :

_مروان وساره بنت يسرا طالبينهم مني بقالهم إسبوع، وأخيراً النهاردة اتشجعت ودخلت المطبخ إللي ليا شهور مدخلتهوش وعملت لهم إللي طلبوه ،هتتغدي معانا أكيد .

 

نظر لها بسعاده وتحدث مٌداعبً إياها :

_طب هو ينفع بعد الأصناف إللي حضرتك قولتي عليها دي أسيبها كده بالساهل وأروح أتغدي شوربة خضار ولحمه مسلوقه عند منال هانم !

 

وضحك وأردف قائلا :

_أمي محسساني هي وليالي إنهم داخلين مسابقة ملكات الجمال والرشاقه ، ومش ملاحظين إننا خلاص جبنا أخرنا من أكل العيانين بتاع كل يوم ده .

 

أردفت ثريا بحب:

_تعالي يا حبيبي كل يوم إتغدي معانا وأهو حتي تفتح نفسنا علي الأكل إحنا والولاد.

 

أتت يسرا إليهم ونظرت إلي ياسين بإبتسامه أخويه:

_إزيك يا ياسين؟

 

أجابها ياسين بإبتسامه مقابله:

_إزيك إنتي يايسرا ،عامله ايه وساره وياسر أخبارهم أيه ؟

 

أجابته يسرا بوجهِ بشوش :

_الحمدلله كلنا بخير .

 

ثم نظرت إلي ثريا :

_السفره جاهزه يا ماما، يلا بينا .

 

نهضوا جميعآ متوجهين إلي الداخل وألتفوا حول مائده الطعام ليتناولوا غدائهم وسط سعادة ياسين لجلوسهٌ أمام مليكتهٌ وهو يراها أمامهٌ بوجهها البرئ وملامحها التي باتَ يعشقها .

 

رفعَ ياسين صَحنهْ مٌشيراً إلي مليكه بإبتسامه سعيده مٌتحدثاً:

_مٌمكن يا مليكه تحٌطي لي قطعة لحمه وتكتري الصوص ؟

 

إنتبهت له وأجابتهٌ بإبتسامة مٌجامله:

_أكيد طبعاً يا أبيه.

 

وضعت له ثم نظرت لهٌ بإهتمام وأردفت بتساؤل:

_تحب أحط لحضرتك بط ؟

 

إبتسم لها بعيون عاشقه وأردف قائلاً بمداعبه :

_والله أنا سايب لك نفسي إعملي فيا إللي إنتي عاوزاه .

 

هزت رأسها بجديه وبدأت بغرف الطعام لهْ تحت سعادته ونظرات لعيون مٌحبه وقلبٍ أدماهٌ الغرام ♡

 

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

 

في صباح اليوم التالي

 

فاق ياسين مٌبكراً بنشاط وحيويه ، أخذ حماماً دافئاً ليٌجدد بهٍ نشاطهِ ويٌنعش روحهْ،

 

إرتدي أجمل ثيابه و وضع عِطرهٌ المٌفضل لديه، وارتدي نظارتهٌ الشمسيه مِما زادَ من وسامتهِ وأصبح أيقونة رِجولهْ وجاذبية مٌتحركه علي الأرض .

 

كل هذا يحدث في غرفة تغيير الملابس الموصوله بغرفة نومه وتلك الغافيه بجواره ولا تشعر بهْ ولا بما وصلَ إليهِ زوجها من عشقٍ لإمرأةٍ أخري .

 

فقد تحول ياسين ذاك الصخرةِ القويه مثلما يُلقبوهٌ في جهاز المخابرات وذلكَ لشدة صلابتهِ وقوته وحزمه،،لعاشق ولهان ♡

 

ألقي نظره أخيره علي حاله وحركَ أصابع يده بين خصلات شعرهِ الجذاب وأبتسمَ برضي وتحرك برجوله وكبرياء منطلقً للخارج .

 

نزل الدرج وجد طارق بوجهه ،

نظر إليهِ طارق بإعجاب وتحدث بإنبهار:

_إش إش إش ،،ده أيه الجمال والأناقة والشياكه دي كلها ياسيادة العقيد ،،أيه يا ابني ده كٌله هو أنتَ مش ناوي تكبر أبدآ ط،ده إللي يشوفنا جنب بعض يفتكر إني أكبر منك ب 15 سنه علي الأقل .

 

إبتسم ياسين وقد بدَ علي وجههِ علامات السرور من مغازلة أخيهِ الراقيه لهٌ وتغزلهٌ بشياكتهِ وعمرهِ الذي لا يظهر علي الإطلاق، فما إن رأه أحدآ أيآ كان إلا وأستغرب بشده لعلمهِ أنه برتبة عقيد !

 

تحدثَ ياسين بإبتسامه واسعه تظهر صف أسنانهِ ناصعة البياض :

_وإنتَ أمتي بقا هتبطل بكش يا طروق باشا ؟

 

أطلق طارق ضحكه سعيده مٌتحدثاً :

_والله يا أبني ما بكش ، إنتَ معندكش مرايه في أوضتك ولا أيه ؟

 

ثم أكمل بتساؤل:

_إنتَ لابس ملكي ليه إنهارده ورايح فين بدري كده ؟

 

أجابهٌ ياسين بجديه:

_رايح مع مليكه مدرسة مروان، إتصلوا بيها إمبارح علشان عاوزينها في أمر مهم بخصوص الولد ،أنا كنت هروح لوحدي لكن هي أصرت تروح بنفسها علشان تطمن علي مروان .

 

هٌنا أطلق طارق صافره وتحدث وهو يغمز بعيناه لأخاه :

_قولت لي بقااااااا ،وأنا إللي كٌنت مستغرب أيه الشياكه دي كلها ! أتاريك ياباشا رايح مع مليكه المدرسه .

 

إرتعب ياسين من فكرة أن يكونَ أخاهٌ علي علم بمشاعرهِ تجاه مليكه فهو ليس مستعد حالياً لمواجهة هذا الأمر وخصوصاً أن رائف لم يمٌر علي وفاته سوي عدة أشهٌر لاتٌذكر .

 

تحدث ياسين بإبهام ونظره ثاقبه حذره قائلآ:

_تقصد أيه بكلامك ده ؟؟

 

تحدث طارق بحذر بعدما رأي تلك النظره وفهم منها أن ياسين قد غضبَ:

_مقصدش حاجه يا ياسين،، مالك قلبت مره واحده كده ليه ؟

 

تحدث إليه ياسين بحزم:

_طارق من فضلك، إنتَ عارف إني مبحبش الكلام بالطريقه دي،، مش هترد عليا السؤال بسؤال،،فمن فضلك قول لي تقصد أيه بكلامك ده ؟

 

أجابهٌ طارق بوجه مٌبهم :

_مالك كَبرت الموضوع كده ليه يا ياسين؟

 

وأكملَ مٌبرراً حديثهٌ السابق :

_أنا كل إللي أقصده إنك رايح مع مليكه مدرسة مروان، والمدرسه دي بريطاني وكل الميس بتاعتها موزز وصغيرين وجمال جداً، متنقيين علي الفرازه زي مابيقول الكتاب ،بس أدي كل الحكايه .

 

هٌنا تنهد ياسين بإرتياح بعد تبرير طارق لهٌ لتلك الكلمات وتحدث:

_طب يلا لو خارج علشان منتأخرش .

 

خرجا معاً ووصلا لفيلا رائف كعادتهم صباحاً،،

فحتي بعد وفاة رائف مازالت ثريا تٌحضر سفرة الإفطار في حديقتها وتستقبل عز وياسين وطارق يومياً .

 

ما زادَ عليهم هو وليد عبدالرحمن، إبن عمهم الذي قرر وبدونَ مقدمات بعد وفاة رائف أن يذهب يومياً إلي ثريا يتناول معها وجبة الإفطار بحجة تعويضها عن وجود رائف .

 

دلفا سوياً وجدا عز يجلس وبجانبهِ وليد وثريا التي تٌسكٌب لهما الشاي ، إحتقن وجه ياسين بغضب لرؤيتهُ لجلوس ذلك الوليد بأريحيه وكأنه يجلس بحديقة منزلهْ

 

تحدث ياسين بوجهِ مُبهِم:

_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

رددو السلام ثَلاثَتهِم .

 

وجهَ عز نظره إلي ياسين وتحدث:

_إنتَ لابس ملكي ليه إنهارده يا سيادة العقيد ،مش رايح الجهاز إنهارده ولا أيه ؟

 

رد ياسين علي والدهِ بإحترام:

_لا يا باشا مش رايح الجهاز، رايح مع مليكه مدرسة مروان ،إدارة المدرسه إتصلوا بمليكه وعاوزنها في أمر مهم بخصوص مروان .

 

تحدث وليد بلهفه:

_متعطلش نفسك إنتَ يا سيادة العقيد، روح شغلك وأنا هاخد مليكه وأوديها المدرسه ونشوف أيه الموضوع .

 

نظر له ياسين بحده وتحدث بتهكم:

_لا متشغلش بالك إنتَ يا وليد ،أنا عامل حسابي من إمبارح ومجهز نفسي للمشوار ومبلغهم في المكتب إني مش جاي إنهارده ،

 

وأكمل بنبرة ذات مغزي :

_يعني إرتاح وإهدي كده يا وليد وقوم روح شغلك علشان متتأخرش .

 

نظر لهٌ وليد بضيق ثم أكمل تناول طعامه .

 

تحدث عز ناظراً إلي وليد:

_هو إنتَ يا أبني مش ناوي ترجع مراتك ؟

 

أجابهٌ وليد وهو يبتلع طعامه بلامبالاه :

_لا يا عمي مش ناوي، وشكلي كده هطلق قريب !

 

نظرت ثريا إلي وليد وتحدثت بتأثر:

_لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ايه يا أبني الكلام اللي بتقوله ده،،إستهدي بالله كده ورجع مراتك علشان خاطر بنتك إللي ملهاش ذنب دي .

 

أجابها وليد بلا مبالاه:

_بنتي هجيبها أربيها معايا يا عمتي ،،مش هغلب يعني ،،أنا وهالة خلاص مبقاش ينفع نكمل مع بعض،،وصلنا لأخر الطريق .

 

نظر له ياسين بعيون مٌستغربه مٌتسائلاً:

-وياتري بقا أيه السبب في إنك فجأه كده وبدون مقدمات حسيت إنك خلاص مبقاش ينفع تكمل مع مراتك ؟

 

وليد وهو ينظر إلي ياسين بتهكم وتحدي:

_تخيل بقا يا ياسين فجأه كده حسيت إني عمري ما حبيتها وإن قلبي مش معاها خالص .

 

وهنا جحظت عين وليد ناظراً لمدخل الفيلا بنظرات إعجاب وانجذاب .

 

حول ياسين بصرهٌ بإتجاه ماينظر إليهِ وليد وجد مليكه تخرج من الباب وهاله من الجمال والسحر تحوم حولها،

و برغم إرتدائها الأسود الحزين ، وبرغم حزنها وأنكسارها الظاهر علي ملامحها منذ رحيل رفيقها الغالي ،إلا أنها وحقآ ،

 

☆ الأسود يليق بكِ أيتٌها الجميله ☆

 

إستشاط غضباً من نظرات ذلك الحقير لجوهرتهِ الثمينه ، وتمني لو أن له الحق ليبرحه ضرباً ويٌلكمهٌ علي تلك النظرات الوقحه .

 

هلت عليهم بنصف إبتسامه حزينه وأردفت قائلة بنبرة هادئة :

_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ردو جميعآ عليها السلام .

 

نظر لها عز بحب أبوي:

_إزيك يا مليكه،،عامله أيه يا حبيبتي ؟

 

أجابتهٌ مليكه بحب:

_الحمدلله يا عمو أنا بخير .

 

وقف ياسين سريعاً كي يختفي بها من أمام أعيٌن ذلك الوقح .

 

تحدث وليد بثقه ناظراً إلي مليكه:

_مقولتليش ليه يا مليكه إنك رايحه مدرسة مروان كنت جيت أنا معاكي ومعطلناش سيادة العقيد عن شغله ؟

 

نظرت لهٌ مليكه بإستغراب لحديثه، فالعلاقه بينهما لا تسمح له بطرح ذلك السؤال أو أن تطلب منه هي خدمه .

 

كادت أن تتحدث لكن ياسين سبقها وأجابه

 

نظر له ياسين وأجاب بحده وثبات:

_ إنتَ ليه بتحب تهلك كلام كتير يا وليد ،،ثم امتي مليكه طلبت منك أي حاجه علشان تطلب دالوقت ؟

 

ثم نظر إلي مليكه الغير مباليه بحديثهما ولا غضبهٌما هذا ، فحقاً آخر همٌها هو صراع ذاك الثٌنائي ،وكل مايهمها الآن هو أن تطمئن علي صغيرها وفقط .

 

نظر لها ياسين وتحدث بنبرة حاده:

_يلا بينا يا مليكه .

 

أمائت له بموافقه وخرجا .

 

أخذها وانطلق سريعاً بسيارته وقاد السياره بغضب وبسرعه زائده إلي حدٍ ما

 

نظرت لهٌ مليكه بخوف وتحدثت بإرتعاب :

_أبيه من فضلك هدي السرعه شويه !

 

نظر لها وجدها ترتعب والزعر والهلع يظهران بعيونها،

هدئ السرعه أولاً.

 

ثم نظر إليها وتحدث بأسي:

_إهدي يا مليكه، أنا أسف مخدتش بالي، معلش حقك عليا .

 

وضعت يدها علي صدرها ،

إبتلعت لٌعابها برٌعب وتنهدت براحه ثم تحدثت:

_حصل خير يا أبيه ،لكن من فضلك خد بالك دايماً من سرعة العربيه ، طب أنا موجوده معاك النهاردة ونبهتك ،لكن لو لوحدك ولاقدر الله سرحت تاني وسوقت بالسرعه دي أيه إللي ممكن يحصل ،أرجوك يا أبيه خلي بالك علي نفسك .

 

كان يستمع لكلماتها وخوفها عليه وقلبه يتراقص فرحاً

نظر لها وعلي ثغريهِ إبتسامه واسعه قائلاً:

_حاضر يا مليكه ، هخلي بالي علي نفسي علشان خاطرك .

 

هزت لهٌ رأسها بإيماء ثم نظرت أمامها غيرَ مباليه من كلماتهِ التي نطقها بعشق وعيونه التي كانت تتراقص بها السعاده ، فهي غير مباليه بكل هذة المشاعر التي تجتاح قلب الجالس بجوارها.

 

فقد أصبحت بعالم آخر ولا عادت تشعر بأحاسيس البشر،،وأخر همٌها هو ذاك الياسين ومشاعره !

 

رن هاتفها فأخرجتهٌ من حقيبتها لتري من المٌتصل وما إن نظرت لشاشتهِ حتي إنفرج فمها مبتسماً

ردت بإبتسامه :

_أيوه يا حبيبي ،أخبارك أيه ؟

 

نظر لها بإستغراب وضيق وحدث حاله، أجٌنِنتِي يا فتاه ؟

لمن تقولين حبيبي أيتها البلهاء ؟يبدو أنكي تستعجلين علي فقدان حياتٌكِ علي يدي!

 

نظر لها ونطق بغضب وبحده شعرت هي بها:

_بتكلمي مين ؟

 

نظرت لهْ بإستغراب من حدة صوته وأجابته:

_ده شريف أخويا.

 

هز لها رأسه بإيماء ولكنه مازال غاضباً !

 

مليكه وهي تحادث شريف:

_مش هقدر يا شريف صدقني ، ياحبيبي إنتَ كمان وحشتني جداً، ووحشتني قعدتنا وكل حاجه،، لكن صدقني مش هقدر ،

 

وبعد مده تحدثت:

_خلاص يا حبيبي ،هجيلك بكره عند ماما ونقضي اليوم كله مع بعض .

 

أغلقت معه الهاتف ولا تدري بإشتعال القابع بجوارها وجنونه من نطقها كلمة حبيبي لأخاها .

 

فياسين رجٌل غيور جدآ وأناني بحبه،، فهو عندما يعشق إمرأه ، يريدها إمرأة الرجل الواحد، وليس بمنطق الخيانه ، لا هو يريدها إمرأة الرجل الواحد بكل ما تحملهٌ الكلمه من معني ،بما يعني أن لا تلاطف أباها أو أخاها أو حتي طفلها،، هذه هي شخصيته الغريبه !

 

تمللت مليكه بجانبه ونطق هو يحادثها بتساؤل:

_هو شريف كان عاوز منك أيه ؟

 

نظرت له بإستغراب وحدثت حالها:

_ماذا أصابَ هذا الرجل اليوم،، هل أصابه الجنون؟

 

حقاً غريباً أمرٌك اليوم أيها الياسين ! تاره تسأل بحده من يحادثني ؟!وتاره أٌخري تسأل ماذا يريد مني أخي ؟!

 

ماشأنك أنتَ بي وبأخي أيها المٌتداخل؟ ولما تٌحشٌر أنفك بما لا يٌعنيك ؟!

 

تحدثت بلامبالاه وهي تحاول تخبأت غضبها من تداخٌله:

_عادي يعني ،كان عاوز يعزمني علي العشا بره النهاردة وأنا قولت له مش قادره .

 

تسائل بتداخل:

_هو إنتي رايحه بكره عند بباكي ؟

 

أجابته بنعم .

 

ياسين :

_طب أنا إللي هوصلك،،

ثم تحمحم مبرراً موقفهٌ:

_بصراحه أخاف عليكي من السواقه وخصوصاً إن الولاد هيكونوا معاكي،

وبعدين إنتي عارفه إن عمتي بقي عندها فوبيا من السواقه والعربيات من يوم الحادثه بتاعت رائف الله يرحمه ، وأكيد هتخاف علي الأولاد .

 

أقنعها رده ، حتي هي شخصياً أصبح لديها رعب من فكرة القياده ،،فوافقت بترحاب .

 

وأخيرا وصلا ،صف سيارتهٌ بجراج المدرسه ونزلا من السياره سويآ متجهين إلي مكتب المديره .

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع