روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة لروز أمين الجزء الأول كامل

رواية قلوب حائرة للكاتبة الفصل الثاني

🦋 الفصل الثاني🦋

وصلا رائف ومليكه إلي الفندق

دلفا داخل المصعد ومنهٌ لداخل الممر المؤدي إلي ال Suite الذي إحتجزهٌ رائف لقضاء ليلتهما المميزة داخله ،، كان الممر خالي تماماً من البشر إلا من العاملة التي تذهب أمامهما لترشدهما للطريق ،هٌنا إنطلقت مليكة بحرية وجرت بدعابة وسعادة أمام رائف وهي تستدير له وتنظر إليهِ بمرحها المعتاد معهُ

 

سَعِدَ لرؤيتها بمرحها المٌعتاد التي تٌمارسهُ لرائف فقط لا غير

 

أدخلت العامله الكارت الخاص بال Suite وفتحتهٌ ،،دلفت مليكة بسعادة ثم تسمرت فجأة وهي تنظر أمامها بإنبهار إلي المكان وتجهيزاته الساحرهْ

حيث الورود المتناثرة فوق التخت بشكل متناسق برسمة قلب، وباقات الزهور الجميلة باللونين الأبيض والبنفسجي المحبب لها ، والشموع الخافتة ذاتَ الرائحة الجذابة التي تملئ المكان بعبقها

 

والستائر الشفافة التي ترفرف بسحرٍ من أثر مداعبة نسمات سبتمبر الليلية المنعشة لها ،

وقالب الحلوي الكبير المطبوع عليه صورتهما معآ وهي بفستان زفافها

والفاكهة ونوع الشيكولا المحببة إليها ،حقآ كانت أجواء المكان أشبه بحٌلم إليها

 

إلتفَتْ بوجهها للناظر خلفها يتأملها وسعادة الدنيا ترتسم فوقَ ملامحهٌ،، نظرت له بحنان وعشق وجرت عليه لترتمي داخل أحضانه قابلها هو بقبلات شغوفه متناثرة علي وجهها مما جعل تلك العاملة تخجل

 

وهٌنا إنتبه لها رائف وأخرج من جيبه بضعة ورقات ذاتَ الفئه المتوسطة وأعطاها إياها وشكرها، وأنسحبت العاملة من المكان بهدوء

 

ثم خرجت مليكة من بين أحضانه تنظر له بعيون عاشقة قائلة بنبرة شغوفة:

_كل ده عملته علشاني يا رائف؟

للدرجة دي بتحبني ؟

 

شدها عليه حاوطها من خصرها وألصقها به تمامآ ونظر لها بحب وهو يداعب أنفهٌ بأنفها قائلا بصوتّ هامسً:

_أنا بعشقك يا مليكة، ولو أقدر أجيب لك نجمة من السما أحطها بين إديكي علشان بس أشوفك سعيدة أكيد عمري ما هتأخر

 

كانت تستمع له وأبتسامة عشق ووله مرسومة علي وجهها ، وضعت أناملها الرقيقة تتخلل بها خصلات شعره الناعم التي تعشقها بحركه أذابت حصونه ،فأخذ يدور بها داخل المكان وهو مازال محتضنها ثم ألصقها بجدار الحائط وهو ينهال علي شفتاها بالقبلات الهادئة التي سرعان ماتحولت إلي عنيفة ومليئة بالشغف ،ثم غاصا بعيدآ في عالمهما الخاص بهما، عالم العٌشاق

 

♡♡٠٠٠٠٠♡♡٠٠٠٠٠♡♡٠٠٠٠٠♡♡٠٠٠٠٠♡♡

 

داخل فيلا رائف

 

مازالت العائلة متجمعة، إلا من عائلة مليكة التي إنسحبت من المكان بعد ذهاب إبنتهم

 

خرجت نرمين إلي الحديقه تبحث عن زوجها وجدتهٌ ينفث بسيجارته بشراهة

ذهبت إليه وتحدثت بإستفسار:

_أيه يا محمد قاعد لوحدك هنا ليه وسايبني جوه لوحدي؟

 

نظر لها محمد مٌضيقآ عيناه بإستغراب وأجابها بتساؤل:

_سايبك لوحدك إزاي وإنتي مع مامتك وأٌختك وعيلتك ؟

 

نظرت لهٌ بإستغراب لحالهُ وتحدثت بتساؤل:

_ مالك يا محمد، إنتَ فيه حاجة مضايقاك ؟

 

رد عليها محمد بملل:

_مش متضايق ولا حاجة، بس مكنش ليه لزوم بياتنا هنا، كٌنا رجعنا بيتنا نمنا فيه براحتنا.

 

أردفت قائلة بصوتٍ عالي وغاضب:

_يسلام ، وإيه بقا اللي غير رأيك فجأه كده يا أستاذ، ده أنت من أسبوعين في عيد ميلاد ماما فضلت تتحايل عليا علشان نبات هنا ، ولما أنا رفضت وروحنا بيتنا فضلت قالب وشك عليا إسبوع بحاله.

 

تحمحمَ هو خوفآ من أن تكتشف زوجتهٌ أنه لايري روح ولا معني بذلك المكان بدونَ مليكة، فهو حقآ يعشقها ويختلس النظر إليها طيلة الوقت ولكن بحذر حتي لا يشعر به رائف أو أي من رجال المنزل.

 

إلتفتَ لها بحب بمحاولة منه بتمويه لإمرأته ،وحاوط وجهها بكفاه ونظر لها بنظرات حب مصطنعة قائلآ:

_أيوه الكلام ده كان المرة اللي فاتت ، لكن إنهاردة بالذات كنت حابب نبقي لوحدنا ، أصل عندي كلام كتير أوي كنت عاوز أقولهٌ لك،

 

وقبل وجنتها وغمز لها بعينيه

 

تبدلت نظراتها بلحظه من نظرة غاضبة لأخرى عاشقة ،،فهي حقآ تعشقه حد الجنون وتغار عليه من نِسمةِ الهَواءِ الطائرة

 

وتحدثت بصوتٍ أنثوي ناعم:

_طب ما أحنا ممكن نقول هنا كل اللي كنا هنقوله في بيتنا وأكتر، إحنا عندنا جناحنا الخاص بينا فوق نعمل فيه كل اللي إحنا عاوزينه براحتنا.

 

أردف قائلاً بنبرة تأكيدية، وإبتسامة مزيفة:

_عندك حق يا حبيبتي، وماله، نقول كل إللي إحنا عاوزينه هو أحنا بيهمنا

 

وضحكا سويآ ودلفا إلي الداخل.

 

☆☆٠٠٠٠☆☆٠٠٠٠٠☆☆٠٠٠٠☆☆٠٠٠٠☆☆

 

كانت تتمدد بجانبهِ بسعادة تحت الغطاء فوق التخت وتضع رأسها براحة وهيام علي صدرهٌ العاري وهو يلعب بخصلات شعرها البني الحريري بهيام، أمسك ذقنها بأناملهِ ورفع وجهها له لتقابل عيناه ثم وضع قُبلة ناعمة علي شفتاها

وتحدث بعيون عاشق:

_كل سنه وإنتِ طيبة يا مليكة قلبي

 

نظرت له بهيام وتحدثت:

_كل سنه وإنت في حضني، كل سنه وأنا بحبك أكتر وبعشق نظرت عيونك ليا أكتر

 

إبتسم لها ثم تحدث معتذرآ لها:

_معلش يا حبيبتي مقدرتش أسفرك برة السنة دي علشان ضغط الشغل ،لكن أوعدك في أقرب فرصة هخدك ونسافر للمكان اللي إنتي تختاريه .

 

أجابتهٌ مليكه بعيون عاشقة ورضا:

_ المكان عمره ما كان مهم يا رائف قد ما مهم الناس اللي بنكون معاهم وإحنا مبسوطين وبنضحك من قلبنا ،وأنا أهم حاجه عندي إني أكون معاك في أي مكان ،وده المهم بالنسبة لي

 

قبلها رائف بحب وأردفَ قائلاً:

_بحبك يا مليكه وبحب كل ما فيكي،

فاتت سنين كتير علي أول يوم شفتك وحبيتك فيه، لكن عمر شغفي بيكي وحبي ليكي ما قل أبدآ،بالعكس، ده بيزيد كل يوم عن إللي قبله

 

لفت ذراعيها عليه بحب وتحدثت:

_ربنا يخليك ليا يا رائف

 

ثم هبت واقفه بمرحها المعتاد وهي تداري جسدها العاري وترتدي ثوبً للنوم كانت بجانبها قائلة:

_طب يلا قوم بقا علشان ناكل الشيكولا بتاعتي وتشغل لي الميوزك اللي بحبها وترقصني

 

وتحدثت بمرح :

_أوعي تكون فاكر نفسك جايبني هنا علشان ننام يا أستاذ ؟

 

ضحك علي مرحها الذي يعشقه وأجابها:

_لا يا قلبي مش جايبك علشان ننام ،بس كنت باخد هدنه في حبك شويه وهعمل لك كل اللي إنتي عاوزاه حاضر.

 

بعد مدة من رقصهما خرجا للشرفة وجلس وأجلسها علي ساقيه وهو يدللها ويطعمها الفاكهة بفمها بدلال وحب ،كانت تتنهد وهي تنظر إلي اليل وصفائه وسحره، تتنفس الهواء النقي وتخرجهٌ براحة

 

بنفس التوقيت كان يقف بشرفته ينظر إلي السماء بذهنٍ شارد كُليآ، يتنفس الهواء ويخرجهٌ براحة وإستكانة ،أتت إليهِ ليالي تتحرك بتناسق وهي ترتدي ملابس بيتيه ملفتة للنظر، وقفت بجواره وسندت برأسها علي كتفه بإنوثه،

نظر لها بدون حديث، ثم أرجع ببصرهِ إلي السماء مجددآ

 

وتحدث بذهنِ صافي:

_السما إنهاردة صافية أوي ،القمر مكتمل والجو فيه نسمة هوا منعشة تٌرد الروح.

 

نظرت له وتحدثت بضحكة خفيفة:

_اللي يسمعك وأنت بتتكلم عن القمر والنجوم يقول عليك شاعر يا ياسين،مش عقيد في المخابرات الحربية !

 

نظر لها بإبتسامة وتحدث بإنتشاء وحماس لتذكرهُ ماضية الجميل :

_تعرفي إني زمان كنت فعلآ بكتب شعر، وفي مرة عز باشا إكتشف ده وشاف الدفتر وكان يوم، يااااا

 

نظرت له بحب وأمسكت يده تتلمسها برقة ،نظر لها وفهم أن إمرأته تشتاقه، إبتسم لها براحة وأمسك بيدها ودلفا للداخل ليعيشا بعالمهما الخاص

 

بعد مدة كانت مليكة غافية بثبات بين أحضان رائف وهو ينظر عليها ويتأمل ملامح وجهها بعيناي عاشقة ، حقاً كان يعشقها ويعشق تفاصيلٌها، إستسلم هو أيضآ للنوم وهو يحاوطها بذراعيه بحب وعناية

 

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

 

وفي الصباح

 

كانت ثريا تجلس داخل حديقة منزلها هي وإبنتيها ومٌحمد زوج نرمين وأحفادها يلتفون جميعً حولَ منضدة الطعام وهي تٌجلس أنس صَغير رائف علي ساقيها وتطعمه بحنان.

 

أردفت ثريا وهي توجه حديثها إلي نرمين وزوجها:

_إقعدوا كملوا معانا اليوم إنهارده يا محمد،رائف هيكون هنا علي الغذا إتغدوا معانا وكملوا اليوم ونسهر سوا مع بعض، إمبارح كان زحمه ومعرفناش نقعد براحتنا.

 

ردت نرمين سريعً وهي تري إبداء الموافقة والسعادة علي وجه زوجها :

_لا يا ماما مش هينفع،حضرتك عارفه أنا مبقدرش أبعد عن بيتي وقت كتير، وبعدين حضرتك نسيتي ولا إيه ،أنا هاخد يسرا وهنروح نختار العربيات بتاعتنا

 

زفر محمد بضيق فور رفض زوجتهٌ الغبية بعرض ثريا فحقاً كان يريد أن يُكمل يومهِ هنا ليري مليكة ويشبع نظره وأشتياقه منها ولكن سبقتهٌ تلك الحمقاء بالرفض القاطع

 

تحدثت يسرا برضي:

_لا يا نرمين أنا مش هروح ، روحي إنتِ يا حبيبتي وأختاري العربيه اللي نفسك فيها ،لكن أنا عربيتي الحمدلله عجباني ومريحاني ومش حابة أغيرها ، وبعدين هو أنا بروح فين يعني

 

ردت عليها ثريا وتحدثت بنبرة حازمة:

_أنا مش هعيد كلامي تاني يا يسرا ،أنا قولت هتروحي مع أٌختك وتغيري عربيتك ومش عاوزه نقاش تاني.

 

أجابت يسرا بإستسلام:

_خلاص يا ماما اللي تشوفيه حضرتك، هنروح وندي له عربياتنا القديمة وناخد الجديدة وحضرتك تبقي تدفعي له الفرق .

 

ردت عليها نرمين بنبرة مٌعارضة لحديثها:

_إتكلمي عن نفسك يا يسرا ، أنا عن نفسي محتاجة فلوس عربيتي، عاوزة أشتري بتمنها شوية حاجات نقصاني.

 

نظرت لها ثريا وتحدثت بتفسير:

_وأنا يا بنتي ما قولتش تبدلوا، أنا كلامي كان واضح ليكم إمبارح، أنا قولت روحوا إختاروا اللي نفسكم فيه وأنا هدفع تمنها.

 

نظر لها محمد وتحدث بإستحسان :

_ربنا يخليكِ ليهم يا ماما.

 

نظرت يسرا بحزن وهي تري طمع شقيقتها الواضح بالرغم من مستوي زوجها وأهله المادي المعقول إلا أن غيرتها من مليكة جعلتها تريد أن تأخذ كل ما تٌطاله يدها حتي وإن لم تكن بحاجة لهْ.

 

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

 

فتحت عيناها بتثاقل ونعاس وجدت حالها مقيدة داخل أحضانه،، إبتسمت بسعادة حينما تذكرت ليلتها المٌميزه معه، كادت أن تسحب حالها من بين أحضانه لتهاتف يسرا للإطمئنان منها علي طفليها، وما أن شعر بها حتي شدها إليه من جديد

 

وتحدث بصوتٍ مٌتحشرج ناعس:

_رايحة فين وسايبة حضني.

 

ردت عليه وهي تضع قُبلة سريعة علي شفتيه بحب:

_هروح أتصل بيسرا علشان أطمن علي مروان وأنس وأجي لك بسرعة.

 

نظر لها وتحدث قائلاً بصوتٍ متحشرج:

_نامي يا حبيبي وإطمني، أكيد ماما واخدة بالها منهم كويس أوي، نامي يا ليكة أحنا نايمين الساعة 5 بعد الفجر

 

إستسلمت له ودفنت نفسها داخل أحضانه وغفت من جديد

 

في حديقة فيلا رائف دلف عز المغربي من باب الفيلا الحديدي الملاصق لفيلتهِ وجد ثريا وأبنتيها ومحمد يحتسيان قهوة الصباح

 

تحدث عز مبتسمً :

_صباح الخير ، ردوا جميعهم الصباح.

 

نظر عليه أنس صغير مليكة الجالس بحضن ثريا وهلل بصياح:

_جدووو

 

أردفَ عز قائلاً وهو يلتقطهٌ من حضن ثريا بسعادة :

_يا قلب جدو و روحه

 

وأخذ يقبلهُ بنهم ويفرق قبلاته الحنون علي وجههِ وشعره ويداه ،فعز يعشق صغيراي رائف اللذان ينادوهٌ جدو، ويناديه رائف بأبي لكثرة حنينهِ عليه منذ وفاة والدهِ ، وأعتباره إبن رابع له.

 

نظرت له يسرا وتساءلت بإبتسامة حنون:

_أعمل لحضرتك فنجان قهوه يا عمو ؟

 

نظرت له ثريا وتساءلت بإهتمام:

_فطرت يا سيادة اللوا ولا أجهز لك فطار الأول ؟

 

رد عليها عز بإبتسامة شكر وهو مازال يقبل أنس الذي يبادلهٌ القٌبل بسعادة:

_مٌتشكر يا ثريا ،أنا فطرت الحمدلله.

 

ثم نظر إلي يسرا وتحدث:

_هو فنجان قهوه بس يا يسرا، ياريت تخلي عَليه تعملهُ لي

 

أجابتهٌ يسرا بإبتسامة حنون:

_عَليه مين بس يا عمو إللي تعمل لك قهوتك ، محدش هيعمل لحضرتك القهوه غيري.

 

إبتسم لها بحب وتحدث:

_ربنا يخليكي ليا يا بنتي

 

جلس عز وتساءل وهو يتلفت حولهُ بإهتمام:

_هو رائف ومراته لسه ما وصلوش ؟

 

هتفت نرمين بنبرة تهكمية:

_ لا يا عمو لسه ، الهانم هتيجي آخر النهار ،طبعاً ما هي لاقية اللي بيدلعها ويهتم بأولادها ،متتغرش علينا ليه بقا ؟

 

نظرت لها ثريا وتنهدت بإستسلام ويأس وهي تري تهكُم إبنتها الناقمة علي زوجة أخيها.

 

نظر لها عز مٌستغربً هجومها الحاد وتحدث بإستهجان:

_ولادها؟

وهما ولادها هي برضوا يا بنتي ، دول ولادنا إحنا ، أولاد المغربي ورجالته، وبعدين ده عيد جوازها ومن حقها علي جوزها إنه يحتفل بيها ويدللها في يوم زي ده.

 

نظرت لها ثريا وتحدثت بصدق :

_دي حتي مليكة الوحيدة اللي بتهتم بأولادها بنفسها ، و الناني بتاعت أنس مش بتسمح لها تعمله أي حاجة، هي اللي بتحميه هو وأخوه وتأكله وتغير له وبتهتم بكل تفاصيله ، وبتذاكر كمان لـ مروان.

 

نظر لها محمد وتحدث ساخراً ليُهدئ من حدة الوضع:

_لا وشوفوا مين إللي بتتكلم ، ده إنتِ في عيد جوازنا اللي فات سيبتي الولد هنا عند ماما ثريا وسافرنا بيروت إسبوع بحاله.

 

نظرت لهم بغضبٍ وتحدثت بتذمر:

_هو أنتم ماصدقتم وكلكم نازلين جلد فيا،كل ده علشان غلطت في الكونتيسة مليكة ؟

 

تحدث أنس صغير مليكة وهو ينظر إلي عز ببرائة:

_جدو هو بابي ومامي فين ؟

 

أجابهٌ عز بإبتسامه عذبة:

_بابي ومامي في مشوار وبعد شوية هييجوا ويجيبوا معاهم حاجات حلوة كتير لأنوس حبيبنا كلنا

 

ضحك أنس ببرائة وقام بوضع قُبلة فوق خد عز

وبعد مٌدة أخذ محمد نرمين ويسرا ليقوم بتوصيلهما إلي معرض السيارات التي تتعامل معهٌ عائلة المغربي لإختيار سيارتيهما الجديدة

 

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

 

عند رائف ومليكة بالفندق، كانت تجلس علي ساقية في الشرفة تتناول إفطارها بشهية مفتوحة وهو ينظر إليها مُبتسمً بسعادة ،أمسك قطعة من التوست وقام بوضع خليط من المربي ووضعها بفمها، إقتطمتها وهي تنظر له بسعادة

 

نظرت إليه بعيناي عاشقة وتحدثت بنبرة حنون :

_ربنا يخليك ليا يا رائف،هو إنت إزاي بتقدر توصلني للمستوي العالي ده من السعادة ؟

 

أجابها بثقة:

_دي قدرات بقا يا ليكة

 

وأكمل بتساؤل:

_بقول لك يا حبيبتي، أيه رأيك نقضي الليلة كمان هنا

 

هزت رأسها بنفي وتحدثت بإعتذار:

_ياريت يا رائف كان ينفع، للأسف مش هقدر أبعد عن أنس ومروان أكتر من كده،إنت بنفسك شوفت أنس متضايق إزاي وإحنا بنكلمه من شويه وعمال يسأل إتأخرتوا ليه

 

تحدث رائف بتفهم:

_خلاص يا حبيبي ، إن شاء الله نكررها الويك إند الجاي

 

نظرت له وأجابت بنبرة هادئة:

_إن شاء الله يا حبيبي

 

كانت الساعة قد تخطت الرابعة عصرآ ومازال رائف ومليكة بالفندق، ولكنهٌ أيضاً توقيت إذاعة برنامج شقيقها شريف الذي يقدمه مباشر من الإذاعة المصرية (الراديو )

 

جرت علي الجوال المحمول وألتقطته وشغلت به الإذاعة لتستمع مع زوجها إلي برنامج أخاها التي تعودت أن تستمع إليه يوميآ مهما كانت الظروف

 

تحدث شريف بصوتٍ مٌتفائل محبب إلي أذن مستمعيه:

_مساء الخير أعزائي المستمعين ورجعنا لكم تاني في حلقه جديدة من برنامج ساعة مع شريف

 

،،الحب ،،حلقتنا إنهارده بتتكلم عن الحب وأهميته في حياتنا ،،خلينا نستقبل إتصالتكم علي تليفون البرنامج

وأي حد عاش قصة حب ياريت يحكي لنا عنها، ويحكي لنا كمان قد أيه فاده الحب ده في حياته

 

وهل الحب ده كان دافع ليه إن حياته تتحول للأفضل ولا العكس

 

ونستقبل أول إتصال من صديقة البرنامج مليكة ونقول ألووو

 

تحدثت مليكه بسعادة ومرح وهي تنظر إلي رائف :

_ألو يا شريف إزيك

 

أردف شريف بسعادة ومرح:

_أنا تمام وكله كويس ،إحكي لنا يا مليكة ،ياتري حبيتي قبل كده ؟

 

ولو حبيتي ياريت تحكي لنا وتقولي لنا إيه إللي غيره فيكي الحب

 

نظرت إلي زوجها الناظر لها بسعادة وتحدثت بهيام :

_أول حاجة عاوزة أقول لك إن الحب ده أحلا حاجة في الدنيا ، ومن غيره الحياة تبقي صعبة أوي ،الحب أسمى معاني الوجود ،الحب بيملي قلوبنا خير ويخلينا نرحم بعض ونعذر بعض

من غير الحب الحياة تبقي صعبة أوي يا شريف

 

وأكملت بنبرة سعيدة:

_وبالنسبة لسؤالك، أه طبعاً الحب غيرني كتير خلاني سعيدة، رحيمة ،مٌتفهمة ، وبقيت ببص للحياه بشكل أفضل وأحسن

 

وأخيرآ أتمني لك إنك تلاقي نصك الحلو وتعيش معاه أحلا قصة حب في الدنيا،،علشان إنتَ بجد حد يستاهل

 

أجابها شريف بسعادة وامتنان:

_متشكر جداً يا مليكه ،،وطبعا أعزائي المستمعين كلنا عارفين إن مليكة بتحب فيروز جدآ ،فهنسمع غنوة فيروز كيفك إنتَ لعيون مليكة.

 

أغلقت الهاتف وأحتضنت ذاك الناظر لها بعشق وهيام وتحدثت:

_أنا بحبك أوي يا رائف، ربنا يخليك ليا يا حبيبي

 

أردفَ رائف قائلاً بسعادة:

_ويخليكي ليا يا حبيبتي،

 

وأكمل بنبرة دعابية:

_ ويخلي لنا سي شريف اللي مبتفوتيش ولا حلقة في البرنامج بتاعه،حتي في عيد جوازنا

 

ضحكت بسعاده وتحدثت بتبرير :

_مش أخويا ولازم أشجعه ، وبعدين أنا ببقا مبسوطة أوي وأنا بتكلم معاه وبتناقش، وبصراحة شريف بيطرح مواضيع للنقاش حلوة أوي.

 

إبتسم لها وتحدث مداعبً إياها بمرح :

_طبعآ، ومين يشهد للعروسه.

 

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

 

عند شريف تحدث قائلاً بصوته المميز :

_ورجعنا لكم تاني بعد فيروز ومعانا إتصال تاني ونقول ألووووووو

 

هتفت المتصلة بنبرة مرحة كعادتها:

_ ألو، أزيك يا حضرة الباشمذيع

 

أجابها شريف :

_أهلاً وسهلاً يا أفندم، نتعرف بحضرتك ؟

 

تحدثت بصوتٍ مُلام حزين:

_أزاي معرفتش صوتي وميزته، طب هقول إنك إتلغبطت في نبرة صوتي، طب بالنسبة لحضرة الباشمذيع إيه، ما أخدتش بالك إن ماحدش بيقولها لك غير الباشمحاميه ؟

 

ضحك شريف علي تلك المستمعة المشاغبة وتحدث :

_خلاص خلاص حقك علينا يا حضرة الباشمحاميه

 

وأكمل ليؤكد لها تذكرهُ:

_وأهلاً بيكي مستمعتنا الكريمة إللي بتكلمنا من أجمل مكان في مصر حيث الدفئ والسياحة والجمال والسحر ،أسوان الساحرة بلد النيل

 

تحدثت بكبرياء ومداعبة :

_أيوا كده أنا أتأكدت إن الذاكرة رجعت لك تاني

 

ضحك شريف من قلبهِ وتحدث :

_إنتي مشكله والله،

 

وأكمل بنبرة جادة وتحدث متسائلاً:

_ طب نرجع بقا لموضوع حلقتنا علشان وقت البرنامج ونقول ياتري الحب بيمثل إيه للباشمحاميه ؟

 

◇◇◇◇¤◇◇◇◇

 

في المساء 🌑

 

ذهبت مليكه إلي فيلا عز المغربي المجاورة لفيلا رائف وهي تحمل أنس الذي بدأ بالبكاء والصريخ يريد والدهٌ المتواجد بفيلا عمه

 

دلفت للداخل وألقت السلام علي الجالسين في البهو، كانت منال والدة ياسين تجلس وتجاورها ليالي زوجة ياسين وإبنة أخ منال ،وأيضا جيجي زوجة طارق التي كانت تجاورهُما الجلوس .

 

تحدثت منال بإبتسامة حانية وهي تنظر إلي أنس الباكي والتي تحبه كثيراً ككل العائلة :

_مالك يا أنوس، بتعيط ليه يا قلبي؟

 

أجابتها مليكة بإنزعاج وهي تهدهد طفلها بين ذراعيها:

_عاوز بباه ومش مبطل عياط، معرفش ليه كام يوم كل ما رائف يخرج برة يزن ويفضل يعيط ويسأل عليه ؟

 

ثم سألتها بنبرة جادة:

_ هو رائف فين يا طنط ؟

 

 

أجابتها منال وهي تنظر إلي باب المكتب:

_ جوة في المكتب مع ياسين وطارق بيقفلوا حسابات الشركة.

 

تحدثت ليالي بنبرة هادئة:

_إدخلي لهم يا مليكة تلاقيهم خلصوا .

 

أمائت مليكة لها برأسها وتحدثت بهدوء وهي تتحرك بإتجاة باب المكتب :

_تمام، بعد إذنكم .

 

وذهبت بإتجاه المكتب وطرقت فوق بابه بإستئذان ، حتي إستمعت إلي صوت ياسين وهو يأذن لها بالدخول، دلفت وعلي وجهها إبتسامة ساحرة كعادتها دائماً

 

وتحدثت مبتسمة وهي تفرق نظراتها عليهم:

_مساء الخير

 

ردو عليها ثلاثتهم بإهتمام

 

نظر لها ياسين مبتسمآ وتحدث بإهتمام:

_إزيك يا مليكة.

 

نظرت له بإبتسامتها الساحرة ووجهها البشوش وأردفت قائلة:

_ أنا تمام، إنتَ كويس ؟

 

هز لها رأسه بإبتسامة علي طريقتها المٌميزه له:

_كويس جدآ .

 

وهٌنا بكي الصغير مٌجدداً وهو يلوح بيداه علي والدهِ ويردد إسمه ،،إنتفض رائف من جلستهِ وأسرع إلي طفلهِ وألتقطهٌ من بين أحضان أمهِ

 

وأخذ يٌهدهدهٌ بحنان وسألهُ بدلال:

_أيه يا قلب بابي، مالك يا حبيبي زعلان ليه ؟

 

إرتمي الصغير بحضن أبيه ولف ذراعيه حول عنقه بتملك ،مما إستدعي إستغراب رائف وهو ينظر إلي مليكة متسائلاً

 

سأل رائف مليكة بإنزعاج ظهر علي ملامح وجههُ:

_ماله أنس يا مليكه، حد مزعله؟

 

أجابتهٌ بنفي وهي تهز رأسها:

_خالص يا رائف ،هو كده ليه كام يوم كل شوية يسأل عليك ويعيط لو لقاك مش موجود .

 

إبتسم الصغير لأبيه وتحدث بكل برائة وهو يضع كف يدهُ الرقيق فوق وجنة والده :

_أنت حبيبي يا بابي.

 

أجابه رائف وهو يقبله بنهم:

_وإنت قلب بابي من جوه ونور عيونه.

 

إنتفض ياسين وطارق من جلستهما وأتجها إلي الصغير وأخذا يُقبلاه ويحتضناه ولكن وهو داخل حضن أبيه

 

فقد أبي أنس أن يخرج من حضن أبيه وكان مٌمسكاً به لدرجة كبيره إستدعت إستغراب الجميع .

 

تٌري ما الذي جعل الصغير يبكي هكذا ؟

تابع هنا: قصة نوفيلا يا كُلَّ كٌلِّي لروز أمين كاملة

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع