روايات روز أمين

رواية قلوب حائرة لروز أمين الجزء الأول كامل

رواية قلوب حائرة للكاتبة الفصل العاشر

🦋 #الفصل_العاشر🦋

نظر لها ياسين بتعاطف وترقب شديد وتحدثَ:

_ليالي، أنا قررت أتجوز مليكة !

نظرت لهٌ وبرقت عيناها بذهول سريعً تحول إلي غضب وأشتعال بلحظات وتحدثت بصياحٍ عالِ:

_قول كدة بقا يا ياسين بيه، عمال تلف وتدور عليا من الصبح وتحكي لي عن مأساة ثريا هانم وأولاد إبنها، ويا حرام الست كانت هتموت علي بٌعدهم

واكملت:

_وأنا زي الهبلة مصدقاك وبأمن وراك علي كل كلمة تقولها لي

 

_ وأكملت بإستغراب وتعجب:

_وأنا أقول أيه التغيير الكبير في معاملتك الجديدة دي ؟

 

وإيه الإهتمام المفاجئ إللي نزل عليك مرة واحدة في إنك تشاركني في مشاكل عيلتك العظيمة

أو أي حاجة شاغلة دماغك عموماً، طول عمرك بتفكر وتحل مشاكل العيلة الكريمة من غير ما تعبرني ،وأي حاجة تخصكم بعرفها من أي حد غيرك ،

 

كانت تجوب بالغرفه حول نفسها وتتحدث بغضب ثم أحالت لهٌ بصرها وتحدثت بصياح وهي تشير بيديها بعصبية مفرطة:

_لكن المرة دي طبعاً الوضع مختلف، البيه عاوز يتجوز علي ليالي، طب يعمل إيه علشان يقنع المغفلة بعملته السودا،

 

إستطردت شارحة لحالها:

_ييجي للهبلة ويشرح لها ويبرر قد إيه العيلة واقعة في مشكلة كبيرة، وقد إيه ثريا هانم تعبت ووقعت من طولها لما عرفت إن الولاد هيمشوا مع الكونتيسا مليكة ،ولازم ننقذ العيله يا ليالي ،

 

ثم نظرت له بغضب وتوجهت إليه وضربت صدره بيداها بكل ما أوتيت من قوه قائلة:

_طب ما كنت تخليك صريح من الأول وتيجي تقول لي إن مليكة هانم حليت في عنيك بعد موت جوزها وإنك ريلت عليها وعاوز تتجوزها يا سيادة العقيد ، يمكن ساعتها كٌنت إحترمتك .

 

أمسكْ يداها وأعتصرها بعنف داخل راحتيهِ مما جعلها تتألم ونظر لها وتحدثَ بفحيح كالأفعي :

_إحترمي نفسك ونقي ألفاظك وما تنسيش إنك بتكلمي ياسين المغربي

 

وأستطرد مهدداً:

_وإلا قسماً بالله هنسي إنك مراتي وأم أولادي وبنت خالي وهتعامل معاكي بشكل مش هيرضيكي أبداً ،

 

ثم ألقي بأيديها بعنف جعلها تتهاوي وتفقد توازنها حتي أنها كادت أن تقع ولكنها تماسكت بصعوبة

 

نظرت لهٌ بذهول غير مٌصدقة ما تراه أمامها:

_يا بجاحتك يا أخي، يعني مش كفاية غلطان لا وبجح كمان !

إنتَ إزاي عندك الجرأه إنك تهددني وإنتَ في وضعك ده؟

وأسترسلت بتعجب:

_ واحد غيرك المفروض ميبقاش عارف يبص في وشي وعينه في الأرض، لكن إزاي، ما إنتَ ياسين المغربي يعني البجاحة والغرور كله .

 

تحدث بكبرياء ناظراً لها بحدة :

_عيني في الأرض ليه إن شاء الله؟

مسكتيني مع واحدة في شقه مفروشة !

 

ثم زفر بحدة وذهب إليها أمسك يدها وتحدث بهدوء ودهاء مٌخابراتي :

_ليالي أرجوكي حاولي تفهميني، جوازي من مليكة مش هيكون زي ما أنتِ فاهمة، يعني مش هيبقا جواز بالمعني الحقيقي المتعارف عليه ،

 

_وأكمل نافياً:

_خاالص صدقيني

ده مجرد جواز علي ورق ،صوري يعني علشان بس نسكت باباها ويسيبها في حالها ويتطمن ، مش أكتر من كدة صدقيني .

 

نظرت لهٌ وسحبت يدها من بين يديهْ بعنف وتحدثت بسخرية:

_للدرجة دي شايفني مغفلة علشان أصدق الكلام الأهبل إللي بتقولهولي ده .

 

وأنا المطلوب مني ايه دلوقتي يا ياسين بيه، أصدقك وأوافق وأروح أخطبها لك بنفسي ولا إيه قول لي؟

 

تحدث ياسين بتعقل ودهاء:

_كل إللي مطلوب منك إنك تهدي وتفهمي الموضوع صح وتفكري بذكاء، كدة كدة الموضوع هيتم، فياريت يتم برضاكي علي الأقل علشان شكلك وكبريائك قدام الكل

 

تحدثت بعنف:

_خايف أوي سيادتك علي شكلي قدام الناس، طب أنا مش موافقة يا ياسين .

 

أجابها ياسين ببرود ودهاء :

_من حقك طبعاً إنك ترفضي زي ما من حقي إني أتمم الجوازة وأتلاشي موافقتك من عدمها .

 

صرخت به بغضب:

_إنتَ فاكر نفسك إيه، أفهم إيه من كلامك ده ، يعني قصدك أخبط دماغي في الحيط مش كدة؟

أو إني أوافق مرغمة ،

 

وأكملت بوعيد وتهديد:

_بس ده في بٌعدك يا ياسين بيه، مش ليالي العشري إللي يتعمل فيها كده وتقف تتفرج، ده أنا أهد المعبد علي دماغ إللي فيه !

 

نظر إليها ياسين بغضب وحدة وتحدث بتهديد:

_وطي صوتك واتكلمي علي قدك يا شاطرة، مش ياسين المغربي إللي علي أخر الزمن يتهدد من واحدة ست ،

وأعلي ما في خيلك اركبيه ووريني أخرك يا ليالي،

 

وأكمل ناظراً إليها بإشمئزاز :

_يظهر إني غلطت أساساً لما كلمتك بالعقل وبالهدوء .

 

نظرت لهٌ بصدمة ودموع ملئت عيناها وتحدثت:

_للدرجة دي بايعني يا ياسين؟

للدرجة دي مش فارق معاك حزني ووجعي وألمي ؟

 

مش فارق معاك الناس هتبص لي إزاي ؟

_ وأكملت بإنكسار وأنا اللي كٌنت فاكره نفسي غاليه عندك ؟

 

زفر بغضب ومرر أصابعهِ داخل خصلات شعره ليٌهدئ من روعة ثم نظر لها وتحدث بحنكة ودهاء:

_ومين قال بس إني بايعك،

ولو فعلاً مش فارقة معايا زي مابتقولي ياليالي طب ليه أنا واجع قلبي وواقف قدامك أشرح لك وأبرر لك وأراضيكي، ماكان ممكن أتجوزها وأجي أبلغك بعد كتب الكتاب تسديد خانة مش أكتر،

 

_ وأكمل بذكاء ومهارة:

_ لكن علشان سيادتك أغلي حد في حياتي أنا موجود دالوقتي ومستحمل جنانك وكلامك معايا بالإسلوب ده، إللي يسمعك يفتكر إني فعلا هتجوزها بجد !

 

هٌنا قرر إستعمال ذكائه ودغدغة مشاعرها التائهة، ذهب إليها ووقف قبالتها وأمسك ذقنها وانهال علي شفتاها وقبلها برقة

 

ثم نظر بعيونها وتحدث بنعومة مفتعلة :

_تفتكري واحد زيي متجوز ملكة جمال وبرنسس زيك، هبص لواحدة زي مليكة ولا غيرها ليه؟

وأكمل بنبرة زائفة:

_هو أنا محتاج ستات في حياتي يا ليالي، إنتِ حبيبتي وماليه عيني وقلبي .

 

لانت أعضاء جسدها بين يديهِ بعد تشنجها وتعصبها الشديد ونظرت بعيونه وتحدثت بدلال أٌنثوي:

_طب لو فعلاً بتحبني أوي كده زي مابتقول تنسي خالص فكرة جوازك من مليكة !

 

نظر لها بحب ورغبة مصطنعتان وتحدث وهو ينظر لشفتاها:

_للأسف ماينفعش ياحبيبتي، أنا بلغت سالم بيه وكل عيلة المغربي بالقرار ده، يرضيكي حبيبك وجوزك إللي كلمته تهز جبال ومعروف بكلمته ووعده يطلع عيل ومش أد الكلمة إللي قالها ها،يرضيكي ؟

 

نظرت لهٌ بعشق وكادت أن تعترض فابتلع حديثها بين شفتاه، وبعد مدة إبتعد عن شفتاها قائلا:

_هو إنتي إزاي حلوة أوي كدة ؟

 

نظرت له وابتسمت بغرور وغاصت معهٌ بإستسلام بعالمهما الخاص من جديد .

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

كانت جالسة بشرفة غرفتها بعد منتصف الليل تتحدث فيديو عبر جهاز اللاب توب الخاص بها وهي حزينة:

_يعني إيه لسه مٌصر علي موقفه يا سيف، أرجوك حاول تاني معاه، أنا مبقاليش حد ألجأ له غيرك .

 

تحدث سيف أخاها الكبير بيأس:

_صدقيني يا مليكة أنا حاولت كتير أوي أقنعه يلغي فكرة إنه ياخدكم عنده، لكن للأسف بابا مٌصمم علي رأيه بطريقه مريبة ،لدرجة إني أول مره أشوفه عصبي وصعب التفاهم معاه بالطريقة دي .

 

تحدثت والدموع تتلالئ بعيناها وصوتها يرتجف ألما:

_أنا مش فاهمة ليه بابا بيعمل معايا كدة؟

وإيه اللي غيره معايا بالشكل ده ؟

بابا عمره ما كان قاسي عليا أوي كدة يا سيف .

 

تحدث سيف بحنين وألما لأجلها:

_إهدي يا حبيبتي متعمليش في نفسك كدة، إنتِ ماتتصوريش أنا أد أيه متضايق وحاسس بعجزي قدام مشكلتك دي، كان نفسي بجد أقدر أقنع بابا وأخليه يتراجع عن قراره وأقدر أساعدك ،لكن للأسف بابا قفل باب النقاش في الموضوع ده نهائياً .

 

تحدثت بنبرة صوت بائسة ويائسة :

_طب والحل ياسيف، أعمل إيه أنا دلوقتي؟

أنا كل ده متماسكة وهادية علي أمل إنك هتدخل وهتحل لي مشكلتي .

 

أجابها سيف بتعقل وحكمة:

_بصي يا مليكة، العقل بيقول إنك تطاطي للريح علشان تعدي وتحاولي تخرجي من العاصفة دي بأقل الخسائر

 

تحدثت مليكة وهي تجفف دموعها بيدها:

_تقصد إيه ياسيف بكلامك ده ؟

 

أجابها سيف بهدوء:

_أقصد إن بابا مٌصمم علي رأيه وهو يا إما تتجوزي ياسين، ياإما ترجعي تعيشي معاه إنتِ وأولادك،

وأكمل بواقعية:

_كمان أنا عارف ومتأكد إن عيلة جوزك لايمكن هيسمحوا لك تاخدي الأولاد معاكي وهياخدوهم منك بحكم علاقاتهم وموقعهم الكبير في البلد ،يعني إنتي قدام سلاح ذو حدين يا مليكة،

يا إما تتجوزي ياسين، يا تتحرمي من أولادك،

 

وأكمل بنبرة تعقلية:

_وأنا شايف إنك تقبلي بجوازك من ياسين وتخرجي من الحرب دي بأقل الخسائر .

 

تحدثت بإنفعال ودموع:

_لكن أنا مش عاوزة أتجوز هو بالعافية،مش محتاجة راجل في حياتي أنا، وأظن إن دي أبسط حقوقي

 

وأكملت بتعجب:

_إنتوا ليه كلكم شايفين الموضوع سهل،يعني أدفن حب عمري وبعدها بسنة أتجوز غيره، سهلة جداً كدة بالنسبة لكم !

 

أجابها سيف بعمليه:

_محدش قال إنه سهل يا مليكة، أنا مقدر جدا الموقف إللي إنتِ إتحطيتي فيه وحزين جدآ علشانك صدقيني، ومش بس أنا كمان ماما وشريف موجعين جدا علشانك،

 

لكن زي ما قولت لك، بابا قافل باب النقاش في الموضوع نهائي ،أرجوكي فكري بعقل وبلاش تسيبي عواطفك هي إللي تحركك علشان تقدري تحلي مشكلتك .

 

تنهدت مليكه وتحدثت بيأس:

_مٌتشكرة جداً يا سيف، وأسفة إني تعبتك وشغلتك معايا ،

أنا عارفة إنتَ أد أيه مشغول بشغلك وحياتك، لكن إنتَ كنت أخر أمل ليا وكان لازم ألجئ لك ،لكن للأسف، كدة خلاص الأمل إنتهي .

 

تحدث سيف بنبرة صوت يائسة:

_كان نفسي أساعدك يا حبيبتي، إبقي طمنيني عليكي يا مليكة وقولي لي علي قرارك الأخير، أنا أسف يا حبيبتي، مٌضتر أقفل علشان عندي عملية كمان نص ساعة ولازم أجهز نفسي وأطمن إن كل حاجة تمام .

 

أجابتهٌ مليكة بتفهم:

_ولا يهمك يا حبيبي، ربنا يقويك، مع السلامه يا سيف .

 

أغلقت الجهاز وأجهشت ببكاءٍ مرير مما يدل علي إستسلامها لقدرها وضعفها المهين أمامهم جميعاً،

 

نظرت للسماء تطلب العون من” الله وتدعوهٌ أن يٌدبر لها أمرها لما يحبهٌ ويرضاه ويصلح شأنها،

تنهدت بألم وظلت ناظرة للسماء بشرود .

 

خرج لشرفة جناحهِ ليشعل سيجارٌه لينفث بها عن حاله، نظر لشرفتها التي تسطف شرفتهِ وتبعد عنها بضع مِترات، وجدها تقف مثل حورية من الجنة شاردة في سحرٌ الليل،

نظر لها ورفرف قلبهْ معلناً عن سعادتهِ البالغة لرؤياها،

حمحمَ بحنجرتهْ حتي تنتبه لوجوده،

نظرت لهٌ بروحِ مٌهلكة من ألمها فنظر لها بإبتسامه وهز لها رأسهٌ بتحيه

 

نظرت لهٌ بألم وحدثت حالها بإنكسار:

_لما لا تتركني بشأني ياسين؟

ماذا ستستفيد من إيذائكَ لرَوحِي ،لو تدري كم تؤلمني وتوجع روحي لابتعدت عني علي الفور .

 

و دلفت للداخل وعلامات الإنكسار والحزن يظهران بملامحها،

مما ألم قلبه عليها وتوجعت روحهْ لأجلها، نفث بسيجارهٌ بعنف

 

وحدث حاله :

_لما الحزن أميرتي، لو تعلمين كمْ الحب الذي يحملهٌ لكي قلبي لطار قلبكِ فرحا وسعدَ،

لا تبكي صغيرتي ،

بمرور الوقت ستعلمين من هو ياسين؟

وستعلمين كم عشقتك وكم تمنيتٌكِ ؟ سأٌنسيكي همٌكِ هذا مليكة ،سأجعلكي تحومين في سماء العشق وتتراقصين علي أنغام قلبي الهائمة، وهذا وعدٌ مني لكي مليكتي

 

ثم دلف للماكثة بالداخل تنتظر أحضانه لتغفي بها ليٌلهيها عن الكارثة التي سيفعلها بها

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

في صباح اليوم التالي

 

ذهبت نرمين لفيلا عز المجاورة لفيلا ثريا دلفت من الحديقة وجدت منال زوجة عمها وجيجي زوجة طارق تجلسا سوياً تتناولا وجبة الإفطار

 

تحدثت نرمين وهي تقترب منهما:

_صباح الخير .

 

نظرت لها منال وتحدثت بوجهِ بشوش :

_صباح النور يا نرمين، تعالي إفطري معانا يا روحي !.

 

تحدثت جيجي بإبتسامة:

_ده إيه المفاجأة الحلوة دي يا نرمين، أقعدي إفطري معانا .

 

ردت نرمين بإبتسامة زائفة:

_ميرسي سبقتكم وفطرت مع ماما ويسرا، أنا جاية أقابل ليالي، عاوزة أتكلم معاها في موضوع مهم.

 

نظرت لها منال وأبتسمت قائلة:

_ليالي لسه نايمة في جناحها، شكلها السهرة كانت صباحي مع ياسين، هو قام راح شغله وهي لسه نايمة لحد الوقت .

 

تحدثت نرمين بإستغراب:

_سهرة وصباحي ! إيه ده هي ليالي ماتعرفش موضوع جوازه من مليكة ولا إيه يا طنط ؟

 

نظرت لها منال بإستغراب وتحدثت بإستخفاف وسخرية قائلة :

_تخاريف إيه اللي بتقوليها دي يا نرمين؟

ياسين مين إللي يتجوز مليكة! إنتي أكيد مش في وعيك !

 

نظرت جيجي بترقب لنرمين قائلة :

_مين إللي بلغك بالموضوع ده يا نرمين ؟

 

حولت منال نظرها إلي جيجي وتحدثت بغضب:

_إنتي تعرفي حاجة عن التخاريف دي يا جيجي ؟

 

نظرت لها جيجي بتوتر وتحدثت بتلعثم قائلة:

_طارق كان حكا لي عن الموضوع من فترة، لكن قال لي ماأقولش لأي حد لما يشوفوا الموضوع هيرسي علي إيه .

 

هبت منال واقفة بغضب كمن لدغها عقرب وتحدثت وهي تنظر بسخطْ علي جيجي:

_وإنتي طبعاً ما صدقتي يا جيجي هانم، دا إنتِ حتي ما كلفتيش خاطرك وجيتي بلغتيني علشان أشوف حل للمصيبة دي ،إتجننوا دول ولا أيه ؟

 

ثم صاحت بعلو صوتها وهي تصيح علي العامله بالمنزل:

_هنيه إنتي يا هنيه،

 

أتت العامله تهرول عند سماعها صياح سيدتها بغضب:

_نعم يا هانم ،أؤمري

 

صاحت منال بغضب:

_إبعتي حد من إللي جوه ينده لي ليالي حالا قولي لها تنزلي فوراً وفي أسرع وقت ،

أمائت لها العامله بطاعة ودلفت سريعً للداخل،

 

أما منال وقفت تفرك بيداها بغضب وتتحدث:

_يبقي صوتهم إللي كان مسمع البيت كله إمبارح كان بسبب كده، أنا كان قلبي كان حاسس لما سمعت خناقهم وكنت هدخل لهم أشوف مالهم لولا عز بيه اللي منعني وقال لي واحد ومراته بيتكلموا تتدخلي ليه! أكيد البيه كان عارف وعلشان كده منعني إني أتدخل .

 

أتت ليالي ويظهر علي وجهها علامات البكاء وعدم الإرتياح وتحدثت:

_صباح الخير ،خير يا عمتو مالك متنرفزة ليه كدة، إيه اللي حصل ؟

 

وجهت منال حديثها لها بغضب :

_إنتِ إللي هتقولي لي إيه اللي حصل ؟

ياسين كان بيخانق معاكي بالليل ليه ؟

وإيه شكل عنيكي دي، إنتِ كنتي بتعيطي ؟

 

نظرت لها ثم ألقت بنظرها لجيجي ونرمين وتحدثت والدموع تملئ مقلتيها:

_ياسين عاوز يتجوز مليكة يا عمتو.

 

وقفت نرمين وتحدثت بعصبية:

_وإنتِ بقي موافقة علي المسخرة دي ؟

 

أجابتها ليالي بضعف:

_وأنا إيه إللي في إيدي علشان أعمله يا نرمين، ده علي أساس إنكم ماتعرفوش ياسين لما بياخد قرار .

جذبتها منال من يدها وأجلستها قائلة:

_أقعدي هنا وإحكي لي كل الكلام إللي قالهولك ياسين بالحرف الواحد،

 

جلست ليالي وقصت عليهم ما حدث من حديث ياسين الخاص بقرارهٌ هذا

وبعد مدة وقفت منال وتحدثت متوعدة:

_طيب يا عز إنت وياسين،بقا قاعدين تخططوا وتقرروا ولا كأني موجودة في البيت، أنا هوريكم مين هي منال العشري ،

وعلي جثتي لو الجوازة دي تمت .

 

نظرت نرمين إلي ليالي وتحدثث بتهكم:

_وإنتِ بقي صدقتي ياسين إن الجوازة فعلاً هتكون شكليه مش أكتر ،

وأسترسلت متعجبة:

_أخر حاجة كٌنت أتوقعها إنك تكوني بالسذاجة والضعف ده، لدرجة إنك توافقي وبكل بساطة تسلمي جوزك بإيدك لواحدة تانية .

 

نظرت لها جيجي وتحدثت:

_طب وليالي في إيدها ايه تعمله يانرمين ده ياسين وأظن إنتي أكتر واحده تعرفي إبن عمك كويس .

 

نظرت لها نرمين بضيق وتحدتث:

_إنتي بتقولي إيه ياجيجي، يعني علشان ياسين صعب شوية ترضي هي بالأمر الواقع بسهولة كدة وتستسلم، ده لو وصل الأمر إنها تهدده بالطلاق تعملها وصدقيني لما يلاقي المواضيع إتصعبت عليه أكيد هيتراجع .

 

نظرت لها منال بإعجاب وتحدثت مشيرة بسبابتها :

_كلام نرمين صح جدا وكمان الأول لازم تروحي تواجهي مليكة وتشوفي رأي الهانم إيه في الموضوع .

 

أجابتها نرمين بثقه:

_إطمني يا طنط، مليكة رافضه الموضوع وعاوزة تاخد أولادها وتمشي،

 

ثم وجهت نظرها إلي ليالي وتحدثت بخبث:

_ بالمناسبة يا ليالي، ياتري ياسين قال لك إن وليد عبدالرحمن هو أول واحد فكر يتجوز مليكة حتي من قبل باباها ما يفكر ياخدها .

 

نظرت لها بصدمة وتحدثت:

_وليد عبدالرحمن المغربي، طب وإيه إللي حصل ؟

 

أجابتها نرمين بسخريه:

_ياسين إتخانق معاه وقاله ينسي الموضوع نهائي وقاله إنه طلب مليكة من باباها قبل السنوية بتاعت رائف الله يرحمه، يعني ياسين كان مقرر حتي قبل ما سالم بيه يتكلم في الموضوع .

 

تحدثت جيجي نافية :

_لا يا نرمين الكلام ده ماحصلش، الموضوع إن طارق عرف من شريف سالم إللي باباه ناوي يعمله بعد السنوية ،فطارق بلغ ياسين باللي سمعه وياسين قعد مع عمو عز وقرروا الموضوع ده حتي من قبل وليد ما يطلب مليكة .

 

تحدثت منال بصياح وغضب:

_الله الله يا جيجي هانم، دي الأخبار كلها معاكي وأنا قاعدة في البيت زي المغفلة ،طيب يا جيجي حسابي معاكي بعدين لما أفضا لك .

 

تحدثت جيجي بقلق:

_وأنا ذنبي إيه يا ماما، طارق قالي الموضوع ده لو خرج مش هتقعدي في البيت بعدها دقيقة واحدة ،

وأكملت بتساؤل:

_كٌنتي عايزاني أدمر حياتي مع جوزي بإيدي؟

 

أجابتها منال بحزم:

_خلاص يا جيجي مش عاوزة أسمع منك ولا كلمة تانية وحسابنا بعدين لما الأول أشوف هنخرج من المصيبة دي إزاي .

 

أمسكت منال هاتفها بغضب وهاتفت زوجها وياسين وطلبت منهما الرجوع فوراً ومن جانبهِ أبلغها عز أن لا تذهب لثريا نهائياً حفاظاً علي صحتها .

◇◇◇¤◇◇◇

 

ذهبت نرمين وليالي إلي مقابلة مليكة وصعدتا إليها

وجداها تقف بشرفتها والدموع تنهمر علي وجنتيها بغزارة

 

نظرت لها ليالي وتحدثت بغضب واتهام :

_ ياتري بتعيطي علي إنك طول الفتره إللي فاتت دي وإنتي بتخدعيني وبتخونيني ؟

 

وأسترسلت:

_ولا علي إن لعبتك إتكشفت وظهرتي بوشك الحقيقي قدامنا بعيد عن وش البرائة إللي كنتي لبساهولنا طول الوقت ؟

 

وأكملت بإتهام صريح:

_لاء وأنا من غبائي واقفه معاكي من كل قلبي وبواسيكي طول الوقت، وإنتي طعناني بخنجر غدرك في ضهري يا مليكة .

 

تحدثت مليكة بدموع وحنق:

_أنا لا خونتك ولا غشيتك يا ليالي ،وبدل ما تيجي تتهميني بحاجة ماعملتهاش ولا عمري هعملها، روحي إقنعي جوزك يشوف حل للمصيبة إللي كلنا فيها بسببه وبسبب قراره الغبي ده ،

 

وأكملت بضعف:

_واطمني يا ليالي هانم، أنا رجالة الدنيا دي كلها متلزمنيش ولا تعوضني عن ضفر جوزي الصغير .

 

نظرت لها نرمين وتحدثت بتخابث:

_بصي يا مليكة، الموضوع كله أصبح في إيدك إنتِ، كل إللي مطلوب منك إنك تاخدي أولادك وترجعي لباباكي وبكده هتريحي الكل وتحلي المشكلة من جذورها .

 

أجابتها مليكة بحزن واستغراب:

_طب وماما ثريا يا نرمين، مفكرتيش مٌمكن يجرا لها إيه لو أنا سمعت كلامك وعملت كدة؟ ،

دي جت لها أزمة قلبية بمجرد تفكيري بالموضوع تخيلي بقا لو أنا فعلاً نفذته .

 

حدثتها نرمين بإقناع:

_ماما هتتأقلم مع الوضع يا مليكة وواحدة واحدة هتنسي .

 

أردفت ليالي وهي تتمسك بيد مليكة برجاء:

_اعملي كدة أرجوكي يا مليكة، أنا ممكن أموت فيها لو ياسين إتجوز عليا ،طب مافكرتيش في شكلي قدام الناس، أهلي، أصحابي، معارفي هيقولوا عليا إيه ؟

 

وأكملت بإستياء شديد:

_ ولا هيفكروا فيا إزاي لما جوزي يتجوز عليا، أكيد هيقولوا مش مالية عين جوزها ولا عجباه، إنتي متخيله إنتِ بتعملي فيا إيه ؟

نظرت لها مليكة بدموع وحيرة .

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

جاء ياسين وعز إلي منزلهم وجدوا منال بحالة عصبية وغضبٍ شديد

 

تحدثت منال بنبرة شديدة الغضب:

_أهلاً عز بيه إللي لاغي وجودي في حياته وقرراته هو وإبني الكبير المحترم وفي الآخر طلعوني مغفلة قدام الكل .

 

تحدث ياسين بتعقل :

_من فضلك يا ماما إهدي وخلينا نتكلم كاأشخاص متحضره وبصوت هادي وعاقل ،

أول حاجة بابا مكانش يعرف أي حاجة عن الموضوع ده، أنا فاجأته وحطيته قدام الأمر الواقع قدام سالم بيه ورجالة العيله علشان كٌنت عارف ومتأكد من رفضه للفكرة والموضوع كله ،

فأرجوكي خرجي الباشا من الموضوع وبلاش تظلميه وتحاسبيه علي حاجة ملوش أي علاقة بيها .

 

نظر لهٌ عز بذهول وكاد أن يذهب إليهِ ويحتضنهٌ بإمتنان علي إنقاذه من تلك المصيبة وتلك المنال الغاضبه حد الهلاك

 

وتحدث بحزن مٌصتنع:

_لا إزاي يا ياسين، أمك كل مصيبة تحطني أنا في وش المدفع وتيجي تحاسبني حتي لو ماليش علاقه بيها .

 

نظرت لهٌ منال بسخريه وتحدثت بغضب:

يعني إنت فعلاً ما كنتش تعرف يا عز؟

طب خليني مغفلة وصدقتك ،تقدر بقا تقولي ليه ماقولتليش علي المصيبة دي وجيت حكيت لي بعد ما عرفت ؟

 

أجابها عز بكذب ومراوغة:

_علشان ماكٌنتش عاوز أشوف نظرة حزن واحدة في عيونك يا حبيبتي ،وكمان كان عندي أمل إني أحاول أقنع ياسين يتراجع عن قرارة ده قبل ما تعرفيه وتحزني علي الفاضي .

 

نظر لهٌ ياسين بصدمة من تمثيل أبيهِ المحترف ،فهو بذاته كاد أن يصدق لما إستمعتهٌ أٌذناه للتو من أبيه .

 

ولكن لما الإستغراب فهو فعلها من قبله فحقا عز وياسين بينهما كيميا متناغمة جداً في حل بعضهما من أي مصيبة تأتي أحدهم، فحقاً هذا الشبلٌ من ذاكَ الأسدْ .

 

وبعد جدال ومناقشات قررت منال الذهاب إلي ثريا والتحدث معها قائلة بنبرة حادة :

_أنا بقا هروح أتكلم مع ثريا هانم وأشوف فين ضميرها في إنها تعمر بيت إبنها علي حساب خراب بيت ياسين .

 

تحدث ياسين بحزم:

_أمي من فضلك إوعي تروحي لعمتي، إنتِ عارفة إنها تعبانة ومش هتتحمل مجادلة ومناقشات .

 

أصرت منال علي موقفها وكادت أن تخرج من باب منزلها إلا أن صوت عز الغاضب أوقفها مٌتسمرة:

_لو خرجتي من الباب ده يبقي ماترجعيش هنا تاني يا منال .

 

إلتفتت لهٌ ونظرت بصدمة قائلة :

_إنتَ بتقول أيه يا عز، إنت بتطردني من بيتي علشان خاطر ثريا ؟

 

تحدث عز بحزم:

_إنتي فاهمة كلامي كويس أوي يا منال ،ثريا تعبانة ولسة في حالة صحية مذبذبة، وأنا مش هسمح لأي مخلوق يضايقها أو يتعدي حدوده معاها في الكلام ،حتي لو كان الحد ده إنتِ يا منال ،

 

وأكملَ مٌبرراً بنبرة صارمة:

_ثريا بنت عمي وأمانة أخويا وإبنه من بعده، وقبلهم أمانة عمي ليا وهتفضل في حمايتي هي وبناتها ومرات إبنها وأولاده لآخر يوم في عمري .

 

تحدث ياسين ملطفً الأجواء:

_ماما من فضلك إفهمي، بابا خايف علي بنت عمه علشان هي أمانة رائف لينا وكمان بناتها وأولاد رائف ملهومش غيرها، غير كدة هي ملهاش ذنب في كل إللي بيحصل ،

 

وأكمل بقوة:

_ القرار قراري أنا وأنا إللي أخدته بكامل إرادتي وأنا اللي هنفذه بردوا بكامل إرادتي ،

وكلام حضرتك وعصبيتك دي مش هيغيروا قراري أو هيخلوني أتراجع ، فأرجوكي حاولي تفهميني وتقبلي الوضع

 

وأسترسل بتأكيد:

_ لأنه خلاص بقا أمر واقع وإستحالة التراجع فيه، أنا مش عيل قدامك علشان ألغي كلمتي ووعدي إللي قولته قدام الرجالة، أظن حضرتك ما تقبلهاش عليا ولا علي شكلي قدام رجالة العيلة وسالم بيه .

 

نظرت له بإنكسار ودموع بعيناها من تأثرها بحديث عز عن ثريا ،

وصعدت لغرفتها بدون حديث

ودلف عز إلي مكتبهِ بغضب وصفق بابه بعنف .

 

أما ياسين فقد علمَ من جيجي التي كانت الحاضر الصامت في هذا اللقاء ما حدث من نرمين وذهابها مع ليالي لمواجهة مليكة، أسرع بالذهاب للإلحاق بهما خوفاً من أن تؤثر ليالي علي مليكة وتجعلها تتراجع عن قرار الزواج به

 

دلف من باب المنزل سريعً وجد ليالي ونرمين ومليكة وثريا ويسرا مجتمعين في بهو المنزل

 

رأي مليكة تتحدث بدموع بعد إقتناعها بحديث ليالي ونرمين :

_إفهميني يا ماما أرجوكِ ، أنا هاجي لك علي طول، كل يومين هتلاقيني جاية لك أنا والولاد ونقعد معاكي طول اليوم صدقيني .

 

أما ثُريا فكانت تبكي بقلبٍ محترق وتهز رأسها بنفي ثم تحدثت:

_يعني أنا مش هاخد أنس في حضني وأنيمه علي دراعي زي كل يوم؟

 

تنهد ياسين بغضب ومسح علي شعره وتحدث بحزم من خلفهم :

_ومين قال لحضرتك إن أنس ومروان هيسيبوا بيت أبوهم من الأساس ،الولاد ولاد المغربي وهيتربوا في بيت المغربي ومش هيتحركوا منه خطوة واحدة

 

ونظر إلي مليكة وهتف بتحدي:

_ولو حابة تفضلي مع أولادك إنتي عارفة شرط باباكي وأهلاً وسهلاً بيكي ،مش حابة إتفضلي روحي عيشي براحتك عند سالم بيه لكن ولاد رائف تنسيهم نهائي .

 

تحدثت بعنف وتهديد وقوه :

_إنتَ بتتكلم بصفتك إيه دول أولادي أنا ،وأنا الوحيدة إللي أقدر أقرر مستقبل ولادي، ومكانهم الطبيعي هو مكان ما هكون أنا ،

ثم أنا مش عاوزة أتجوز يا سيادة العقيد، إيه هو الجواز بقا بالعافية !

 

نظر لها وقد نزلت كلماتها كَخِنجرٍ طعنَ رجولتهِ وخصوصاً أمام ليالي المبتسمة ومستمتعة من حديث مليكة المثلج لصدرها .

 

وقف ياسين أمامها وأجابها بكبرياء وإهانة لإنوثتها:

_اللي يسمعك كدة يقول إني هموت علي جوازي من سيادتك، اللي بينا ده مجرد صفقة يا هانم، مجرد حل يرضي جميع الأطراف مش أكتر، فياريت ماتديش للموضوع أكبر من حجمه .

 

كانت نرمين تغلي من داخلها فقد أصبح مؤخراً كل أمانيها ان تختفي مليكة بأطفالها من ذلك المنزل لتضع يدها هي علي ثروة رائف !

 

تحدثت نرمين بنبرة غاضبة :

_جري إيه يا ياسين، واحدة ومش عاوزة تقعد ولا تتجوز بعد جوزها وأظن ده حقها

 

_ وأكملت بنبرة صوت مٌلامة:

_ وبعدين إنت إزاي تفكر كدة في مليكة وإنت أكتر واحد عارف قصة الحب إللي كانت بينها وبين رائف؟

 

تحدثت ليالي بإصرار وغضب:

_لو الجوازة دي تمت يا ياسين تطلقني فوراً.

 

أجابها ياسين بحزم:

_الجوازه هتم يا ليالي ،وطلاق ما بطلقش وأعلي ما في خيلك اركبيه ،

 

ثم حول بصره إلي مليكة وتحدث بحزم وعنف:

_وإنتِ تقرري حالاً، يا إما تتفضلي تلمي هدومك وأنا بنفسي هوصلك لبيت باباكي لكن لوحدك،

يا إما تجهزي نفسك بعد أذان العشا،لأن المأذون هييجي يكتب الكتاب ونقفل الموضوع ده نهائياً .

 

جرت ليالي مسرعة إلي الخارج ودموعها تنهمر علي خديها

 

تحدثت نرمين برفض وغضب :

_مش هيحصل يا ياسين، أنا مش موافقة .

 

ثم نظرت إلي ثريا وقررت أن تلعب علي دغدغة مشاعرها :

_حضرتك ساكتة ليه يا ماما ،معقولة هتوافقي إن مليكة تتجوز راجل غير رائف؟

 

وأكملت بخبث:

_ده إنتي أكتر واحدة عارفة إن إبنك كان بيعشقها وأكيد حاسس دلوقتي بكل إللي بيحصل ده وبيتألم .

 

هٌنا لم تتمكن ثريا من تمالك حالها وبكت بقلبٍ يحترق، جرت عليها يسرا وأخذتها داخل أحضانها

 

ونظرت إلي نرمين بغضب وتحدثت:

_إنتي إيه يا شيخة، إنتي أكيد مش بني أدمة، إنتي شيطانة، إرتاحتي لما شوفتي أمك مٌنهارة بالشكل ده !

 

تحدث ياسين بعنف مناديا علي عَلية:

_عَلية ،إنتي يا عَلية

 

أتت عَلية مٌسرعة وتحدثت بإحترام:

_أفندم يا ياسين باشا .

 

تحدث ياسين بنبرة جادة:

_خلي مٌني توضب شنط نرمين هانم وإبنها علشان جوزها جاي في الطريق هياخدها معاه ،

 

ثم حول بصرهٌ إلي مليكة المٌستكينه بوقفتها ودموعها تنهمر بصمت وتحدث بقوة:

_وياريت توضبي المكان وتتصلي بمحل الحلويات تطلبي منه اللازم علشان المأذون جاي بعد أذان العشا يكتب كتابي علي مليكة هانم، ورجالة العيلتين كلها هتبقي موجودة، فاعملي حسابك .

 

إرتمت مليكة بإستسلام فوق المقعد وشهقت بدموع ساخنة .

 

أما نرمين التي نظرت لهٌ وتحدثت بغل:

_إنتَ بتطردني من بيت أبويا يا ياسين ؟

 

تحدثت ثريا بقلة حيلة:

_إسمعي كلام إبن عمك وروحي يا نرمين، بيتك وجوزك وإبنك محتاجنلك يا بنتي .

 

غضبت نرمين بشدة من والدتها وياسين وصعدت لملمت أشيائها وذهبت مع زوجها الذي أتي بعدما هاتفهٌ ياسين ،

 

وبالفعل أتي وأخذها إلي بيتها وهي تٌغلي كالبركان، وما ان قصت عليه ما حدث حتي حزن وغلي داخلهٌ هو الآخر وحقد علي ياسين ذلك المحظوظ بنظره ،

 

أما ياسين ذهب لبيتهِ وجد ليالي تهبط الدرج وتجاورها مٌساعدتها الخاصة تحمل بيدها حقيبة ملابس ليالي

صعد ياسين الدرج ولم يعيرها أي إهتمام ،

 

مما أشعل غضبها ولكن أكملت بطريقها لإكمال خطتها التي إتفقت عليها مع منال وهي أن تذهب لبيت أبيها وتطلب الطلاق كتهديد لياسين تخيلا منهما أن ياسين بتلك الحالة سيخضع لتهديد ليالي ويلغي قرار الزواج بمليكة .

 

دلف ياسين لغرفة والدهِ الذي بدورهِ عبر لهٌ عن إستيائه وقلقه مما حدث ،وطمئنهٌ ياسين بأن لا شيئ سيئ سيحدث ،وأن كل ذلك تخطيط بين ليالي ومنال وأن أفضل شيئ لهما هو التجاهل وبعدها ستهدئ ليالي وتعود مثلما ذهبت .

 

◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇

 

جاء المساء

وحضر المأذون وجميع رجال عائلة المغربي بعدما أخبرهم ياسين بموعد عقد القران وحضر سالم عثمان وشريف وبعض أقربائهم

 

في أجواء تتسم بالحزن أكثر منها أجواء سعادة ،حيث مكثت ثريا ويسرا داخل غرفة ثريا ولم يخرجا وظلا تبكيان بحرقة علي فقيدهم الغالي .

 

بدأ المأذون بمراسم عقد القران بسكون تام،،ثم نظر إلي مليكة قائلا:

_مليكة سالم عثمان، هل تقبلين ب ياسين عز محمد المغربي زوجاً لكي ؟

 

نظرت لهٌ بشرود وقد مر عليها بتلك اللحظة شريط ذكرياتها مع رائف ،

 

أعاد عليها المأذون السؤال مرةً أٌخري

 

نبهها أباها لتوعي علي حالها ،

نظرت بإنكسار ومذلة وتحدثت بمرارو:

_موافقة .

ثم وقعت علي العقد

 

وتنفس هو براحة ظهرت علي ملامحه فأخيراً أصبحت زوجتهُ شرعاً وقانونً وأمام العلن

وبعد مدة هنأهم جميع المتواجدون ثم ذهبوا جميعاً عدا والدها وشريف وعز وطارق

 

ذهب إليها ياسين وأمسك يدها بعدم قبول منها وقبل وجنتها تحت نفورها،

ثم قرب فمهِ من أٌذنها وتحدث وهو يضم أسنانه بغيظ :

_إسود !

لابسالي فستان إسود يوم فرحنا !

 

_ وأكملَ ساخراً:

_طب كٌنتي إحتفظتي بيه جديد علشان تلبسيه في العزا بتاعي بعد ما تجيبي أجلي بتصرفاتك دي إن شاء الله .

 

نظرت لهٌ بإقتضاب وتحدثت بتعجُب :

_فرحنا، إوعي تكون مصدق نفسك يا سيادة العقيد ؟

 

وأكملت بإقتضاب:

_دي مجرد مسرحية هزلية وأنا وإنتَ مجرد ممثلين مٌش أكتر، حتي كل الناس إللي موجودين دول مجرد كومبارس كل واحد عارف دوره كويس وبيأديه في المسرحية بمنتهي البراعة والإتقان .

 

ضحك ساخراً علي حديثها وكاد أن يتحدث وجد سالم يقترب ،

 

إقترب منها أباها بحب وقبل جبهتها تحت غضب منها وابتعاد ونفور وتحدث سالم بحزن من شعورهُ بنفورها منه الذي وصله:

_مبروك يا بنتي، أنا عارف إنك متضايقة مني وشيفاني أب جاحد مش حاسس ببنتي وبألمها،

لكن صدقيني مع الوقت هتعرفي إني أخدت لك القرار الصح في حياتك وإحتمال كمان تٌشكريني عليه .

 

نظرت إلي أبيها وتحدثت بحزن:

_كل إللي ممكن أقوله لحضرتك حاليا، هو أن ربنا يسامحك علي إللي عملته فيا وعلي ألمي وقهرتي اللي خليتني أعيشهم إنهاردة بسببك .

 

نظر لها شريف مستعطفاً إياها سحبت عنه نظرها بغضب

 

إقترب منها عز وتحدث بنبرة جادة:

_مبروك يا مليكة، يلا يا ياسين خد مراتك واطلعوا إستريحوا فوق .

 

إنتفضت ونظرت له بإستهجان وتحدثت بحدة وعنف :

_يطلع فين حضرتك، أوضة رائف الله يرحمه مافيش راجل هيدخلها برجله بعد منه،

 

وبعدين حضرتك بتتكلم علي أساس إن الجوازة دي بجد أظن إني بلغتكم كلكم بقراري إن الجوازة هتكون صوري مش أكتر فياريت تتصرف علي ده الأساس ،

 

أولتهم ظهرها وبدأت بصعود الدرج إلا أن أتاها صوته القوي ينادي عليها بكل شموخ :

_مليكة

ماذا سيفعل ياسين معها ؟

 

هل سيرضخ لقرارها ويتركها بشأنها، أم سيجبرها علي الصعود معهٌ بغرفتها ؟

هذا ما سنتعرف عليه في الفصل القادم تابع هنا الجزء الثاني بداية من الفصل الحادي عشر وحتى الفصل العشرون رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثاني

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع