رواية معشوق الروح الفصل السادس آية محمد
بالقصر…
صعد طارق لغرفته والتفكير يكاد يخترق عقله فيجعله عرضة للهلاك ، رفع يديه يلامس مقبض باب غرفته بشرود إنتهى إلى أن رأى شقيقاته يقفن أمامه بصدمة من وجوده بالقصر ..
إبتسم وهو يقترب منهم قائلا بفرحة :_وحشتونى
إبتعدت عنه شاهندة ونظرات الغضب تحتل عيناها فتجعلها كالجمر الذي أفتك به لتنقلب نظرات السعادة لرؤياهن لحزنٍ ليس له نهاية …
وضع عيناه أرضاً ليتذكر كلمات مالك بأن الجميع إمتلأت قلوبهم بالخوف القاتل منه فلمعت الدموع بعيناه وتهرب سريعاً لغرفته تحت نظرات إستغراب منار وشاهندة من وجوده بالقصر مجدداً .
****
بالأسفل
كان مستنداً برأسه على مكتبه الضخم كمحاولة للثبات لوقت طويل كما أخبره مالك ينتظر عودته ليعلم الحقيقة …
رفع هاتفه حينما صدح برسالة من رفيق العمر يحثه به أن يتواجه للمكان المذكور ..
جذب يزيد مفاتيح سيارته وتوجه للمكان بسرعة البرق ليجده منعزل عن الجميع وبالخارج بعض الحرس الخاص بالقصر …
لم يكن وقت الأستكشاف لمعرفة سبب وجودهم بل أسرع للداخل ليجد ثلاث شباب مقيدون ، وجههم ممتلأ من الكدمات والضرب المبرح ربما غضب مالك هو من أيصل له مفهوم ما يحدث .
خرج صوته أخيراً :_مين دول يا مالك ؟!
أرتدى جاكيته ونظراته تفتك بهم قائلا بصوت كالرعد :_لو مش هنتعب حضراتكم تقولوا الا حصل تانى
أسرع الشاب بالحديث خوفاً من أن يتلاقى نصيب أضافى منه فأستغل مالك إنصات يزيد لهم وخرج مسرعاً .
صدم يزيد فقال بصدمة كبيرة :_وصلت بيكم الحقارة لكدا ؟!!!
ثم رفع عيناه التى تشبه صفارات الموت لهم فحل وثاقه قائلا بسخرية :_الا مالك عمله فيكم رحمة عن الا أنا بفكر فيه الا زيكم المعاملة دي متلقيش ليهم
وأنهال عليهم يزيد بالضرب القاتل فما أرتكبوه مجرد من الأنسانية والرحمة ..
**__**
:_يعنى أيه يا فراس ؟
قالتها نوال بنفاذ صبر فتمدد على الأريكة بعينان مغلقة :_زي ما سمعتى البنت مش هتقع بسرعة كدا ودا الا أنا عايزه .
تأملته بحيرة من أمرها :_أنا مش عارفه أفهمك بجد
فتح عيناه وإبتسامة السخرية تعبئ وجهه :_ولا عمرك هتفهمينى
وجذب جاكيته ثم توجه للخروج مستديراً بتذاكر :_أوه نسيت أقولك بنت أخوكِ أحلى من الصور بكتير
وغمز لها بسحر عيناه فأبتسمت بسخرية على ما ينوى فعله ، أما عو فغادر لشقته الذي أستأجرها بنفس عمارة سيف ليكون قريبٍ منهم .
تناولت القهوة ثم توجهت لغرفة المكتب بالقصر ، أضاءت الضوء وتوجهت لتجلس على المقعد المخصص لها ولكن كانت الصدمة كبيرة للغاية حينما وجدت من يجلس محلها وضعاً قدماً فوق الأخرى بتعالى وكبرياء ، عيناه تنظران لها بثقة تجعلها تبتلع ريقها بخوفاً شديد ، خرج صوتها المرتبك للغاية :_أنت دخلت هنا أزاي ؟!
تعالت ضحكات مالك فبثت الرعب بقلب نوال فتأرجح بمقعدها قائلا بتسلية :_شوفى أنتِ بقى طقم الحرس الا بره دا ممكن دماغه فوتت ولا حاجة .
لمعت عيناها بشرارة الكره والحقد الدافين فصاحت بغضب وهى تتجه لشرفة القصر :_أنتوا يا بهايم أ
كادت أن تكمل ولكنها تفاجئت بعين تشع جمرات من جحيم ، رفع يديه فأغمضت عيناها بخوف لا مثيل له ولكنها تفاجئت بكأس من المياه فأكمل قائلا بسخرية مريبة :_أعصابك يا عمتى أنتِ ست كبيرة فى السن مينفعش كدا .
تناولت منه الكوب ووضعته على الطاولة جوارها قائلة بشجاعة مصطنعه :_أنت عايز أيه يا مالك ؟
جذبها للمقعد المقابل للمكتب فجذبت يدها برعب فأبتسم بسخرية وهو يجذب المقعد ليكون على مقربة منها بعيناه المخيفة :_قولت أجى أزورك مهما كان فأحنا فى الأخر بينا قرابة وأهو بالمرة أشكرك على الا الواجب الا عملتيه مع طارق
تلون وجهها بالأصفر القاتم دليل الخوف المريب فخرج صوتها المتقطع :_واجب أيه ؟!
تعالت ضحكاته ثم تلونت الجدية عيناه قائلا بصوتٍ يصعب سماعه :_أقذر شلة فى الجامعة يحاولوا يستدرجوا طارق للشرب والمخدرات ولما فشلوا مكنش فى غير خطة ممتازة عشان تدمر الكل يحطوا فى العصير بتاعه مخدر قوى يخلى العقل يتغيب لمدة 12 ساعة متواصلين وعشان تكمل الحكاية زي ما حضرتك عايزة لازم البنت الا تكون موجوده تكون عذراء من طبقة متوسطة الا بتكون متماسكة بالشرف والعفة بقوة فتعمل زي ما البنت عملت بالظبط قضية وشهرة لعيلة نعمان لا بجد شابو ليكِ قدمتى للحيوانات دي بنت بسيطة دمرتوها هى ومستقبلها لمجرد أنها راجعة البيت فى الوقت دا لا والله دانتى كريمة لما طلبتى منهم أي بنت بس تكون باين عليها الاحترام والفقر عشان لما ترفع القضية الكل يدعمها نسيتى ان يزيد ومالك من الصعب تحطيمهم ولا الا عملوه طول السنين دي
قالت بسخرية :_لو جاي عشان تفكرنى بالا أنا عملته تبقى بتضيع وقتك ووقتى
إبتسم قائلا بشر :_أنتِ صح وأنا هعمل نفس الا عملتيه بالظبط وهمشي بنفس الطريق وأوعدك أنك هتشرفي السجن قريب أوى زي ما أستخدمتى الأولاد دول أنا كمان هستخدمهم عشان أدمرك مع فرق بسيط أنى معايا الحق وخاليكى فاكرة الكلمة دي كويس .
ورمقها بنظرة مريبة ثم خرج من باب القصر الرئيسي غير عابئ بالحرس ، أما هى فألقت ما على الطاولة بغضب شديد تحاول التحكم بأعصابها بداخلها خوف مريب من القادم ولكن زادها حماس التخلص من مالك فهو يشكل خطر مريب بعقله الذهبي على مملكتها ..
سرحت بأفكارها بمقارنة خافتة بينه وبين فراس فأبتسمت بسخرية لتشابه نظرات العينان المخيفة ثم قالت بغرور :_زي ما قدرت أفرقوا من صغركم 29 سنه هقدر أدمركم كلكم
ثم تعالت ضحكاتها وهى تنفس السجائر بجنون .
**____***
بمنزل ليان
كانت تتناول الطعام بشرود بذاك الظل الذي لاحقها بالحقيقة فحاول محمود أخراجها من صمتها قائلا بخبث :_وأنا كمان يا لين العشا مش عجبنى
تطلعت له فاتن بغضب :_قوم أعمل لنفسك الأكل بعد كدا
تناول محمود الطعام بلهفة :_لا دا عجبنى بشكل يا أم محمود تسلم أيدك
أنفجرت ليان ضاحكة فشاركوها الأبتسامات فشرع جرس الباب بالدق ليرى محمود ماذا هناك ؟
رمقته حنان بنظرة مميته ثم دلفت للداخل فأتباعها هذا اللعين كما ينعته محمود ..
ولجت للداخل وهى تتأمل المكان بتقزز واضح للجميع فوقفت أمام إبنتها قائلة بشفقة مصطنعة :_أنتِ أزاي عايشة هنا يا بنتى ؟!!
تأملتها ليان بغضب فقالت بشكل مباشر :_جاية ليه ؟
تدخل حسام قائلا بغضب :_كلمى أمك كويس
قالت بسخرية :_أمي!! هى فين أمي دي الا سابت بنتها لمجرد أنها أتطمنت بأنها عايشة !!
رمقت فاتن بنظرة مميته :_أنا عارفه مين الا حفظك الكلمتين دول
شاركها حسام السخرية :_وتلقيهم كمان الا وزوا الحيوانه دى تعمل عليا نمرة عشان يوقعوا بينا
صاح محمود بغضب :_لحد كدا وكفايا أنتى والحيوان دا أتحديتوا حدودكم وأنا مش هسمح بكدا أخرجوا من هنا الا يحترم البيت دا أحترمه غير كدا معنديش كلام تانى
فاتن بعتاب :_عيب كدا يا محمود
قاطعتها ليان :_لا مش عيب محمود صح ياريت يا حنان هانم أنتِ وإبن أختك المحترم تفهموا كويس الكلام
تطلعت لها بغضب ثم حملت حقيبتها ورحلت ، أما حسام فتطلع لها بنظرات مميته قائلا بصوتٍ مريب :_كل الا بتعمليه دا أخره معايا طريق مسدود وأبقى خاليهم ينفعوكى
جذبه محمود بقوة ثم أغلق باب الشقة بوجهه والغضب يكاد يكتظ عيناه ..
بكت ليان بضعف فوجدت يد العون من فاتن كالمعتاد قائلة بصوتٍ حنون :_والله ما حاجة مستاهلة دموعك أوعى تكونى ضعيفة يا ليان أوعى الأنسان بيحتاج للحظة ضعف بس مش أدام مخلوق أدام ربنا على سجادة الصلاة أشكى همومك وأضعفى زي ما تحبي لكن مش أدام حد يا بنتى
رفعت عيناها تتأملها بتفكير وأحترام يفوقها أضعاف ثم هرولت لغرفتها لشعورها بحاجة اللقاء مع الله بضع ساعات تشكو همها وتزيح كربها ..
***___***
صف سيارته أمام أمواج المياه الهائج ثم وقف يتأملهم بنظراته الغامضة ، الغضب يحتل سكون العينان فيجعلهما مخيفتان ..
:_لقيت مجنون زيي
أستدار مالك على الصوت ليجد شاباً فى نهاية العقد الثانى من عمره يقف ويتأمل الأمواج دون النظر إليه فقال ببعض الغضب :_أفندم مين الا مجنون ؟
إبتسم ذاك الوسيم ورفع عيناه من على طوفان الأمواج ليلتقى بعين مالك ، طال صمته وهو يدرس عيناه ليجد كما علم عنه الذكاء والمكر يحيلان بهما ..
خرج صوت ذاك الغامض قائلا بأبتسامة هادئة :_عندي ميول لما بكون مخنوق أنزل الميه أو على الأقل أقف أتأملها ومش بيهمنى الجو حتى لو كانت جايبها سيول فكان البعض بيقولوا أنى مجنون وحاليا صادفت مجنون أخر
تعالت ضحكات مالك بقوة فخرج صوته أخيراً :_لا معاك حق الجنون التفسير المنطقى
إبتسم الأخر رافعاً يديه :_فراس
رفع الأخر يديه بأبتسامة واسعه :_مالك
إبتسم الأخر قائلا بهدوئه الغامض :_عارف
ضيق عيناه ليكمل الأخر بأبتسامة هادئة :_مالك نعمان غنى عن التعريف
ثم توجه لسيارته قائلا بصوته الثابت :_مدام الجنون واحد يبقا أكيد هنتقابل تانى
أستقام مالك بوقفته قائلا بأبتسامة تسلية :_أعتقد عن قريب
وغمز له فغادر فراس وصعد الأخر بسيارته ..
عاد للقصر فوجده ينتظره والغضب يحيل على قسمات وجهه ، لجواره كان يقف سيف بخوف بعد أن فشل فى التحكم به .
أقترب منه وعدادت الموت تتطوف بعيناه فخرج صوته بحدة :_ممكن أفهم حضرتك كنت فين ؟
تأمله بصمت وضيق لعدم تغيره من طباعه الغاضبه :_أنت عارف كويس كنت فين وبعدين قولتلك للمرة المليون حاول تتحكم فى أعصابك
زفر يزيد بغضب :_لا فاهمنى كدا وسيبك من العصابية خالص حضرتك روحتلها لوحدك وفى وسط بيتها الملان حرس
صاح بغضب :_حد قالك أنى ضعيف ومش هعرف أحمى نفسي ؟
تدخل سيف قائلا بحدة هو الاخر :_يزيد ميقصدش كدا يا مالك بس فعلا الخطر كان كبير عليك
جلس على المقعد الخارجى قائلا بضيق :_كان لازم أعمل كدا عشان تعرف هى بتلعب مع مين ؟
جلس يزيد جواره ثم قال بسخرية :_وفهمتك بالكلام !
رفع مالك عيناه لرفيقه فأكمل بغضب :_الا زي دي مش بتفهم بالكلام يا مالك وأنت عارف كدا كويس
سيف بغضب :_يزيد صح الست دي زودتها بجد مش متخيل كمية الحقارة الا فى دمها ذنبها أيه البنت المسكينه دي تعمل فيها كدا
تطلع مالك ليزيد بشرود ثم قال بصوتٍ منخفض بعض الشيء :_أنا حاسس أننا ظلمنا البنت دي يا يزيد
أستند بظهره على المقعد مغلق عيناه بقوة كأنه يحتمل آلم لا يقوى عليه ..
أنهى ما به حينما صعد لغرفته بصمتٍ مريب أتابعته نظرات سيف ومالك فزفر بحزن :_الا بيحصل دا مالوش نهاية
أجابه على أمتعاض :_لا له يا مالك نوال دي سبب كل حاجه سلمت رقيبتها تحت إيدك قدم العيال دي للمحاكمة وبكدا نكون خلصنا منها
تطلع للفراغ بعيناه الغامضة :_ مش بالسهولة دي يا سيف هى مش غبية عشان تقع كدا أنا فى خطة فى دماغى لو مشت زي مأنا رسمها هتكون فعلا نهايتها
أجابه بأهتمام :_خطة أيه ؟!
جذب جاكيته قائلا بتعب :_مش وقته هحكيلك بعدين
جذب سيف مفاتيح سيارته قائلا بتعب هو الأخر :_طب أشوفك بكرا أن شاء الله
جذبه قائلا بحدة :_الوقت متأخر بات معايا وبكرا أبقى أطلع على الشركة
كاد أن يتناقش معه بذاك القرار ولكن نظراته جعلته يلحق به بصمت .
***___*
أنهت صلاتها فوضعت سجادة الصلاة على الأريكة ، خرجت للشرفة تتأمل سطوع الشمس بفجر يوماً قضته بالتفكير بهذا المجنون …لا ربما جن عقلها هى ..ساورها سؤالا لم يدعها منذ أن ألتقت به ..هل هو الظل الذي كان يلاحقها على الدوام …
سطعت الشمس لتنير المكان فطلت على وجه ليان كأنها تخبرها بأن هناك من سينير عالمها عن قريب ..
دلفت للداخل على صوت هاتفها المعتاد فأغلقته بعصبية حينما علمت بأنه المتصل ، فمازال يحاول أقناعها بأنه برئ وان أخيها من تعمد ذلك .
أبدلت ثيابها بعد أن قررت البحث عن عمل يخرجها من ضغط التفكير المميت لم تعبئ بأنها مازالت مريضة فكل ما يعنيها بأن تخرج مما هى به .
***
بغرفة مالك
إستيقظ مبكراً عن تعمد فتطلع لسيف قائلا بسخرية :_أنا مبحرمش كل مرة أنام جامبك أقوم متبهدل بتضرب باللكمات وأنت نايم !
وتركه ودلف لحمام الغرفة ثم شرع بأداء صلاته فجلس على سجادة الصلاة بتعجب من دعاه كيف طلب من الله أن يلتقى بها مجدداً !! ..
لما طلبها زوجة له ؟!! كل ما يعلمه أنه مرتبط بها هى ..
أرتدى سروال بنى اللون وقميص بدرجة أفتح ثم صفف شعره بحرافية ليهلك القلوب وربما تصريح للموت بدون شفقة أو رحمة .
****
بغرفة طارق
أنهى تلاوة القرآن الكريم بدموع فائضة ليتفاجئ بيزيد يجلس بهدوء ، نظراته زرعت الخوف بقلبه فكم ود أن يخلص نفسه من تلك الجريمة البشعة ليس خوفاً منه ولا من إبن عمه ولكن خوفاً من الله بعدما لجئ له .نعم تأخر بذلك ولكنه أعتدل بالطريق الصائب بنهاية الأمر ….
خرج صوته أخيراً :_رجعت ليه دلوقت !!
تطلع لكتاب الله بين يديه ثم قال بصوت متقطع :_حسيت أنى مأثر من ناحيته فرجعت
إبتسم يزيد بسخرية :_العبادة مش وقت الأحتياج
أجابه بحزن :_بس الوقت دا الا فوقنى ورجعنى للطريق الصح
أقترب منه يزيد قائلا بغموض :_والصح أنك تقضى على بنت بريئة
صاح بعصبية :_مكنتش فى واعي والله ما فاكر عملت كدا أزاي أو أيه الا حصل
وزع نظراته بينه وبين الفراغ بغموض ثم قال بثبات :_مصدقك
تأمله طارق بصدمة فأكمل يزيد بهدوء :_مالك أثبت برائتك
مع أخر كلمة هبطت دمعة عزيزة من عيناه ، لم ينكر بأنه فعل السوء من قبل ولكن ليس لذاك الحد المتدنى …
لم يكن بالهين ولم يعتاد على الحنان فقال بحذم وثبات مريب :_ مفيش راجل بيعيط عايزك تفوق لمذكرتك ومتفكرش فى أي حاجة تانيه فاهم
أجابه بفرحة محفورة بدموع الصدمة :_حاضر أوعدك أنى هنجح وهحقق كل الا بتتمناه
أشار برأسه فألقى طارق بأحضانه ، تطلع له بثبات تمرد بأبتسامة فرفع يديه يحتضنه هو الأخر ..
*__*
بمنزل ليان
هبطت بعد محاولات عديدة بأقناع فاتن فأخبرتها بأنها بحاجة للخروج بمفردها حتى تزيح ما بصدرها ….وأمام رغبتها أنصاعت لها فاتن ..
خطت للخارج بخطى بطيئة كأنها تستمتع بالهواء الطلق أو تشعر بشيئاً جديد عليها لم تعش به ، لم ترى من يقف على مقربة منها بسيارته ينتظر تلك الفرصة ليرضخها له حتى وأن كانت الطريقة التى يفكر بها وضيعة للغاية
******
توجه مالك للأسفل ولكنه توقف حينما وجد طارق يقف أمامه والفرحة تنير وجهه فقال بلهفة :_مش عارف أشكرك أزاي ؟
خلع مالك نظارته قائلا بأبتسامة محفزة بالسخرية :_متفرحش أوى أنت عملت كدا فعلا بس كنت مغيب وبعدين لو عايز تشكرنى معنديش مانع أقولك الطريقة
تعجب طارق من حديثه فأكمل مالك :_الطريقة رقم واحد أنك تصحى سيف وتتوالى شرف المهمة التانية أنك تنجح أنت والحيوان ابن خالتك
أتاه صوته من خلفه :_حد جايب فى سيرتى
تأمله مالك بسخرية :_أنت بتطلع أمته؟
رفع شريف نظارته بغرور :_وقت ما حد بيجيب سيرتى المبجلة
طارق بسخرية :_هتفضل مغرور ياض
رمقه بأزدراء:_أه وزيد كمان مش بحب هزارك البايخ
شريف بأبتسامة واسعه ؛_غبي وأنا الا كنت جاي أباركلك على البراءة
طارق بتأفف :_لا فيك الخير ياخويا
رسمت عين مالك بالخبث ؛_أيه دا يزيد
أرتعب بوقفته فقفز على ذراع طارق قائلا بصدمة :_أجرى يالااااا الغول وصل
تطلع طارق له بغضب وهو يشدد على قميصه فنزعه :_هجري أزاي وأنا شايل كوم من اللحم الضانى
رمقه بنظرة محتدة :_هو أنا أتخن منك يا زفت
طارق :_ودي محتاجة كلام ولمؤاخذة
تطلع لهم مالك بأبتسامة تسلية ثم غادر تاركهم بحرب مازالت تشتعل .
*****
بغرفة مالك
صفف سيف شعره بعد أن أستيقظ من نومه على صوت طارق وشريف بالخارج ..
دلفت منار للداخل قائلة بأبتسامة تلقائية :_صباح الخير يا مالك
تفاجئت به بغرفته فتخشبت محلها ، رمقها سيف بنظرة غريبة ثم توجه للخروج ولكنه توقف حينما قالت بصوتٍ حزين :_ممكن تسمعنى يا سيف
ظل كما هو عيناه على باب الغرفة والثبات بخطاه ، أقتربت منه منار لتقف على مقربة منه فخرج صوتها المرتبك :_سيف أنا عارفة أنك زعلان منى بس والله ما ذنبي أشوفك أخ ليا
ثم أقتربت منه أكثر :_يا سيف لو بصيت حوليك كويس هتشوف الا بتحبك من سنين وبتتمنى تشوفك سعيد لأن حبها صادق
تطلع لها بصدمة من معرفتها الأمر فأكملت بثبات ؛_متستغربش كلنا عارفين بحبها ليك الا أنت صدقنى يا سيف تقى إنسانه كويسة وتستاهلك بجد
فتح باب الغرفة وغادر بصمت يفكر بحديثها ..
أما هى فجلست على الفراش بحزن .
**___*
وصل يزيد للشركة فولج لمكتبه ليجد الجميع أجتمع على طاولة الأجتماعات ، جلس على مقعده الرئيسي وهى تقف لجواره حاملة الملف الخاص به ..
شرع العامل بالتحدث عن التعاقدات الأخيرة للشركة وعن المستحقات والدخل كما شرح الأخر أخر تطورات بتحديثات المبانى الخاصة بالعمالة وهو ينصت لهم بصمت أنقلب لغضب حينما لاحظ نظرات أحد المؤظفين لبسمة ..
أستدار بوجهه له قائلا بجفاء :روحى على مكتبك
تأملته بصدمة فخرج صوتها بزهول :_والأجتماع ؟!
رمقها بنظرة محتقنه :_أظن سمعتى كلامى كويس
شعرت بالحرج فغادرت بصمت ،جلست على المقعد فدق هاتفها ، رفعته بهدوء :_أيوا يا بابا
محبتش أزعجك فخرجت وحضرتك نايم المهم طمنى على بسملة الحرارة نزلت ؟!
زفرت بحزن :_أن شاء الله هتبقى كويسة
_حاضر مع السلامة
وأغلقت الهاتف ثم جذبت الملفات تكمل ما بدأته . .
****
بالقصر …
أسرعت لأحضانه بسعادة قائلة ببكاء “_الحمد لله كنت متأكدة أنك مستحيل تعمل كدا
أبعدها طارق عن أحضانه قائلا بضيق مصطنع :_لا مهو كان واضح
دلفت أمل للداخل بمساعدة إبنتها قائلة بأبتسامة مشرقة :_قلبك أبيض يا بنى
قاطعها شريف بسخرية :_دا قلبه أبيض!!! والله أنتِ الا عيونك عسل
منار بحدة ^_بتعاكس مامتى وأنا واقفه ؟!
طارق بمكر :_أطلبي الشرطة بدون تفكير
تعالت ضحكات شاهندة :_قرار عسل أصلى نفسي أزور حد من عيلتنا يكون مسجون وأخدله عيش وحلاوة بالشوكلا
جذبها شريف بغضب_والحد دا يبقى أنا يا بت !!
إبتسمت بغرور :_أنت بتمسكنى كدا وأخويا واقف ؟!
شريف بحيرة من أمره ؛_دا سؤال ولا أجابه
جذبه طارق بمرح وهو يكيل له الضربات :_أقولك أنا
تعالت ضحكات الجميع فجذبت شاهندة حقيبتها ثم أنحنت وطبعت قبلة على جبين أمل قائلة بأبتسامة هادئة :_أدعيلى يا نونو عندي أمتحان صعب جدااً
إبتسمت قائلة برضا :_ربنا يوافقك يابنتي يارررب
إبتسمت شاهندة فجذبت مفاتيح سيارتها وغادرت مسرعة لتلتقى بمن تعمق بنبض القلب منذ اللقاء الأول .
&***&&&**
أنتهى الاجتماع فخرج يتأملها بنظرة جعلتها تشعر بأنها أرتكبت جرمٍ ما ، أقترب منها بنظرة تتزايد قائلا بصوت مميت :_واحدة محترمه كانت حاست بنظرات الحقير دا وخرجت من نفسها لكن حضرتك كنتِ فرحانه أوى أنه مبهور بجمالك
صدمت من حديثه فقالت بصوت متقطع :_أيه الا حضرتك بتقوله دا ؟!
تأملها بلهيب عيناه ثم صاح بسخرية :_لا بريئة ومتعرفيش حاجة !
وضعت الملفات على المكتب قائلة بصوت متمرد مرتفع للغاية :_واضح أنك مفكر أنى زي باقى البنات الضعيفة الا هتعدي لمديرها أي حاجه عشان محتاجة الشغل لانها مش لقيه تأكل تبقى غلطان مش أنا الا تكلمنى بالاسلوب دا
رفع يديه أمامه وجهها قائلا بعين تلونت للأحمر القاتم :_صوتك ميعلاش عليا وأعتبري نفسك مستقيلة من هنا
تطلعت له بغضب مميت ثم حملت حقيبتها وغادرت ، زفر بغضب لعدم تمكنه من جمح زمام أموره لم يشعر بذاته الا وهو يلحق بها ..نعم تمرد قلب الغول ليلحق بفتاة تمرد عليها لسانها ..
فتحت باب المصعد ودلفت فولج خلفها قائلا بصوتٍ ثابت كأن لم يفعل شيء:_أيه الا مدخلك الأسانسير دا ؟
رفعت عيناها له بنظرة لم يفقه بفهمها فتوجهت للائحة الخاصة بالمصعد تحاول إيقافه ولكنها تفاجئت به يقف عند منتصف الطابق الأخير وما قبله ..
إبتسم يزيد قائلا بسخرية :_لاول مرة ألجئ لحركات الشباب الطايشة
تطلعت له بزهول فزدادت بسمته قائلا بتأكيد :_ايوا أنا الا أتفاقت مع العامل يوقفه
زاد الغضب بعيناها فأبتسم قائلا بغرور مصطنع :_هنسى أنى مديرك وأنك مجرد مؤظفة وهنتعامل على هذا الأساس
صاحت بسمة بسخرية ؛_شايف نفسك رئيس جمهورية
تعالت ضحكاته فتأملته بصمتٍ وغموض ليقترب منها قائلا بهمس :_ عيونك الا حلوة شايفانى كدا
إبتعدت عنه سريعاً وحمرة الخجل تزوار وجهها :_أنت عايز منى أيه ؟
إبتسم قائلا بهيام بعيناها :_مش عارف
كادت الحديث فقاطعها قائلا بشرود :_تعرفي أنى من ساعات كنت بقولك لمالك إبن عمى أنه مجنون شكلى طلعت أجن منه
لم تتفهم ما يقوله فتوجهت للائحة تحاول مرات عديدة لجعله يتحرك ..
جذبها يزيد بقوة لتقابل عيناه فدب الخوف بعيناها قائلة بدموع :_لو سمحت خرجنى من هنا .
إبتسم وهو يرى دمعاتها قائلا بثقة :_أنا كدا صح
أنكمشت ملامح وجهها بعدم فهم فرفع يديه يلامس دمعاتها قائلا بأباسامة هادئة :_من أول مرة شوفتك فيها هنا وأنا حسيت أنك غريبة أو مجنونه فى الحقيقة مكنتش عارف أحدد
مشاعري من نحيتك كانت أغرب عارفه ليه ؟
أشارت برأسها وهى هائمة بحديثه فأكمل هو :_لأنك كنتِ سبب كتير فى سعادتى أنتِ الا حركتى قلبي فى أيام بسيطة أنا خرجت من تفكير الغيرة والحزن عشان دموعك بأنى بحبك يا بسمة .
فتحت عيناها على مصرعها وهى تستمع له فتأمل عيناها بتطرف لأن يعلم كيف تحمل تلك الفتاة القوة والضعف والثقة والجنون بآناً واحد .
تحرك المصعد للأسفل بعد أنتهاء المدة التى حددها يزيد للعامل ومازالت النظرات تحتضن بعضها البعض ، مازال ذراعيه تطوف ذراعها وهى بعالم من الصدمة والزهول ..
وقف المصعد فأخفض ذراعه قائلا بصوتٍ هادئ :_مقصدتش أهينك يا بسمة ولا أقلل منك أنا كدا ودا طبعى لما بتعصب مش بحس بالا حواليا لما تخرجى من هنا فكري فى كلامى كويس وأعتبري النهاردة أجازة ليكِ بس من بكرة عايز أرجع ألقيكى على مكتبك
وقبل أن تستوعب كلماته غادر على الفور وهى بمحلها تتأمله بصدمة وغموض .
****
أسرعت بسيارتها لتلحق بالجامعة لتأخرها الملحوظ ..جن جنونها حينما توقفت السيارة عن العمل فهبطت تتفحصها بجنون …
رفعت شاهندة الهاتف لتصرع حينما وجدت الوقت ينفذ فأسرعت لسيارات الأجرة تنتظر أي منهم ..
مرت الدقائق ولما تجد واحدة فتخذت قرارها بأن تخطو للطريق الرئيسي فهناك ستجد الكثير .
وبالفعل أسرعت بخطاها غير عابئة بالطريق ولا بتلك السيارة التى تقترب منها عن تعمد ..
صرخت بقوة حينما قطع الطريق عليها بعدما كادت أن تصطدم به فتطلعت للسيارة بستغراب ليخرج من رأته من قبل ..
خلع نظارته قائلا بضيق :_أنتِ بتطلعيلي منين ؟
وقفت أمامه بصمت تتذكره فقالت بهدوء :_هو أنا عملت أيه حضرتك الا دخلت عليا بعربيتك
تأملها بهدوء ثم قال بسخرية :_لا والله أسف أنى قطعت على حضرتك الطريق لأنى فاضي وبتسلى وواضح أنى عصبت سيادتك
صاحت بغضب :_بتتريق حضرتك
أجابها بنفس مستوى الصوت :_رجعى كلامك وبعدين لما حد بيمشى على طريق العربيات بياخد جانب مش بيمشى بنص الطريق
رمقته بضيق :_والله أنا أمشى بالحتة الا تعجبنى
بادلها بنظرة مميته فقال بسخرية :_ أنا مش فاضى للهبل دا
وتركها وتوجه لسيارته فقالت بصوت مسموع :_أيه الجنان الا على الصبح دا
ثم صمتت قليلا فتوجهت له بضيق وهى تطرق على زجاج السيارة برقة ، تعجب فراس وفتح النافذة قائلا بسخرية :_نعم نسيتى حاجه فحابة تضيفيها
أجابته بحزن :_معلش لو ضايقتك فأنا بعتذر بس أرجو حضرتك تسامحنى عشان اليوم ميضعش عليا
أنحنت ملامح وجهه بزهول فقال :_مش فاهم
أجابته بهدوء وحزن :_يعنى لو غلطت فيك سامحنى لانى خايفة جزاء صيام النهاردة يضيع عليا فالله يكرمك تسامحنى
كان يتوقع منها طلبها لأيصالها ولكن كانت صدمته كبيرة حقاً ..
طال صمته فحزنت للغاية وعلمت ان الصمت رافضاً قاطعى فأرتدت حقيبتها بأعتدال وأكملت طريقها ..
أكمل خلفها بسيارته فقال بهدوء :_سامحتك
إبتسمت قائلة بأمتنان :_شكراً
أجابها بأبتسامة هادئة :_وممكن أوصلك لأى مكان تحبيه
وضعت عيناها أرضاً ثم قالت بهدوء:_أنا مقدرة مساعدتك ليا بس للأسف مش هقدر
وأسرعت من خطاها فأبتسم بغموض وزاد من سرعته ليختفى من أمامها ..
كان تفكيره بتلك الفتاة الغامضة لم يلتقى بها سوى مرة فكانت بالصمت والآن وكانت بالصدمات ..
رفع فراس هاتفه على صوت رسالة من المغرب تحثه بأن السيدة التى خدمتهم طوال تلك السنوات على فراش الموت وتريد رؤيته بقوة وألحاح لم يبالى بها وألقى هاتفه على المقعد المجاور له وعين تلك الفتاة وحديثها تأبى تركه كأنها عاصفة مدمرة ..
*****
جلست على الطاولة الخاصة بالمطعم بشرود بعد أن وجدت عمل وأستقباله بالغد ، تاهت نظراتها بالفراغ تتذكر كيف كلماته ……نظراته الغامضة ، وضع النادل القهوة أمامها وغادر لتكمل رحلة الصمت …ليخرجها منه من يقف أمامها لتحيل الصدمة ملامح وجهها..
**
بمكتب يزيد
أستند برأسه على المقعد بعالم أخر غير الذي له سيف يتحدث معه بأمور الشركات ..
تعجب سيف من هدوئه فقال بقلق :_يزيد أنت كويس ؟
إبتسم بسخرية فكيف تعلم الراحة والسكينة قلبه الذى أصبح عاشق لتلك الفتاة المجنونه ..
أجابه بثبات مخادع :_ورينى الأوراق وروح أنت على مكتبك فى بنت عايزاك تعلمها الأدارة فى القسم الخاص بيك أنت ومالك
رمقه بتعجب :_ومن أمته وأنا بعلم حد !!
إبتسم الغول بمكر :_بس أنا طلبت كدا
زفر سيف بغضب وهو يتوجه للخروج متمتم بكلمات سمعها يزيد جيداً:_ هموت وأفهم دماغك
وما أن غادر حتى رفع هاتفه ليطمئن على رفيقه ..فأتاه صوته المنزعج
:_أنت فين ؟
مالك=بتفسح …هكون فين يعنى فى المطعم بستنى العميل الا حضرتك صممت أنى أقبله هنا مش عارف ليه ؟!!
_لأن دا الصح مع أمثالهم
=لا متقولش تباعهم !!
_بالظبط وجوده هنا مش كويس لينا أكيد عاملين كل دا عشان يصورا مداخل المكاتب بس أنا عجبتنى اللعبة وهكملها بعيد عن الشركات وبطريقتك
إبتسم مالك قائلا بأعجاب :_واضح أن دروس الهدوء أثمرت
إبتسم يزيد قائلا بسخرية:_تلميذك
وأغلق الهاتف ليفق على حقيقة صادمة ، تلونت دقات قلبه بلون مخيف…تمردت الدفوف بدف غامض …مؤشرات قلبه تخبره بأنها بمكانٍ ما ..بحثت العينان عنها فوقعت على من تجلس على بعد ليس ببعيد عنه لتكتمل الصدمة بحقيقة جميلة .
رفعة عيناها لتجده يقف أمامها ،جذب حسام المقعد فجلس قائلا بغضب :_ممكن أفهم مش بترودي على تلفوناتى ليه ؟!
تلونت عيناها بجمرات نارية فجذبت حقيبتها وتوجهت للخروج فحذبها بعنف قائلا بصوت كالهلاك :_مش هنمشى غير لما أعرف بتهربي منى ليه
جذبت يدها وهى تصيح بصوت مسموع لمالك والجميع :_أنت أيه مش بتفهم علاقتنا أنتهت يا بنى أدم ثم أنك بتلاحقنى ليه ؟!! كل الا بتفكر فيه أنك ترمى خيانتك القذرة على أخويا حتى بعد ما شوفتك ؟!!!!
طب لما خرجت من عندك وعملت الحادثة مفكرتش جرالي أيه ؟!
لا كل تفكيرك كان إذا كنت كشفت حقيقتك ولا لا بجد أنت إنسان حقير .
وتوجهت للخروج وهو يتلفت من حوله بخجل فلحق بها بوجه متهجم لا ينذر بالخير ..
أسرعت بخطاها لتجده خلفها يجذبها بقوة لسيارته فصرخت به بجنون ولكن لم تستطيع تخليص نفسها منه لتجد مقبض حديدى يحيل بينهم ونظراته تهلع القلوب ،رفعت عيناها فوجدته يتطلع لها لا تعلم لما كانت بحاجته ؟! ..لم شعرت بأنه بمكانٍ ما ..
تعجب حسام من نظراتهم المطولة فحاول بجذب يده من بين القبضة الحديدية ولكن هيهات لم يستطيع ..
أفاق مالك على صوته فنقل نظراته علي عيناه قائلا بصوت كالموت :_لو مستغنى عن عمرك خاليك مكانك
رمقها بغضب قائلا بسخرية :_مين دا ؟ أه قولى كدا بقا أنك شايفه حد غيرى
تلونت عيناها بالدموع فشعر مالك بخنجر طعن قلبه ليهوى على وجهه بلكمة قوية نزف لأجلها دماء كثيفة فربما كان تصريح ليعلم بقوة الخصم ..
أسرع لسيارته قائلا بعصبيه بقلمى آية محمد رفعت …:_ماشي يا ليان هتشوفى بنفسك هعمل أيه ؟
وغادر سريعاً بسيارته ، وقفت تتأمل الطريق الخالى منه ثم رفعت عيناها على من يقف جوارها وبداخلها نبضات مريبة ..
خرج صوتها أخيراً :_بشكرك
قالتها وتوجهت للرحيل فأسرع بالحديث :_على فين ؟
أجابته وعيناها على الطريق :_اكيد على البيت
قال بملامح مازالت منصدمة :_طب تعالى هوصلك
أسرعت بالخطى:_ لا مفيش داعى
جذبها قائلا بصوت متعب للغاية :_لازم تسمعينى الا بيحصل دا مش صدف
لم تستمع لكلماته فعيناها على يديه المطوفة لذراعها ، أذنيها على ما تستمع إليه لأول مرة …دقات قلبها تعلو وتخفق بصورة مريبه دوامة الظل تتطوف بها لتجده أمامها ثم بدأ الملامح بالأتضاح لتجده مالك !!!
محاورات وأسئلة تزورها …نبضات ودفوف تحاربها لم تحتمل كل ذلك لمجرد لمسه لها فأبتعدت عنه سريعاً وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة كمن ركضت لمسافة أميال تحت نظرات أستغرابه فقترب منها قائلا بحرص :_لازم تسمعينى يا ليان صدقينى مش هأخد من وقتك كتير
حاولت الحديث ولكن لم تعرف الكلمات فتفهم امرها وأخرج هاتفه ثم شعل السماعات الخارجيه لتستمع لصوت محمود قائلا بفرحة :_ لحقت أوحشك !
مالك بجدية :_محمود فى شخص بيحاول يضايق ليان فحبيت أوصلها لو معندكش مانع
صاح بلهفة :_مين ؟! اكيد الحيوان حسام مكفهوش الا عمله ورحمة ابويا مأنا رحمه وصلها يا مالك
أغلق الهاتف قائلا براحة :_اظن ثقة أخوكِ فيا تخليكى تطمنيلى
لم تكن بداومة الواقع وجدت نفسها مستسلمة لقدماها فصعدت معه بسيارته ليتوجه لمكان ربما بعد رؤيته تستطيع أن تفكر وتعلم بأرادة المجهول بجمعهم
خرج صوتها المتقطع :_البيت مش من هنا
أجابها وعيناه على الطريق :_عارف يا ليان متخافيش مش هأخد من وقتك كتير
تلفتت حولها برعب حقيقي قائلة بخوف :_أنت جايبنى هنا ليه ؟
تطلع لها بعيناه الساحرة :_متخافيش يا ليان
توقف الزمان بعد نظراته فحاولت التحكم بعيناها ولكنها فشلت فشل مريع .
*****
بالجامعة
أنهى محمود المحاضرة وأسرع بالخروج ولكنه تخشب محله حينما وجد هذا اللعين يجلس على الطاولة الخاصة بكافى الجامعه مع منار …كانت صدمة كبيرة حقاً ..
أقترب منهم قائلا لها بغضب شديد :_أيه الا مقعدك مع الحيوان دا ؟!
لم تتفهم حديثه ولكن أستغل حسام الامر قائلا بخبث :_ودا شيء يخصك ! أتنين قاعدين أكيد الا بينهم مفهوم
صعقت منار فقالت بجنون :_أيه الا انت بتقوله دا !!
أشار لها محمود بالصمت ثم أنحنى ليكون على مقربة منه قائلا بصوت هادئ :_أوراقك معايا يعنى مكشوف للكل ومتنساش أنا ممكن أعمل فيك أيه ؟ يعنى بالعربي كدا بهددك لو مبعدتش عن أختى وعن أي حد يخصنى هتكون نهايتك على ايدى والتصريح منك
قال كلمته الأخيرة وعيناه على منار المرتبكة من نظراته ..لم يحتمل هذا اللعين الكلمات فغادر وهو يتوعد له ولمالك ولها بالهلاك ..
ما أن غادر حتى قالت ببكاء :_دا أخو زميلتى فى الجامعه شوفته مرة معاها فجيه النهاردة وطلب منى دقيقة واحده عشان فى موضوع مهم طلب منى نخرج من الجامعه لاى كافي بس أنا مرضتش وقولتله هنا أتفاجئت أنه بيسالنى عن أخويا وشغله وان هو خاطب او متجوز معرفش ييسأل ليه ؟
أجابها بغضب :_لأنه غبي عشان مالك أنقذ ليان منه فعايز يدفعه التمن
ثم بدأ بالهدوء :_خلاص سيبك أنا هحل الحوار دا أنتِ لسه عندك محاضرات ؟
أشارت بمعنى لا فأجابها بأبتسامة هادئة :_السواقة فى حالتك دي خطر ووحشة جداً فممكن أتنازل وأوصلك
آبتسمت برقة مشيرة بنعم فأتابعته لسيارته ربما أول الطريق لقصة عشق ستحطم القيود حينها لابد من العقبات ولكن بالأتحاد ستحطم ما يقف عائق أمام عاشق ومعشوق .
……عشق…..مجهول….روح…………..أكتمال ….خدعه….أنتقام…لهيب……نيران……….أسرار ….
(الحلقات بشكل يومى الساعه 7مساءاً أن شاء الرحمن بعد أن قضيت رحلتى بتوفيق من الله وبفضل دعائكم المستمر لي بشكركم جميعاً)
أنتظرونى بفصل جديد من
#معشوق_الروح…#(معركة_العشق_والغرور)
#بقلمى_ملكة_الابداع
#آية_محمد_رفعت
**__**__**
[4:22 pm, 20/10/2024] آية محمد: #معشوق_الروح
#الفصل_السابع
*آلغاز💣***
هبطت بقلب مرتجف وتقدمت معه لتقف أمام المقبرة التى تحمل أسم مشابه لها بعين من الصدمة ، تأمل نظراتها بسكون ثم أقترب ليقف أمام عيناها قائلا بصوتٍ مؤثر بفعل الصدمة :_ أنتِ مكتوبة ليا أنا يا ليان
كادت ان تتحدث فرفع يديه على مسافة من فمها لتلتزم الصمت ،طافت عيناه بعيناها فسحبها وهو يتوجه للمقبرة ليخرج صوته بجزيئات الآنين :_عبرت بحبي ليها بالجواز كانت أمنيتى أشوف البنت الا حببتنى فى الحياة
إبتسم بحزن لامع :_سعادتى لما بقيت زوجتى متتوصفش وأهمها وهى بترفع النقاب عشان أشوفها عشت معاها أحلى أيام ممكن أرسمها
كانت تنصت له بشعور مريب يختل بين الغيرة والحزن فتطلع لها قائلا بنبرة ساكنة :_كل أحلامى أتحطمت من خمس سنين وجهت الموت وفوقت على حقيقة بشعه حقيقة أتقبلتها وأنا واقف هنا أنها خلاص سابتنى حسيت أن الدنيا واقفت خلاص الأمل زال الحياة الا أتقدملتى من خمس سنين خالتنى عاجز أنى أفكر فيه
قطعت حديثه بهدوء:_طب وأنا علاقتى أيه بكل دا ؟!
طال صمته وهو يتأملها فأقترب منها قائلا وعيناه تتحاشي النظر لها :_أحنا لازم نكون مع بعض
ألتسمت ملامح السخرية على وجهها :_عشان إسمى ليان على أسمها !!
قاطعها بصوتٍ ثابت للغاية :_لا عشان وجودك جامبي بالوقت الا كنت بفارق الحياة وأنتٍ أتبرعتيلى بدمك وقدمتيلى حياة جديدة عشان الزمن يدور وأظهرلك بالوقت الا احتاجتينى فيه وأعمل نفس الا عملتيه….. عشان قلبي الا بيحس بوجودك مش لأن الدم واحد لآنك عشق الروح يا ليان
صدمت من حديثه وتذكرت منذ خمس أعوام حينما كانت بالمشفى مع رفيقتها وعلمت بأن هناك أحداً ما يسارع للحياة وهى تحمل الأكسير له ،كادت أن تنسى الأمر ولكن شعرت بأن دقات قلبها تكاد تتوقف عن الخفقان ، نداء مكبوت مستميت كان يدفعها ..
رفعت عيناها له فأكمل قائلا بزهول :_ليه مع خروج ليان من حياتى تظهرلي ومع خروج البنى أدم ده من حياتك أظهرلك ؟!!
ليه أول ما شوفتينى حسيتى أنك تعرفينى قبل كدا ومتسألنيش عرفت أزاي لأنه كان واضح عليكِ جداً …بلاش دا ليه دايما بدعى ربي أنك تكونى ليا من غير ما أشوفك أو أعرفك غير مرة واحده !! وليه بنتقابل وقت الأحتياج لو عندك تفسير منطقى للبيحصل دا ساعتها ممكن تفكيرى يهدأ .
وزعت نظراتها بينه وبين المقبرة بخوف من التفكير فالأمر جنونى بعض الشيء …
أقترب منها قائلا بعين تزيح النظرات عنها :_كل دا يا ليان مؤاشر اننا لبعض
رفعت عيناها له فشعرت بأنها بحاجة للبكاء أو الأبتسامة لا تعلم ما تشعر به سوى الهرب من أمام ذاك الغامض فقالت بهدوء محفور بالرجاء ؛_ممكن أمشى من هنا لو سمحت ؟
مالك بتفهم :_هسيبك تفكري كويس
لم تسنح لها الفرصة بالرد فهرولت للسيارة بخوف أو هرباً من نظراته ولكن لم تستطيع الهرب من محارب كلماته لتعلم هى الأخرى بأن هناك رابط ما يحيل بينهم …
******
بالشركة
ولج سيف لمكتبه بعد أن علم بأن الفتاة بأنتظاره بالخارج، خلع جاكيته وتوجه لمقعده ليستمع صوت طرقات فأذن للطارق بالدلوف ..
دلفت تقى للداخل وهى تتأمل المكان بأعجاب وزهول فلاول مرة تأتى لذاك المكان ، أنهت جولتها بصدمة وجود سيف بالغرفة وعلى المقعد المخصص ..
لم تكن صدمته أقل منها فوقف يتأملها بزهول :_أنتِ أيه الا جابك هنا ؟!
أجابته بهدوء ورسميه :_واضح أن يزيد أختارك عشان تدربنى على الشغل
ردد بصدمة :_أنتِ عايزة تشتغلى!
تهربت من عيناه :_لو معندكش مانع
زفر بغضب فقال بصوتٍ يحمل الهدوء المصطنع :_أتكلمى بأسلوب أحسن من كدا يا تقى
رمقته بنظرة غامضة كأنها تشتاق لسماع إسمها من بين شفتيه ..كأنها بحاجة لسماع صوته حتى ولو ثار عليها بالغضب ..تعشقه بنهاية المطاف فربما علمت الآن لما الهوس أرقى درجات الجنون ..
أخفضت نظرتها سريعاً وتوجهت للخروج فتوقفت حينما صاح بتعجب :_راحة فين ؟!
استدارت بوجهها :_هخلى يزيد يشوف حد يفهمنى طبيعة الشغل واضح أنك مش متقبل فكرة نزولي فمش محتاج تبرر الرفض
جلس على مقعده قائلا بحذم :_أوك يا تقى نتعامل بحدود الشغل أتفضلى
وأشار بيديه على المقعد المقابل له فخطت للداخل بخطى مرتجفه وجلست تنتظره بالبدء ،أخرج اللاب الخاص به وشرع بتوضيح مهامتها ..
*****
وقفت السيارة أمام منزلها فتبقت ساكنة محلها كأنها لم تشعر بأنتهاء الطريق ، رغبة خفقان القلب تزهقها بأن تظل جوار الحمى ودفء الهمس يحاورها بأن تتحلى عن الألم والآنين….
رفع عيناه من على مقبض السيارة يتأمل سكونها بصمت وشعاع منير بعيناه الفريدة من نوعها ..
رفعت عيناه فألتقت بطوفان خاص بسحر العينان لتهرب كلماتها وينثدر العطر الخاص بفنون قرأة لغات العيون ….تخلت الأرواح عن مقاعدها ليعد الجسد للحياة حينما هطلت الأمطار كالصاعقة فشرعت بأسترجاع الروح للجسد مجدداً ..
تأملت ليان الأمطار بضيق ثم فتحت الباب لتهبط سريعاً قبل أن تبتل ولكن شيء ما منعها وجعلها تستدير لتجده مالك يتمسك بمعصمها …
خرج صوته الساكن :_فاكري يا ليان .
يا الله ليان …هو أسمها نعم هو فقد أوشكت على نسيانه !! ..أو ربما أوشكت على نسيان حياة بأكملها ..
جذبت يدها سريعاً وولجت مسرعة للمبنى قبل أن تبتل تحت نظراته الساكنة لها ….
غادر مالك بسيارته وهى تتأمله من الأعلى …غادر وهى تشعر بأن قلبها يتلون بظلام مخيف ، تعالت أصوات الآنين بقلعة النبض لتتمرد على حصونها لتؤكد لها بأن الرابط ليس توحد الدماء ولكن توحد الأرواح ..
صعدت الدرج بأبتسامة خفيفة حينما تذكرت كلماته ونظراته التى جعلتها كالبلهاء أمامه ، أنقلبت السعادة حزن حينما علمت بأن النظر له ليس مصرح لها وتيقنت بأنها تريده الآن لها فربما تصريحه بالزواج منها ليس جنون كما أعتقدت ..
****
وقف محمود أمام القصر فهبطت منار قائلة وعيناها أرضاً :_شكراً يا دكتور
أخفى بسمته على كلمتها وتأمل القصر بأعجاب فهو يتذكر بأن مالك ويزيد كان يسكنون بشقة أقل من المعتاد فكيف لهم بذلك..
أفاق على صوت سيارة تقترب منهم فأعتدلت منار بوقفتها والأبتسامة تزداد حينما رأت يزيد يهبط من سيارته ويقترب منهم قائلا بتعجب لرؤية السيارة الغريبة عن القصر :_فى حاجه يا منار ؟!
إبتسمت قائلة برقة :_دا دكتور محمود صديق مالك
تنغامت كلماتها بتذاكر لأخبار مالك له من قبل فأقترب منه قائلا بعدم تصديق:_طول عمري بقول عليك واطى يعنى جوا البيت ومش عايز تنزل .
سماعه لصوت يزيد جعله يتذكره جيداً فهبط من سيارته قائلا بفرحة هو الأخر :_يزيد نعمان
أحتضنه يزيد وهو يتأمله قائلا بحزن :_كبرنا ياض
تعالت ضحكات محمود قائلا بسخرية :_لا أتكلم عن نفسك أنا لسه شباب حتى لا أتجوزت ولا بفكر الحمد لله .
تعالت ضحكات يزيد بسخرية :_وأحنا يعنى الا بقا عندنا أولاد الحال من بعضه وبعدين هنتكلم هنا تعال تعال
أوشك على الصعود للسيارة فجذبه يزيد قائلا بأبتسامة مرحة :_لا الحرس هيتوالوا الأمر
تعالت ضحكات محمود قائلا بهدوء :_ماشي يا عم ..
وبالفعل دلف محمود للداخل وجلس مع يزيد بالقاعة يتحدثات بذاكريات مرأت منذ سنوات ليعلم منه محمود كيف كافحوا ليصنعوا تلك الأمبراطورية العريقة ويعلم منه يزيد كيف حارب زوجة أبيه وكيف أنها نقلت كافة الممتلاكات لأسمها فعاش هو ووالدته بمنزل بسيط الحال من دخل عمله ..
خرج صوت يزيد بغضب :_وسكت ليه مرفعتش عليها قضية ؟!!
أجابه ببعض الحزن :_مقدرش يا يزيد مهما كان والدة ليان مرضاش أخليها تشوف والدتها كدا أنا بشوف ليان أختى من دمى مش من والدي الله يرحمه وبس
إبتسم يزيد بأعجاب :_لسه زي مأنت يا صاحبي
إبتسم محمود بسخرية :_أهطل وبيضحك عليا هعمل أيه !
رفع يزيد يديها على قدم محمود قائلا بثقة:_بالعكس فى فرق بين الطيبه والا بتقوله ودا قليل فى زمانا يا محمود الفرق بينك وبينا أنك ساكت خوف على مشاعر أختك لكن أحنا مش بس حقنا أتاخد مننا لا دى قتلت أبويا وعمى بدم بارد وعايزة تكمل المسيرة فينا وأخرهم الا حصل مع طارق أخويا
محمود بستغراب :_أيه الا حصل ؟!!
شرع يزيد بقص ما حدث على مسمع طارق المندهش فكما يقال من يستمع ما يحدث لأناس أخرى يعلم قدر ما به فيحمد الله كثيراً ..
طال الحديث بينهم فعرض يزيد عليه أن يترك عمله وينضم لهم بالشركات فرفض بشدة وأخبره أنه يعشق عمله فبعد عدد من الجدلات أتفقوا على مدولة العمل بعد المحاضرات بالشركات ليصبح محمود المسؤال الأول عن قسم المتعلقات المالية بشركات نعمان ..
******
بالشركة
انهى سيف ما بيده فأستدار ليجدها تطبق ما أملاه عليها بحرافية نالت أعجابه ..
رفعت الحاسوب قائلة بخوف :_كدا يا سيف
لم تجد رداً عليها فرفعت عيناها لتجده يتأملها بأبتسامة فتكت بها ليكمل بسخرية :_من أول يوم ووشك عمل كدا طب الا جاي !
جذب منها الحاسوب ومازالت تتأمله ألقى نظرة أعجاب قائلا بأبتسامة واسعة :_لا برافو عليكِ بجد يا تقى
رفع عيناه وأكمل :_متوقعتش أنك تفهمى بسرعة كدا و
قطعت كلماته حينما وجدها تتأمله بشرود وعشق يلمع بعيناها قرأ سطور من ريحان تنير بسحاب مكبوتة بعشق سنوات ،ربما الآن يعلم كم كانت تكن له الحب مثلما أخبرته منار …
أفاقت من شرودها على دموع تهوى من عيناها فألتقطت حقيبتها وهرولت للخارج ببكاء ،نعم علمت بأنها لن تستطيع الصمود بالأيام القادمة اردت العمل لنسيانه ولكنها تجد أن خيوط الغرام والعشق تلحق بها أينما كانت ..
رفع يديه يزيح خصلات شعره بجنون ، أغمض عيناه بألم لشعوره بما يكمن بقلبها …سؤالا واحد يعاركه بقوة أن كان سيتحمل آنين حبه لأخري حينما يتزوج بها !
******
خرجت من الجامعه بفرحة كبيرة فأخرجت الهاتف حينما صدح برقم أمل ..
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته …دعواتك جيت بفيدة يا أحلى ام فى الدنيا
تعالت ضحكات امل =لا يا قلبي دا تعبك وسهرك فى المذاكرة وربنا سبحانه وتعالى مش بيضيع تعب حد
_الحمد لله قوليلي بقا منار فين ويزيد وأبيه مالك رجعوا
=منار رجعت من الجامعه وطلعت تريح فوق ويزيد رجع تحت مع صديق له أما مالك فلسه مرجعش وبعد التحقيق دا راحه فين ؟
تعالت ضحكات شاهندة :_دايما قافشانى كدا هروح أشوف البت تقى مشفتهاش من زمان
أمل =سلميلي عليها ومتتأخريش يا شاهندة الدنيا قربت تليل
_حاضر لو أتاخرت هخلى سيف أو شريف يوصلنى
=ماشي يا حبيبتى فى رعاية الله
وأغلقت شاهندة الهاتف ثم أعتلت السيارة الاجرة سريعاً من الأمطار …
***
توجه للأعلى فصدح هاتفه برقم رفيقه من المغرب فأخرجه قائلا بغضب :_بقيت مكلمنى أكتر من سبع مرات شكلك فاضى
_قولتلك ألف مرة عندى كذا حاجة مينفعش أرجع وأسيبها
_خلاص هشوف كدا لو هرجع فى نفس اليوم اوك
تمام سلام
وأغلق الهاتف ثم دلف للمصعد ليتفاجئ بها
رفعت عيناها حينما ولجت للداخل لتجده يدخل خلفها هو الأخر ، تأملها بتعجب ثم قال بأبتسامة مهلكة :_أنتِ تانى
أخفت بسمتها ووضعت عيناها أرضاً فولج للداخل بعدما أدخل رقم الطابق الخاص به وهى بحالة لا توصف حتى أنها نسيت بأنها بالطابق السابق له .
تأملها بتسلية وهو يرى الخجل المتسرب لوجهها ، بداخله خوفاً بأن يتمرد القلب فتصبح الخدعة هلاكه ويقع بسحر عيناها او ربما قد أوقع نفسه بمحطة خاصة بها ..
وقف المصعد فخرج فراس ثم أستدار لها قائلا بأبتسامة سخرية بعدما طبع على اللائحة الخاصة بالمصعد الدور الخاص بها :_مكنش فى داعى أنك تعذبي نفسك وتوصلينى
كادت الحديث بغضب ولكن قاطعها حينما غمز لها بعيناه ثم اغلق باب المصعد ليهبط بها للطابق الاسفل فيجعلها تعود لأرض الواقع بأنها بلهاء أمام هذا الغامض ..
خرجت من المصعد وهى تتأمل الدرج المودي للطابق الخاص به بأبتسامة خجل وردت وجهها الأبيض فجعلته كتلة من النيران ..رددت كلمة خافتة “غبية”…
أتاها الصوت من خلفها :_أول مرة تعرفى !
أستدارت برعب لتجد شريف يقف أمامها بأبتسامة واسعة فصاحت بغضب :_خضتنى يا غبي
تلون وجهه بالغضب المميت :_مين دا يابت الا غبي هو أنا الا واقف أشتم نفسي ؟!
لم تعبئ به وتوجهت لشقة تقى تطرق بقوة فلم تجد الرد ، أقترب منها شريف قائلا بغرور:_تقى مش هنا ومش هقولك فين خالى غبائك يشرحلك الطريق .
وتركها ودلف لشقته تاركاً الباب علي مصراعه .
جلس امام التلفاز ثم حمل تلك الثمرة الضخمة يلتهمها بصورة مقززة كما اعتقدت شاهندة فقالت بعصبية ؛_أيه القرف الا أنت فيه دا
رفع قطعة منها وهو يشير لها بفخر :_تأخدى بطيخ يابت
تلونت عيناها بالغضب :_فى حد يأكل كدا ؟!!
أكمل تناولها قائلا بسخرية :_مدام شوفتينى يبقى في
أقتربت منه وهى بحيرة من أمرها قائلة برجاء مخادع :_طب يا بشمهندس شريف ممكن تقولى تقى فين ؟
اعتدل بجلسته قائلا بسعادة وهيام :_بشمهندس طالعة منك عسل يابت عشان كدا هقولك الا أعرفه
جلست مقابله له قائلة بسعادة :_قول
شريف بغرور بعدما وضع قدماً فوق الأخري :_ تانى يوم بعد المستشفى الصبح أنا نزلت أجيب عيش عشان أفطر معاهم مالقتش البت ولا أمها
شاهندة بستغراب :_رحوا فين يعنى ؟
أجابها بأبتسامة واسعة:_معرفش
تطلعت له بغضب :_نعم !!!
جذب ثمرة فاكهة قائلا بغضب وهو يلتهمها :_قولتلك الا أعرفه من معلومات هامة جداً
لم تشعر بذاتها الا وهى تلقى بوسادة الاريكة على رأسه قائلة بغضب :_كمل أكل يا شريف أنا غلطانه أنى كلمتك
وتركته وغادرت وهى تتفحص الهاتف وتحاول معرفة إلى أين ذهبت تلك الفتاة ولكن الهاتف أصبح مكون من جزيئات صغيرة حينما أصدمت بالمدرعة البشرية من وجهة نظرها لترفع رأسها بغضب شديد فوجدته أمامها بعجلة من أمره ويرتدى الجاكيت وهو يتوجه للخروج سريعاً
تطلع لها بغضب :_لا كدا كتير
وتوجه للخروج فصاحت بغضب :_يعنى غلطت ومتكبر كمان أنك تعتذر
أيتدار فراس وهو يتفحص ساعته قائلا بلا مبالة :_أسف
أنكمشت ملامحها بضيق وهى تلملم الهاتف :_هعمل بيها أيه هترجعلى الفون ؟!
زفر قائلا بهدوء مخادع :_أنا مستعجل جداً
فرفع المال من جيب سرواله قائلا بسرعة كبيرة :_خدى دول وهاتى فون بدل الا أنكسر
زاد غضبها أضعاف مضاعفة قائلة بسخرية :_لا والله كتر خيرك شايفنى ب
قاطعها مخرجاً أحدى الهواتف الخاصة به قائلا بجدية ألتمستها به:_أسف مرة تانيه دا فون جديد بدون أرقام ومن غير شريحة بس بجد أنا متأخر على الطيارة ومش فاضل غير ربع ساعة فأرجوكِ تتقابلى أعتذاري
لم تشعر بيدها التى تناولت منه الهاتف ..لم تشعر بأنقباض قلبها وهو يسرع بالخروج من المبنى ليلحق بالطائرة التى أخبرها بها منذ قليل …الحزن يخيم على وجهها بعدما أخبرها بالسفر …هل ستكف عن رؤيته
أنفضت التفكير به ووضعت الهاتف الذي يلمع بمجموعة من الصور الخاصة به بالحقيبة ثم توجهت للخروج لتجد سيف أمامها ..
رمقها بستغراب “_شاهندة !
أجابته بلهفة :_سيف الحمد لله أخوك هيجبلى ذبحة قلبيه
إبتسم قائلا بتأييد :_أقتله ونخلص كلنا
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية ؛_ياريت بس هو بيعمل جو مرح كدا فى العيلة سيبه وأمرنا لله
:_لا جايه على نفسك اوى يابت
قالها شريف وهو يقترب منها بنظرات توحى بالقتل فقالت بخوف :_دانا بشكر فيك أهو الحق أخوك يا سيف
رمقه بنظرة فهرول للداخل لتكبت ضحكاتها وتتحدث بجدية :_تقى فين؟!!
وضع عيناه أرضاً فى محاولة للهرب قائلا بتصنع اللامبالة :_عند والدتها
اجابته بزهول :_ليه ؟
حاول التهرب من أجابتها قائلا بهدوء:_راحت مع خالتك وهتفضل هناك على طول
طالت صدمتها فخرجت الكلمات مبعثرة :_أيه ؟ أزاي تقى مكنتش حابه ترجع خااالص !!!
ثم لمعت عيناها بشرارة الشك الذي نقل لمفهوم سيف بأنها تعلم هى الأخرى بحبها له فغادرت للمصعد بصمت ليلحق بها قائلا بستغراب :_راحه فين ؟
أجابته بهدوء :_هروح أشوفها عند خالتو
رفع يديه على شعره بتفكير :_طب أستنى هغير هدومى وهجى معاكِ
رفعت يدها قائلة بهدوء :_هات مفاتيح عربيتك أستناك فيها
قدم لها المفتاح بتفهم ودلف ليبدل ثيابه .
*_**
عاد مالك للقصر فولج للداخل ليتفاجئ بمحمود ويزيد ..
أقترب منهم بعدما خلع جاكيته قائلا بأبتسامة هادئة :_ الأجتماع سري ولا أيه ؟
إبتسم محمود قائلا بسخرية :_أجتماع وسرى مع الغول أتجننت أنا عشان أغلط فى كلمة ألقى رقبتى على دراعي
تعالت ضحكات الجميع ، جلس مالك جوار محمود قائلا بصوت منخفض سمعه يزيد :_والله انا إبتديت أخاف على نفسي منه
محمود بنفس النبرة المنخفضه ؛_ الله يكون فى العون دانا بقالى معاه ساعة وحاسس أنى أقعد مع تريبل أيتش
ألتقط يزيد السكين الموضوع على الطاولة يتأمله بنظرات مريبة لهم ثم قال بصوتٍ ثابت :_شمم ريحة أسمى فى الموضوع
محمود بصدمة :_هو كان فى موضوع أصلا !
تعالت ضحكات مالك قائلا بشماته بعدما صفح محمود :_أهلا بك مع عرين الغول
محمود بسخرية :_عرين وغول طب سلام أنا بقا وأسف لدخول حياتكم بعد السنوات دي .
تعالت ضحكاتهم بسعادة لتجمعهم من جديد .
****___**
بالمطار
بعثت رسالة من هاتف الطبيب لهاتف فراس بأن المريضة تخبره بأن امر السفر يكون خفى عن نوال والا أنه لن يتمكن من اللاحاق بها فستكون فارقت الحياة على يد أحد رجالها وهذا ما زرع الشك بقلب فراس ليعلم ماذا هناك بعد أن أخبر رفيقه بأنه سيأتى غداً فأذا بالطبيب يخبره بسوء حالته ويجعلها يهرول سريعاً ليعلم ما الأمر الذي يخص نوال وبه .
*****
بمنزل تقى
إستمعت لدقات الباب المرتفعه فأرتدت حجابها وفتحت لتتفاجئ به أمام عيناها ، حل الصمت على تعبيرات وجهها فقط نظرات إمتلأت بالدمع والآنين لرؤياه ..
أفاقت على صوت شاهندة فتراجعت للخلف حتى يتمكنوا من الدلوف ..
أغلقت الباب والتفكير يشغل عقلها ثم جلست على الأريكة تخطف نظراتها له بأرتباك ..
جلست شاهندة جوارها قائلة بأبتسامة واسعه :_واضح أننا خفينا وبقينا عال
إبتسمت بسمة خافته :_الحمد لله طمنينى عنك وعن يزيد ومالك والكل
وضعت شاهندة حقيبتها :_كلنا بخير الحمد لله …ثم ألقت نظرة متفحصه على المنزل بستغراب :_أمال خالتو فين ؟
أجابتها بملل :_نزلت من بدري أوي ولسه مرجعتش …ثم وقفت وتوجهت للمطبخ قائلة بأبتسامة هادئة:_هعملكم حاجة تشربوها
صاحت بغضب :_نعمين ياختى عايزين أكل أنا صايمة والمغرب آذن من نص ساعة
رمقتها بغضب :_وأنا مش بعرف أطبخ ولا أعمل حاجه غير القهوة
شاهندة بحزن :_ولا انا
ثم لمعت عيناهم ببريق لامع فتطلعوا له ليعتدل بجلسته قائلا بتحذير :_مطبخ واكل تانى لا
جذبته شاهندة ببراءة مصطنعة :_وتسيب أختك جعانه يا سيفو
رمقهم بنظرة محتقنه قائلا بغضب :_ألبسو أنزلكم نتعشى بمكان لكن طبيخ والكلام دا أنسوا
وبعد دقائق
شاهندة بغضب :_ركز مع الفراخ يا سيف شكلها أتحرقت
أستدار بوجهه والغضب يشكل قسماته :_مدام شايفة نفسك شيف متتوالى شرف المهمة دي
آبتسمت بسخرية :_سيف مين دانا بفك الخط فى الطبخ بالعافية
رمقها بغضب وأكمل ما يفعله بضيق ….أكملت تقى تقطيع الخضروات بشرود وهى تخطف نظراتها له وهو يرأها ويتصنع بأنه غافل عنها .
حملت شاهندة الأطباق للخارج فوضع سيف الطعام بالأطباق ولحق بها …
جلست تأكل بتلذذ :_أكلك حلو يا سيفو
رمقها بنظر مميته :_متخديش على كدا أنتِ كمان ياختى
تعالت ضحكاتها قائلة بمكر :_أنا داخله على طمع بعد الأكل
قاطعها قائلا بنبرة لا تحتمل اي نقاش :_خلصى الأكل عشان أوصلك وأخلص من أم الليلة دي
جلست تقى على الأريكة تطلع لمن تجلس على المقعد تلتهم الطعام وتكبت ضحكاتها ..
رفع سيف عيناه عليها قائلا بهدوء :_هتيجى الشركة بكرا يا تقى ؟
تلون وجهها بالتوتر لتذكر نظراتها أمامه فقالت بأرتباك ؛_مش عارفه أنا كنت فاكرة أنى لما هشتغل هرتاح نفسياً من القعدة فى البيت بس
قاطعها بسخرية :_هو أنتِ لحقتى دا يوم واحد عموماً الا تحبيه اعمليه
ثم وجه حديثه لشاهندة بعدنا تأمل ساعته :_يالا يا شاهندة أتاخرتى ويزيد ممكن يزعقلك
أجابته بتفهم وهى تلملم أغراضها :_حاضر
جذب مفاتيحه وغادر للأسفل وهو يشعر بالضيق لما فعله بها بدون تعمد …
*****
غادر محمود القصر وعاد للمنزل فدلف لغرفة ليان ليطمئن عليها بعدما أخبره مالك مع حدث معها ولكنه وجدها تغط بنوماً عميق يرأه بها لأول مرة حتى أنها لا تشعر بوجوده كالعادة ، داثرها بالغطاء وتوجه لغرفته والتفكير للتخلص من ذاك اللعين يشغل باله …
*****
أوصل سيف شاهندة للداخل وغادر على الفور ليتوقف بسبارته على الشاطئ فوضع رأسه على مقبض السيارة يحاول التحكم بموجة تفكيره …
*****
بغرفة يزيد ..
أبدل ثيابه لسروال أسود قصير وتيشرت أبيض ضيق للغاية يبرز عضلات جسده المفتول ثم توجه للفراش على أمل النوم ولكن كالعادة خطفت تلك الفتاة نومه الهنيئ فأبتسم بسخرية على ما فعله فهو يرى نفسه أحمق لسهولة أنهيار حصونه أمامها ..
أخرجه من بحوره العميقة دلوف طارق للداخل قائلا بصوت ينقل ما يشعر به من آلآم :_صاحى يا يزيد ؟
أعتدل بفراشه قائلا بتعجب :_فى أيه ؟
ولج للداخل ثم جلس على الفراش يجاهد للحديث فخرج صوته أخيراً قائلا بحزن :_مش عارف أنسى الا حصل دا يا يزيد البنت دي ذنبها أيه يحصلها كدا ؟
اجابه بسخرية :_أنت بتسالنى أنا ؟!
رفع عيناه اللامعة بالدمع :_مش لقى أجابه غير انى حقير أوى
زفر يزيد وأحتضنه بستسلام قائلا بلهجة مختلفة عن طباعه المتعصبة :_كان غصب عنك أكيد بعد المخدر القوى دا مكنتش هتبقى فى واعيك عايزك تنسى الا فات وتركز فى حياتك يا طارق
خرج من أحضانه قائلا بسخرية :_أركز أزاي ؟!! أنا بشوفها أدامى ليل نهار مش قادر أنسى شكلها خالص
رفع يديه على خصلات شعره المتمردة على عيناه قائلا بتفكير “_بعد الجامعه تعال المقر أشتغلك كام ساعة وأوعدك هتتهد خالص من التفكير
إبتسم بفرحة :_بجد ؟!
رمقه بنظرة مميته فأبتلع باقى جملته وتوجه للخارج بسعادة ولكنه توقف بتذكار وأستدار قائلا بخوف :_هو أنا ممكن أتجوزها يا يزيد ؟
تطلع له يزيد بصدمة فلم يكن بأوسع مخيلاته ان يكبر أخيه بحديثه لدرجة تحمل الزواج وأعبائه …هناك عقبة أخرى كيف يخبره بأنها الآن زوجته ؟!!!!!
لم تجد الكلمات مخرج منه فعلم طارق بأنه تفوه بشيئاً محال وغادر لغرفته ….ظل يزيد كما هو متخشب محله من التفكير لم يغلق له جفن فكيف له بمعاصية الله!!! ..لا طالما كان ودود إليه يفعل الطاعات ويبتعد عن المعاصى حتى أنه ومالك أنشئوا مسجد بالشركات والمقر مع تصريح بساعة كامله مع آذان الصلوات ليتمكن الجميع من ممارسة الطاعات دون حجة بالعمل ليس فرضٍ منهم للصلاة ولكن لمن أرد ذلك ..
رأى نفسه خاطئ بحقها فوضع بالحسبان أن يرأها ويتحدث معها
******
وصلت الطائرة للمغرب فخرج فراس ليجد أحد أصدقائه بالخارج فصعد معه بالسيارة التى توجهت للمشفى …
ولج فراس للغرفة المملوءة بالأجهزة الطبيبه ليجد من قامت بخدمتهم أكثر من ثلاثون عاماً تقطن على فراش الموت ، مزق قلبه فظن أن حالتها ليست كهذا أقترب منها حينما أشارت له بيدها ودموعها تغزو وجهها قائلة بصوت متقطع :_تعال يا فراس
أقترب منها ثم جذب المقعد وجلس على مقربة منها ليتمكن من سماع صوتها الهزيل ، تأملته قليلا ثم قالت بتعب شديد :_أنا بخدم أبوك من أكتر من تلاتين سنة من لما كان فى مصر وسافر المغرب أتجوز مغربية وعاش معاها هناك وأنا كنت بخدمهم على طول بس المشاكل بينهم مكنتش بتخلص .
أشتد تعبها فأسرع فراس بالحديث :_مش مهم أرتاحى وكملى بعدين
أبتسمت قائلة برضا :_معتش فى بعدين يابنى أسمعنى الله يكرمك
لتكمل بتعب ليس له مثيل وهى تنقل الكلمات :_المشاكل كانت بسبب الخلف فأبوك قال أنها مش بتخلف وعمل مشاكل كتيرة اوى ونهايتها أنه اتجوز نوال
قال بستغراب :_بس بابا متجوزش غير أمى ونوال معنى كدا أن الجوازة الأولنية من أمي ؟
اجابته بتعب شديد :_مش امك يا فراس
:_أيه الكلام الا بتقوليه دا
قالها بغضب شديد بعدما تؤك المقعد وهب بالوقوف فجذبته قائلة بتعب يشتد بقوة :_مفيش واحدة هتقابل وجه كريم وهتكدب يابنى سبنى أقولك الباقى
أنصاع لها فراس وجلس وهو بصدمة ليس لها مثيل فأكملت هى بوجع وهى تجاهد للحديث :_ أول لما عرفت أنه أتجوز عليها أنهارت وطلبت الطلاق ابوك مرضاش يطلقها فسبتله البيت ومشيت نوال فضلت عايشه مع أبوك سنة من غير عيال عمري ما هنسى الا حصل فى اليوم دا
أشار بوجهه فأكملت وهى تجاهد للحديث :_كان أبوك مسافر مهو شغله كله سفر نوال اختفت من البيت لمدة أسبوع وكانت منبها عليا أن لو أبوك أتصل أنى أرد وأقول أنها تعبانه مش قادرة تتكلم…..بره …فى الحمام المهم أنه ميعرفش حاجه عن أختفائها وبعد ما الأسبوع خلص لقيتها رجعه البيت بطفل صغير لسه مولود ويومها دخلتلي المطبخ ونبهت عليا أنى مش أجبله سيرة أنها كانت بره البيت المدة دي وأنى اقول أن مراته الأولى جيت البيت ورمت الطفل دا .
صدمة اعتلت وجه فراس فأكملت بتعب ودموع :_مكنش قدامى الا الكدب يابنى مش عشان أنها هتقطع عيشي زي ما كانت بتقول لا كنت خايفه على بناتى منها نوال ست شرنية
:_وبعدين
قالها بخوف شديد من القادم فأكملت قائلة بتعب شديد :_لما ابوك رجع وأتفاجئ بيك قالتله أن مراته جيت هنا ورميتك وقالت خاليه يطلقنى وأنا هتنزل عن حضانة الطفل أبوك كان طاير من السعادة انها كانت حامل وفوراً نزل طلق مرأته الأولنية وكتبك بأسمه وبأسم طلقيته لأنه راجل عادل مسمعش كلام نوال وكتبك إبنها
وفاتت السنين والسر متغطى لحد ما بقى عندك 18 سنة أبوك كتبلك جزء من أملاكه وجزء لنوال بس بعد الا حصل نقل أملاكه لدار أيتام كأنه كشف حقيقتها
أجابها بلهفة :_حقيقة أيه ؟
أشتد التعب فقالت بتلهف :_معرفش يابنى كل الا أعرفه انه عرف أنه مش بيخلف فلما راح أتهم طليقته بأنها خاينة لقاها متعرفش حاجة عن الطفل فالشكوك راحت لنوال واجهها والغريبة أنه أتقتل تانى يوم بس طبعاً بعد ما اخد الأملاك منها وأنت سابلك شركة واحده فى المغرب الا نوال أخدتها منك معرفش أزاي !.
تعالت ملامح الصدمة وجهه فقال بزهول ؛_يعنى أنا إبن مين ؟!
أجابته بيأس :_مش عارفه يابنى بس الا أعرفه أن بعد موت أبوك لما عرفت أنها على الحديدة نزلت مصر لأهلها لكن انت إبن مين الأجابة عند نوال نفسها لأنها مش هتستفاد حاجه لما تجيب طفل من الملجئ تربيه أعتقد أن الموضوع أكبر من كدا .
أسند ظهره على المقعد بصدمة كبيرة جعلته كالثليج لا يقوى على الحركة… كيف كان كالدمى بين يدها ؟!! …من هو ومن عائلته سؤالا تردد على مسامعه إلى أن صعد على متن الطائرة للعودة مرة أخرى لمصر .
*****
زف الليل بشواطئ الآنين وشواطر الروح …زف ببعض الآلم والجراح زف بآنين من حقيقة مؤلمة زف ببسمة تترسم على بعض الوجه ودمعة تغزو البعض الأخر وسطعت شمس يوماً جديد لتنير بضوء ليس له حدود ..
بقصر نعمان
إستيقظ يزيد من نومه فأسرع بتبديل ثيابه ثم توجه للشركة ليرى هل ستأتى أم ستنهى قصة لم تشرع فى التشكل
صعد لمكتبه فوجدها تجلس على المقعد المقابل له لا يعلم لما أحتلت الفرحة ملامح وجهه ، وقفت تتأمله بخجل من نظراته الفتاكة فرفعت الملفات قائلة بعملية مخادعة :_الملفات أترجعت كويس جداً على فكرة
إبتسم قائلا بثباته المعتاد :_ هشوف بنفسي
امتلأ وجهها بالغيظ فجلس على مكتبه ونظراته تطوفها لتتوجه للخارج ولكنها أستدارت قائلة بتذكر :_أه على فكرة أنا جيت هنا عشان أقولك أنك مغرور جداً .
أنهت كلماتها وهرولت للخارج بسعادة طفولية فجلس على مكتبه والأبتسامة تنير وجهه على من غزت قلبه وأعلنت بأنه يحتل قلبها …
هرولت سريعاً كمن رأت شبحاً فبعدما ألقت بتهمتها على الغول ماذا تنتظر ركضت لتصطدم بطارق بعدما أفاق من الصباح ولحق بأخيه ليستلم العمل الذي أخبره به ..
رفعت عيناها لترى من يقف أمامها …
****
بمنزل محمود
إستيقظ محمود على صوت هاتفه فرفعه ليجد رسالة نصية من يزيد تنص على
“الشركة مش زي الجامعه يا دكتور معاك 10 دقايق وألقيك هنا والا أنت الجانى على نفسك ”
قرأ رسالته وهرول للحمام متمتم بخفوت:_وأنا كان مالي ومال أم الشركات هو أنا فالح فى الجامعه وطلابها لما أروح الحسابات منك لله
أعدت فاتن الفطور ولكنها حزنت حينما رفض محمود وهرول سريعاً لسيارته لتودعه بدعواتها الدائمة له فدلفت لغرفة ليان تخبرها بأنها ستذهب لترى شقيقتها لمرضها المفاجئ وأنها ستعود ليلا ..
وغادرت فاتن تاركة ليان توجه مصيراً مجهول على يد حسام الذي علم من رجاله بخلو المنزل من الجميع الا تلك التى حركت غرائزه منذ ان رأها من اللقاء الأول وها هى تحاول التخلص منه بعد أن فضت خطبتها فظنت أنها تخلصت من لعين لا يعينه سوى أرضاء غرائزه الوضيعة …
……ألغاز ربما أنتهت وربما شرعت فى الأبتداء ….مجهول …وعشق روحى خالد …أتحاد….قوة …أنتقام ….حقائق ستكشف عن قريب أنتظرونى بأحداث نارية بالفصل القادم من .
#معشوق_الروح
(#معركة_العشق_والغرور)
#بقلمى_ملكة_الابداع
#آية_محمد_رفعت
ifdvim