روايات آية محمد رفعت
أخر الأخبار

رواية معشوق الروح كاملة آية محمد

معشوق_الروح
#الفصل_الأول
حُطم قلبها وتناثر لشروخ من الآوجاع ، كيف تحتمل الآنين من حطمها ظنت أنه محبوبها ؟!! كيف ستتمكن من العيش وهو من ظنت أنه حماها وآمانها ؟!!
القلب خرج عن الطواف وتهشم بصوت إستمعت له جيداً لتكون العقوبة قاسية حتى لا تنخدع وتسقط بالهواجس مجدداً …
أغمضت عيناها كثيراً فى محاولة باتت بالفشل لتقبل حقيقة ما ترأه …….لا ليست بحلمٍ سيئ ولكنها بواقع مرير ، واقع دعسها به بخيط الخيانة القاسى ….يا الله لم تحتمل رؤيته وتلك المرأة بين يديه هوت دمعاتها على وجهها المتصلب فرفعت يديها على فمها تكبت شهقاتها ….
لم يكن بأوسع مخيلاته أنها ستصعد لغرفته …..فأقترب منها بصدمة بعدما أرتدى قميصه هرولت تلك اللعينة للخارج من أباحت جسدها للمحرمات مقابل مبلغ باخس حقير إعتادت على مثل تلك المواقف ، تراجعت للخلف وبداخلها آنين وآلآم ..
لم تقوى على رؤيته أمامها بعدما رأته منذ قليل فركضت سريعاً والدموع تكسو وجهها بشدة فكلما كان يشتد كانت تسرع بالركض لعلها تختفى عن حدود مملكته الوضيعة التى باتت كالجحيم بالنسبة لها ، جذبت أخر رابط بينهما من بين أصبعها ثم ألقت به أرضاً بكل قوة لم تعابئ به وهو يركض خلفها ويصيح بأسمها حتى تقف ويخدعها من جديد ..
ركضت بقوة كأنها تقترب من مصيرها المجهول فربما بداية لرحلة متعلقة للروح …أفاقت منها على آلم بأنحاء جسدها حينما دعستها تلك السيارة بقوة فسقطت أرضاً فاقدة لمذاق الحياة من يرأها يظن أنها لقت حتفاها الأخير ، بدأت الرؤيا تتلاشي شيئاً فشيء فأخر ما رأته من يهرول إليها سريعاً بزعر ورعب شديد من رفعت يديها بمحاولة بائسة ان يخرجها مما هى به ولكنها هوت أرضاً حينما فقدت الوعى ….
حملها ذاك الشاب ذو العين السوداء كالليل الكحيل بين ذراعيه فصرخ بقوة وخوف :_…ليااااان ….
ليااان
أغمضت عيناها معلنة عن إنهيارها بين أحضانه ..
حاول أفاقتها كثيراً وقلبه يكاد يتوقف فأقترب منه هذا الخائن بزعر وهو ينحنى لها فصاح به بكتلة من جحيم وصوتٍ بدا كهلاك موته :_قرب من هنا وهتشوف ردة فعلي بنفسك
رفع رأسه قائلا بخوف من أن تكون أخبرته بخيانته :_ أنت بتكلمنى كدا أزاي؟! نسيت نفسك
نظراته كانت كافيلة ببث الرعب الذي بدا على وجهه فتراجع للخلف برعبٍ شديد لعلمه ماذا سيتمكن هذا الشاب ذو الجسد الرياضى الممشوق ، حملها بين ذراعيه وتوجه سريعاً لسيارته وضعها بالمقعد الخلف فجلست أحدى رفيقتها من كانت بالحفل الذي أقامه هذا المعتوه للأحتفال بميلاده فلم يكن بأوسع مخيلاته حضورها ، توجه ليجلس بمقعده ملقياً عليه نظرة مميتة ختمها بصوت الأشد من طلقات الموت :_ليان لو جرالها حاجة ورحمة أبويا ما هيكفينى فيك رقبتك
وصعد لسيارته يقودها بجنون وهو يتطلع لشقيقته برعبٍ شديد ، لم يتمالك أعصابه من التفكير بما فعله هذا الأحمق نعم أخبرها من قبل بأنه مخادع ولكنها كانت متشبسة به وعارضت أخاها لأتمام هذا الزواج فأتى هذا اللعين ليحطمها ولكن مهلا فربما لا يعلم ما يخبئه المجهول من عشق وُحد بخيط رفيع من القدر ليربط روح بروح أخرى تبعد عنها أميال وتجمعهم صدفة متخفية بدقائق لتجمع عشق بين قلبين لم يرى بعضهم البعض !!!! ..
لكم مقبض السيارة بقوة وغضبٍ جامح فصف سيارته بأهمال وحملها للمشفى وهو يركض بقوة كبيرة حتى أتت الممرضات لتزف هذة الفتاة لغرفة العمليات ..
جلس على المقعد المقابل للغرفة بأهمال وقلبه يكاد يتوقف من الخوف على شقيقته فهى الوحيدة التى تعنيه بتلك العائلة المتعجرفة حتى والدتها لم ترى حبه الكبير لها كل ما ترأه أنه مجرد إبن زوجها !!.
ما هى الا ثوانى معدودة حتى أنقلبت المشفى بعائلة مسعد الحمزاوى فهرولت تلك السيدة ذات العقد الرابع من عمرها إليه قائلة بصراخ قوى :_عملت فى بنتى أيه ؟.
رفع عيناه لها بصمتٍ قاتل فرفعت يدها تحركه بقوة كبيرة فأبعد يدها عنه ونظرات الغضب تتمكن منه ولكنه لمح من تقف على بعد ليس بكبير ونظراتها تذكره بما زرعته به من أخلاق لا تصرح له بذاك التصرف فغادر إليها بصمت ..
رفعت عيناها بدموع :_أيه الا حصل يابنى ؟
قبل أن يجيبها كانت تلك المرأة من أقتربت إليها قائلة بغضب وغيرة واضحة للغاية غير عابئة بأبنتها التى تصارع للحياة :_أنتِ أيه الا جابك هنا أنا مش قولتلك أخرجى من حياتنا أنتِ وإبنك أنتوا أيه ؟!
كاد الحديث بجمرة عيناه المخيفة فتمسكت بيده قائلة بهدوء :_خالى مشاكلنا على جانب يا حنان مش وقته عايزين نطمن على ليان
أنصاعت لها وتوجهت للمقعد ودمعها يغزو وجهها فبداخلها جزء يحمل شيئاً من الأمومة يصعب وصفه رغم إهمالها بأبنتها التى تفضل زوجة أبيها عن والدتها !!..
جلست فاتن والدة محمود على المقعد والدموع تشق طريقها على ليان فأخذت تدعو الله أن ينجيها …
وما هى الا ثوانى معدودة حتى خرجت الممرضة تهرول بفزع فأقترب منها محمود قائلا برعب :_فى أيه ؟!
أخبرته وهى تهرول لزميلتها :_المريضة خسرت دم كتير وللأسف فصيلتها نادرة جداً ومش متوفر فى المستشفى غير كيس دم بس وأحنا هنحتاج أكتر من كدا
جذبتها حنان بغضب شديد :يعنى أيه مفيش غير كيس واحد ، ثم أستدارت لمحمود قائلة بتشفى وحقد دافين : هى دي مستشفى الا أنتِ جايب بنتى فيها أنا هخرجها من هنا فوراً لأيطاليا
أقترب منها محمود قائلا بهدوء مريب :_هتخرجيها أذي وهى بالعملياات أنا هتصرف متقلقيش ليان مش هيجرالها حاجة
وقبل أن تجيبه كان قد أختفى من أمامها فأسرع لسيارته بسرعة كبيرة لأنقاذ حياة شقيقته ..
خرجت الممرضات واحدة تلو الأخرى بخوفٍ شديد وحزن على خسارة تلك الفتاة إن لم يتوفر لها نفس الفصيلة فربما عشق الروح بمكان قريب منها وربما حائل الطفولة الغامض على بعد مسافات ! ..
توجه للخروج وصدى خطاه تتردد بالممر الخاص بالخروج ، وسامته كانت ملفت للأهتمام فكان محور النظرات بالمشفى نعم أعتاد عليها فأخرج نظراته بملل ليحجب عنه النظرات فعيناه فشل الكثيرون بمعرفة لونها فكان سبب جدال النظرات من حوله …
أبطئ خطواته حينما إستمع لحديث الممرضات عن تلك الفتاة التى تصرع الموت لحاجتها لفصيلة تجري بعروقه ، أقترب منها قائلا بصوته الرجولى الثابت :_أنا فصيلتى متطابقة
أستدارت الممرضة بلهفة لصاحب الصوت فوجدته شاباً فى أواخر العقد الثانى من عمره ، يقف أمامها بثقة لا يمتلكها سوى مدرب كمال أجسام أو لاعب محترف يعلم جيداً أنه سيفوز بمبارة وسط عمالقة الأوزان طويل وخصلات شعره السوداء مصففة بحرافية ولكن مع تمرد بعض الخصلات لتهبط على نظارته السوداء الذي يخفى عيناه الساحرة خلفها …
فرغت فاهها وهى تتأمله إلي أن تدخلت زميلتها قائلة على وجه السرعة وهى تشير له على مكان غرفة العمليات فلم يكن هناك وقتٍ كافى ليدلف لغرفة منفصلة :_حضرتك بتعانى من أي مرض ضغط أنميا أي حاجة معينة
أتابعها بثقة للغرفة قائلا بنبرة ثابته :_لا
حمدت الله كثيراً ووضعت ستاراً عازل بينها وبينه ، خلع جاكيت الأزرق ثم كشف عن ذراعيه بعدما جذب قميصه الأبيض المرسوم على جسده كأنه صنع له ليتمدد على الفراش يمنحها حياة قد قدمتها له من قبل بالماضى أو بحلقة مجهولة ربما لم يتم العثور عليها فيعلم أن من وهبته الحياة منذ خمس أعوام هى من يعزلها عنه ستار كحاجب العهد……
جذب هاتفه ليجد إسمه لأمع على هاتفه فبعث برسالة نصية لعدم قدرته على الحديث من داخل غرفة العمليات ” أكيد عملت حاجة ؟”
أجابه الأخر …”مش أنا طارق عمل كارثة ويزيد مش هيرحمه المرادي لازم ترجع القصر حالا ”
_”كارثة أيه دي”
=…”لما تراجع هقولك مش هينفع الكلام على الفون ”
_..”أنا مش راجع القصر غير متأخر لأنى عندي meeting خلى حد من الأستقبال يبعتلى معلومات الصفقة الا الحيوان شريف بوظها عشان أعرف أحل الموضوع قبل ما يزيد يعرف ”
= …أوك بس عشان خاطري حاول ترجع بدري أنا مش هعرف أخبي عن يزيد أكتر من كدا وأنت عارف أنه هيعرفنى على طول
_أوك يا سيف سلام
=سلام يا إمبراطور مملكة نعمان
_”التسبيل دا يبقا طارق عمل كارثة وحضرتك حابب تتشفع له عشان عارف أنى هعرف بس أفتكر حاجة واحدة أنا أصعب من يزيد ميت ألف مرة أظن رسالتى وضحت .”
أغلق سيف هاتفه وهو فى حالة من اليأس الشديد لعدم قدرته على تخليص هذا اللعين ، نعم ما فعله يستحق القتل ولكن لم يرد لأخ أن يقتل أخيه وربما بمكانة يزيد نعمان فالأمر يحتاج للتفكير…
أستند برأسه على الفراش إلى أن أنهت الممرضة عملها فجذب جاكيته على يديه بأهمال ثم توجه للخروج ، رفع يديه على مقبض الباب ليخرج من الغرفة ولكنه شعر بغصة تحتل قلبه يشعر بها بعد سنوات عديدة بعدما فقدها ، رفع يديه يتحسس قلبه بزهول من كونه مازال على قيد الحياة بعد أن فقدها ؟!!!
يعلم جيداً أنه إن إزداد بالتفكير فربما سيفقد ثباته المتزن ، رفع نظراته على عيناه وتوجه للخروج …
بالخارج ..
ولج إليهم مسرعاً قائلا للممرضة بلهفة :_أتفضلى
قالت بهدوء :_لا خلاص مفيش داعي
أنقبض قلبه فأسرعت والدته بالحديث :_فى واحد إبن حلال أتبرعلها يا حبيبي أنا شكرته بنفسي على الأ عمله .
بادلها بسؤالا أخر :_طب وليان عامله أيه دلوقتى ؟
فاتن بهدوء :_الحمد لله الممرضة طمنتنا عليها ونقلتها أوضتها تفوق وهندخل نشوفها أن شاء الله
جلس على المقعد قائلا بفرحة :_الحمد لله
رفعت يدها على كتفيه بأبتسامة هادئة فهى تعلم مكانة ليان جيداً
**___*
بمكاناً منعزل عن الجميع وبداخل قصراً مثير للجدل بتصميمه المختلف كثيراً عن باقى القصور فهو على الطراز الحديث للغاية ومزيج من الكلاسيكى ..
كان يقف بغرفته بصدمة ورعب حقيقي حينما أخبره رفيقه بأنها رفعت قضية تطالب بشرفها المنهوك على يد قذر مهين للبشرية ، كان يتوقع أنها ستفعل مثلما يفعل الكثير وهو التكتم خوفاً من الفضيحة التى ستلحق بأهلها محدود الدخل ولكن هيهات ربما لا يعلم بأنها الجمرة النارية التى ستحرقه هو وصاحب النفوذ الداعم القوى له “يزيد نعمان ” …
أرتجف بقوة خوفاً من أخيه وإبن عمه فهو يكاد يكون هلاكه بعد أخر تحذير له من الوقوع بالأخطاء ولكن ما أرتكبه لا يغتفر فظن أنه بعد أن مرء شهرين من أغتصابها بأنها ساكنت ولجئت للصمت ولكن ما إستمعه من رفيق السوء جعله يرتجف من الخوف لمجرد التفكير بما سيفعله إبن عمه مسؤال تلك العائلة أو أخيه !!..
*****
على طاولة ضخمة للغاية تضم عدد كبير من أكبر رجال أعمال الشرق الأوسط ، يتطلعون لمن يجلس على مقدمة الطاولة بأهتمام كبير فرفع يديه لتركض السكرتيرة بقلم ليوقع بأسمه الطابع للقلوب “يزيد نعمان ” ثم ألقى الأوراق على الطاولة فحملها هذا الرجل بسعادة فأنعقاد صفقة مع يزيد نعمان تستحق السعادة ..
فوقف كبيرهم رافعاً يديه بفرحة لينال شرف الأقتراب من يزيد نعمان ..رفع عيناه الغامضة وهو يتطلع له بصمتٍ مريب ، بيده القلم يلهو به وعيناه تتأمل الرجل تارة ويده الممدوة تارة أخرى ..
كان الجميع يتراقب ما يحدث بأهتمام شديد فوضع القلم على الطاولة ثم وقف بهيبته الطاغية ليظهر جسده الممشق بحرافية تاركاً القاعة بأكمله ليتواجه لمكتبه …
لم يجد الرجل كلمات لموقفه فجذب الأوراق وغادر بهدوء ..
****
بقاعة الأجتماعات الأخرى الخاصة بشركات نعمان كانوا يجتمعون جميعاً بأنتظار المسؤال الرئيسي عن الشركات فزفروا بضيق لتأخره الملحوظ …
حاول سيف التدخل فالأمر زاد عن الحد قائلا بأسف …(الحوار مترجم):_أعتذر منك سيد ريان فلابد من وجود شيئاً ما .
زفر هذا الرجل قائلا بضيق :_لم أنتظر أحداً من قبل فتلك الأهانة لن تبتلع
رفع سيف عيناها بغضب شديد قائلا بصوت خاافت :_أتاخر كدا ليه ؟
وقف الرجل الأخر قائلا ببعض الهدوء المخادع :_أهدأ سيدى فالسيد مالك معروف للجميع بمواعيده الدقيقة فربما هناك خطبٍ ما
:_وربما تعمد ذلك
قالها هذا الشاب الوسيم الذي خطى للداخل بخطى ثابت للغاية ليجلس على رأس تلك الطاولة الضخمة واضعاً ساقٍ فوق الأخري بثقة وعيناه تتحدى من يقف أمامه بكبرياء ..
تعجب البعض من وجود هذا الشاب الصغير بداخل مكتب مالك نعمان المسؤال الأول عن تلك الأمبراطورية فظن البعض أنه إبنه لم يكن بمخيلاتهم أن من أدار تلك الأمبراطورية هو شابٍ لم يتحدى الثلاثون من عمره !!! .
خرج صوت ريان بغضبٍ جامح لسيف :_أترحب بالاهانة لنا بمكتبك حتى من يعمل هنا لا يعرف كيف التحدث إلى سيده
تلونت عيناه الممزوجة بين اللون الرمادى والأزرق الفاتح فعيناه مثيرة للجدل فلم يتمكن أحداً من معرفة لون محدد لها ..
خرج صوته قائلا بصوت كالرعد :_أنت هنا بمملكتى ريان إذاً دع الحديث عن الأسياد ببلدك ولكن هنا تعلم كيف الحديث لي
تطلع الجميع لبعضهم البعض بذهول فقال من يقف جوارهم :_كيف لك بذلك المكان ملك للسيد “يزيد نعمان ” ووالده “مالك نعمان ”
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية :_أعتذر ولكن والد السيد يزيد توفاه الله منذ أكثر من عشرة أعوام
صدم الرجل قائلا بزهول :_إذاً من هو مالك نعمان ؟!!
رفع عيناه قائلا بصوت يحمل الكبرياء بطايته والسخرية بمحوره:_من يجرؤ على الجلوس بمقعده سواه
صدمة أخرى للجميع أن من أمامهم هو “مالك نعمان” المؤسس القوى لمجموعات “نعمان” لم تكن بأوسع أحلامهم أن من أسس تلك الأمبراطورية هو شابٍ صغير للغاية لا الواقع مرير ..فربما لم يروا الوجه الأخر للعملة المعدنية “يزيد نعمان “…
لم تعرف الكلمات مخرجها فأبتسم قائلا بهدوء :_أخبرني يزيد بأمر الصفقة التى تمت بينك وبين المقر الرئيسي المسؤال عن الصلب
أجابه بعد عدد من المحاولات لتفادي الصدمة من كونه مالك نعمان :_ولكن لم تتم إلى الآن
ضيق عيناه قائلا بسخرية :_كيف لها بدون توقيع خاص بي !!
لقد أوقفت العمل عليها حتى تأتى إلي هنا لنتعاقد فيما بيننا فالحديث بين المندوب ليس من مقام شركات نعمان والآن دعنى أدرس الملف بأتقان ثم أبعث لك بقراري
تطلع له البعض بغضب والبعض بذهول والأخرون بأبتسامة متخفية كرفيقه سيف ..
خرجوا جميعاً وتبقى سيف قائلا بأعجاب :_أيه دا ؟! دانت عملت معاهم الصح
توجه لمكتبه الرئيسي قائلا بنبرة كالسيف :_وأي حد هيفكر يقلل من المكانة الا وصلنلها أنا ويزيد هيكون نفس المعامله واكتر أنا كدا ربيتهم بطريقتى
تطلع له بأبتسامة إعجاب :_أنتوا بقيتوا فى السوق أنت وإبن عمك ذي الغول بالظبط مستحيل حد يرمى نفسه تحت إيديكم
جذب الملف قائلا بثبات :_كنت بتقول طارق عمل أيه ؟
صمت قليلا فرفع مالك رأسه ليرى رفيقه يكبت غضبه بشدة فخرج صوته أخيراً :_ما تقول يابنى فى أيه ؟
كاد أن يجيبه ولكن قاطعهم من ولج للغرفة بعدما طرق الباب يحث سيف على التوجه لمكتب يزيد .
تطلع له فرفع يديه على كتفيه قائلا بثبات :_روح وأنا هخلص الملفات الا معايا ونتكلم
أشار له برأسه وتوجه لمكتب الغول كم يلقب ..
بينما جلس مالك يتابع عمله فوقعت عيناه على تلك اللاصقة الصغيرة على يديه تذكره بنبضات قلبه المتسارع حينما كان يتجه للخروج من غرفة العمليات ، عاصفة الماضى طوفته بقوة لتجذبه بلا رحمة لماضى ينهش بقلبه المتحجر فيجعله بلا روح قلب ممزق بآنين الفراق والبعد والهوان ..
فلاش باك
قاد السيارة بجنون قائلا بأبتسامة ساحرة وهو يتأمل من تجلس جواره :_لا بجد مش مصدق أنتِ يا ليان أنتِ ؟!
أجابته بغرور “_أيوا أنا مش زوجة مالك نعمان لازم أحط الحد الكويس
تعالت ضحكاته قائلا بعشق :_أنتِ قلب مالك ونبضه وكل ما يملك هههه بس برضو مكنش ينفع تعملى فيها كدا
صمتت قليلا ثم قالت بتفكير :_ما هي الا قلت معايا أدبها وبعدين أنت الا علمتنى الحركتين دول أدتهملها صح
ترك مقبض السيارة وأستدار بوجهه قائلا بعشق :_بعد جوازنا هعلمك أكتر من حركة مش حركتين بس
تطلعت له بفرحة كبيرة :_بجد يا مالك ؟
لمح سحر عيناها الرومادي قائلا بهيام :_بجد يا روح قلب مالك
تطلعت أمامها بخجل فقالت بأرتباك :_قولتلك ألف مرة هدى السرعة شوية
إبتسم قائلا بعشق :_لا موعدكيش عايز ألحق أقعد معاكِ شوية قبل ما أروحك
شعرت بخوف شديد فقالت برعب :_يا مالك حرام أنا بخاف من السواقة بتاعتك دي هدى شوية
كاد أن يجيبها ولكن صوت صرخاتها حينما أنقلبت السيارة بقوة كبيرة لتجثو أرضاً وتتحطم لآلآف من القطع كأنها تنهى إنتهاء حياة قلب إعتاد النبض للمعشوق ، أخر ما إستمع إليه صوتها وهو يهمس بأسمه قبل أن يغيب عن الواقع ….
أخرجه من شروده صوت الهاتف فرفعه بعد محاولات باتت بالنجاح لرسم التعبيرات الهادئة على وجهه ..
:_وحشتنى أووووي
إبتسم لتتلون الوسامة بعيناه :_مش عارف لحد أمته هتفضلى تبكشي عليا !
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية :_أنا !!! على طول ظلمنى كدا ؟!
أستند برأسه على المقعد قائلا بأبتسامة هادئة :_عايزة أيه من الأخر كدا
إبتسمت قائلة بغرور :_تعجبنى وأنت فاهمنى كدا
رفع يديه يتأمل ساعته بضيق :_طب أنجزى عشان مش فاضيلك
تأففت بضيق :_فى حد يكلم أخته الصغيورة كدا ؟!
مالك بنفاذ صبر :_أقفلى يا منار وأما أرجع نشوف الا عايزاه مأنت وشاهنده عملين عصابة إجتماعية
تعالت ضحكاتها قائلة بسعادة :_ربنا يخليك ليناا ياررب يا ناصر الغلابة فى قصر الغول
إبتسم قائلا بمكر :_أيه دا يزيد ؟
أغلقت الهاتف سريعاً فعاد للعمل وإبتساماته تنير هذا الوجه الوسيم ..
*****
بغرفة المكتب الخاصة بالغول كما يلقبه البعض
دلف للداخل بقدم مرتعشة فكيف سيخبره بما أرتكبه أخيه تلك المرة ؟؟
هل يحمل بقلبه ذرة شجاعة ليتجرأ على الوقوف أمام يزيد نعمان ويخبره بأن أخيه فتك بشرف فتاة بريئة …نعم هو الرفيق المقرب له بل يشبه الرفقة للروح ولكنه لم يجرأ قط على تخطى الخطوط الحمراء لقاموس يزيد نعمان …
رفع هذا الشاب ذو العين الخضراء عيناه ليجد القلق مصاحب لوجهه فأشاح بنظراته على الحاسوب قائلا بهدوء مميت :_هعرف بالنهاية فياريت تقصر وقتك وتنجز
إبتلع سيف ريقه بخوفٍ شديد ثم قال بصوتٍ يكاد يكون مسموع :_يزيد أنا بقول نتكلم لما نرجع القصر أحسن
رفع عيناه التى كادت أن تقتل رفيقه ثم تخل عن مقعده ليقترب منه قائلا بصوت كالرعد :_فى أيه يا سيف ؟
فشل فى السيطرة على شجاعته المصطنعه قائلا بصوت مرتجف :_طارق أأ ..
ضيق عيناه بعدما ترك مقعده ليحتل مكانة المصارع المحترف بجسده الممشق قائلا بصوتٍ تخل عن هدوئه :_ماله سي زفت ؟
سيف بعصبية لعلمه بالوقوع بطريقٍ خاطئ :_أخوك عمل كارثة والمرادي لا أنت ولا مالك هتقدروا تخلصوه منها
بدت ملامحه تتبدل شيئاً فشيء فعلم سيف أنه على وشك خسارة حياته على يد إبن خالته فأسرع بالحديث لعلمه سبب الغضب المزلزل :_طارق أغتصب بنت بريئة يا يزيد معرفش يوقعها غير بالطريقة الواسخة دي والبنت من عيلة فقيرة جدا بس الشرف عندهم أغلى ما يكون
لم يحتمل النظر لذلك الوحش المفترس أمامه فأقترب منه قائلا بخوف شديد :_أتكلم معاه براحة يا يزيد أنا عارفك كويس
لم يجيبه وخرج من المقر المحفور بأسمه الخاص “يزيد نعمان ” صنعه بالكد هو ومالك بالعمل ليرفعوا مقامه معاً بين الجميع ولكن بوجود شقيق مثل هذا الأحمق يجعله يفقد أتزانه الخاص ربما لا يعلم بأن الفاتورة لتخليص عذابها ستكون غالية للغاية وربما سيكون جزء منها
وربما ستكون جمرة النار الذي ستشعل إمبراطوريته العريقة
زفر سيف بغضب شديد وهو يشدد على شعره الطويل فأخرج هاتفه يحاول التواصل لمالك ولكنه تفاجئ به مغلق فتذكر بأنه أخبره بأمر إجتماعه مع مسؤالين البحرين فرفع الهاتف محدثٍ العمود الأخر بالصداقة لم يجيبه فصاح بغضب :_رد يا شررريف
أتاه صوته بعد قليل قائلا بنوم :_ صباح فل
سيف بغضب جامح :_صباح الزفت على دماااغك فووق واسمعنى يزيد جاي القصر والمرادي الا طارق عمله محدش هيقدر يحميه
إبتلع شريف ريقه بخوف قائلا برعب :_أه وأنت بقا مسلطنى فى وش الموت وعايزنى أنقذ طارق من أمنا الغول الا هو يزيد
سيف بغضب جااامح :_شرريف 5دقايق وتكون بقصر يزيد قبل ما أنا الا أطلع بروحك
وأغلق بوجهه الهاتف … تطلع شريف للهاتف قائلا بفزع وهو يهرول لثيابه :_ربنا يخدكم على الصبح أنا ناقص رايح للموت براجلي هو يزيد معاه هزار منك لله يا طارررق منك لله ياتري المرادي هببت أيه!! …
***
بقصر “مالك نعمان ”
دلف للداخل سريعاً فصطدم بها لتصرخ قائلة بغضب :_مش تفتح يا حيوان أنت
شريف بغضب شديد :_بت أنتِ غوري من وشي الساعة دي
شاهندة بغضب أشد :_أنت بتكلمنى أنااااا !
شريف بصراخ غير عابئ بها :_طارررق أنت يا زفت
جذبته من ثيابه قائلة بغضب جامح :_خاليك معايا وسبك من طارق
شريف ببسمة متسعه :_طب اسمعى بقا يا قلبي إبن خالتى الا هو أخوكِ جاي على هنا مش عارف الحيوان الا فوق دا عمل ايه بالظبط بس الا فهمته من سيف ان حياته وحياتنا جميعاً بخطر وانتِ أكتر واحدة عارفه أخوكِ يزيد هتحلى عنى وتخلينى أحل الموقف ولا كعادتك هتقفى تعالي صوتك العسل الا أول ما يزيد يشرف هيتبلع
ابتلعت ريقها بخوف شديد ثم هرولت لغرفتها وأغلقتها سريعاً ….أما شريف فهرول للاعلى سريعاً يبحث عنه بغضب شديد إلى أن وقعت عيناه عليه بغرفته يجلس والرعب بادى على وجهه ..
شريف بغضب شديد :_أنت مش سامعنى بنادي عليك يا زفت !
زفر بغضب :_بقولك أيه يا شريف أخرج من دماغى لحسن أنا على أخرى
جلس جواره قائلا بسخرية :_تصدق أنك بجح وعديم الذوق بقا أنا سايب الا ورايا وجاي أنقذك من الغول وفى الأخر تكلمنى بالأسلوب دا ؟
أنقبضت أنفاسه فقال برعب :_يزيد ؟ هو عرف ؟!!
أقترب منه قائلا بشك :_عرف أيه بالظبط ؟!
إبتلع ريقه بخوف شديد ثم صاع بقلق :_أنا هخرج من القصر قبل ما يرجع
وتوجه للخروج ففتح باب غرفته لتتخشب قدماه بمحلها حينما يرأه يقف أمامه بطالته القابضة للأرواح تراجع للخلف بزعر شديد حتى شريف شعر بأن تلك المرة هناك أمراً مريب ..
نظراته هى من تتحدث بديل عنه …كجحيم ملون لمن يتجرء على الوقوف أمامه فكيف له من فعلته الأنتساب لتلك العائلة ؟؟
حاول شريف التدخل قائلا بهدوء :_يزيد ممكن تهدأ ونتكلم
مازالت نظراته على أخيه قائلا بهدوء قاتل :_سبنا لوحدنا
تطلع له طارق برجاء شديد فقال بصوت مرتبك لعلمه قواتين الغول :_يزيد أ..
قاطع باقى كلمته نظرات يزيد التى تحاولت من ذاك اللعين لتتسلط عليه فتوجه مسرعاً للخارج …
تراجع طارق للخلف برعب حقيقي فخرج صوته أخيراً :_الكلام الا سمعته دا صح ولا غلط
رفع يديه قائلا بخوف :_يزيد ممكن تسمعنى
قاطعه بحدة وصوت كفحيح الموتى :_صح ولا غلط
تعبيرات وجهه كانت كفيلة بالأجابة على جميع الاسئلة المطروحة أمامه فرفع يديه يكيل له اللكمات المتتالية بغضبٍ جامح قائلا بصوت يتهلل له الجحيم :_ليييه ؟!!
ليه تعمل فى بنات الناس كداا دا أخرت توجهيى وتعليمى ليك
طارق بخوف شديد ؛_أسمعنى يا يزيد البنت دى كدابة أنا معملتش فيها حاجة
جذبه أمام لهيب عيناه قائلا بغضب شديد :_وكمان بتكدب
لم يتمكن من الحديث فخارت قواه أمام هذا الوحش الكاسر ..
بالخارج
بكت بخوف شديد وهى تستمع لصرخات أخاها فتشبست بيده قائلة برجاء :_أعمل حاجة يا شريف
ألقى بهاتفه بغضب شديد:_ سيف مش بيرد وأنتِ أكتر واحدة عارفه مين بيقدر ليزيد
أجابت بخفوت :_أبيه مالك كلمه بسرعة
وركضت للهاتف وناولته له فتطلع لها قليلا ثم قال بأرتباك :_يا شاهندة أحنا منعرفش طارق عمل أيه فلو دخلنا مالك فى الموضوع هيحله بس عقاب طارق هيكون أضعاف وأنتِ عارفه مالك كويس مفيش معاه تهاون على عكس يزيد بيخرج غضبه وبعدين بيهدأ
صاحت به بقوة وبكاء “_مش وقته أتصل بيه بسرعة هو الا هيقدر يتدخل بينهم
وبالفعل أخرج شريف هاتفه يحاول الوصول لمالك ولكن تفاجئ بصوت هاتفه يأتى من خلفه فأستدار ليجده يقف أمامه بطالته الطاغية ..
أقتربت منه بلهفة قائلا ببكاء :_أبيه مالك يزيد هيموت طارق أرجوك ألحقه عشان خاااطري
رفع يديه يزيح دموعها قائلا بثباته المعتاد :_متقلقيش يا شاهندة بس روحى أوضتك وأنا هشوف فى أيه ؟
أبت التحرك وعيناها على باب الغرفة المغلق بأحكام فتطلع مالك لشريف قائلا بحذم :_خدها على أوضتها
أشار له بتفهم ثم جذبها كما أخبره مالك ..
أما هو فتوجه للغرفة والغضب ينعش بقلبه بعدما علم ماذا فعل هذا اللعين بعد أن ضغط على سيف فقص له هو الأخر ..
دلف للداخل بخطاه الثابت ليجد رفيق دربه بحالة من الجنون يكيل له الضربات بغضبٍ جامح …
أقترب منه قائلا بهدوء :_يزيد سيبه
لم يستمع له فكل ما يرأه أمامه جرايم كثيرة يرتكبها هذا الأحمق الذي يود الفتك به ..
جذبه مالك قائلا بغضب شديد :_مش قولتلك سيبه
تطلع له يزيد وهو يلتقط أنفاسه بفعل مجهوده المفرط على ذاك اللعين الذي أحتضن دماء وجهه برعبٍ شديد من نظرات مالك المريبة ..
يزيد بصوت جمهوري :_بتبعدنى عنه ليه يا مالك الحيوان دا مش هيسكت غير لما يخرب كل الا بنبنيه
مالك بهدوء مخيف لطارق :_ممكن تهدأ شوية
تطلع له يزيد بسخرية :_أهدأ؟!!بقولك الحيوان دا أغتصب بنت بريئة وتقولى أهدا أنا لو مطلعتش بروحه النهاردة مبقاش يزيد نعمان
تعال صوت مالك قليلا :_أتحكم بأعصابك يا يزيد مش هعيد كلامى تانى قولتلك ألف مرة قبل ما تتصرف أي تصرف حكم عقلك بدل قوتك
بادله بسخرية :_عقل !!!هو الا عمله محتاج عقل ؟!! البنت حامل ورافعة قضيه وتقولي عقل ؟!!
مالك بهدوء :_أخرج بره يا يزيد
:_نعم ؟!
قالها بغضب شديد فأقترب منه مالك قائلا بنبرة لا تحتمل نقاش :_أنت عارف أنى مش هتهون معاه على الا عمله وهخليك تشوف بنفسك الا هعمله بس من هنا لوقتها تسبنى أنا الا أتصرف
تطلع له يزيد بنظرات محتقنه ليقرأ عيناه بحرافية نشأت منذ الطفولة فرمق أخيه بنظرة نارية ثم خرج من الغرفة صافقاً الباب بقوة كبيرة كادت أن تحطمه كأنه من زجاج ..
وقف هذا الطوفان الهادئ بنظراته فرفع طارق عيناه المتورمة من أثر اللكمات قائلا بصوت منخفض :_مالك أنا ..
قاطعه بسخرية :_أنت أيه ؟!! ليك عين تتكلم أنت أقل ما يقال عنك حقير ووسخ عايش حياتك بالطول وبالعرض ميهمكش أي حاجة غير رغباتك الرخيصة الا هتدمرك دنيا وأخرة
بس الحق مش عليك الحق علينا أحنا الا تعبنا ليل ونهار عشان نعمل القصر الا حضرتك فيه دا ، ثم أقترب ليكون على مقربة منه أنا وأخوك تعبنا ليل نهار عشان تكونوا مرتاحين فى حياتكم ومتحتاجوش لحد عملنا نفوذ وسلطة وإمبراطورية كاملة رغم أن سننا متعداش التلاتين حرمنا نفسنا من أبسط حقوقنا عشانكم ، تلونت عيناه بجحيم مريب قائلا بصوت محتقن :_ أتغضيت كتير عن أخطاءك لكن المرادي لا يا طارق الا عملته صعب أوى والا جاي هيكون أصعب بس عليك أنت
خرج صوته أخيراً :_أرجوك يا مالك أسمعنى
رفع يديه بوجهه محذراً إياه من التحدث فتحلى بالصمت حينما تحدث هو قائلا بعصبية شديدة :_أنا الا هتكلم وأنت الا هتسمعنى البيت دا الا تعبنا فيه أنا ويزيد مش هسمح أنه يتدمر عشان كدا من النهاردة مالكش مكان فيه شاهندة ومنار خط أحمر مفيش رابط بيجمعك بيهم ولا بعيلة نعمان أنا مأمنش لحد فيهم معاك
صدمات كبيرة يتلقاها بقوة وخاصة من ذكر أسماء شقيقاته !!
أقترب منه مالك بتحدى قائلا بصوت مريب :_أنا مش ذي يزيد هستخدم قوتى وفى الأخر ترجع لنفس الشيء أفتكر أخر تحذيري ليك ودلوقتى جيه وقت التنفيذ
رفع يديه قائلا بصوت كالرعد :_مفاتيح عربيتك وكل حاجه تخصنا
تطلع له بصدمة فجذب منه المفاتيح والمال ثم دفشه قائلا بصوتٍ كعداد موته :_لو شوفتك هنا تانى ولو صدفة ورحمة أبويا وأبوك لأكون مسافرك ليهم موضوع البنت دي أنا هحله بس مش خوف على سياتك بالعكس دا خوف على التعب الا فضلنا أنا وأخوك نعافر عشان نوصله فى وقت كنا فيه بالشارع..
وقف يتأمله بصدمة فأشار بيديه للحرس الذين أتوا على الفور لينفذوا أمر مالك بكل سرور …
أخرجوه خارج القصر وهو يتأمله بعيناه الغامضة بعدما بعث برسالة لسيف الواقف على بعد ليس ببعيد عن القصر ..
توجه مالك لغرفة المكتب الخاصة بيزيد فولج للداخل ليجده يجبس بهدوء مميت وعلامات الغضب تحرف وجهه فقرأ عتاب عيناه له فرفقة السنوات جعلتهم كالكتاب المفتوح لبعضهم البعض ..
جلس على المقعد المقابل له يتأمله بأنتظار لينفجر بالحديث كالمعتاد وبالفعل ماهى الا ثوانى معدودة وصاح بغضبٍ جامح :_مسبتنيش ليه أخلص عليييه ؟!
تطلع له قليلا ثم قال بهدوء مريب :_وتفتكر دا الحل ؟
شدد على شعره الطويل للغاية قائلا بنفاذ صبر :_أنا زهقت يا مالك بجد خلاص جبت أخرى مع الولد داا مش عارف طالع لمين ؟
بادله الحديث بنبرة مستكينة :_الا عمله المرادي صعب
تأمله بعين تحمل الزهول ثم صاح بغضب :_أنا نفسي أفهمك يا أخى ! بجد بحس أنك مش فاهم نفسك أساساً
إبتسم بسخرية :_هنسيب المشكلة ونحلل فيا
تحدث بجدية :_طب والحل
رفع يديه يتفحص الوقت فدلف سيف مسرعاً قائلا وهو يتلقط أنفاسه بصعوبة:_جبتلك كل المعلومات الا طالبتها يا مالك وقبل الوقت
تطلع ليزيد قائلا بعد مدة من الصمت :_مفيش غير حل واحد بس يا يزيد هو الا هيخرجنا من المشكلة دي
تطلع له بأهتمام فأكمل مالك بهدوء :_لازم حد فينا يتجوز البنت دي
:_أنت مجنوووون
قالها يزيد بغضب شديد للغاية فأكمل مالك بنفس نبرة هدوئه المتزن :_دا العقل مش الجنون البنت مش هتتنازل عن القضية ولا هتقبل أنها تتجوز الشخص الا عمل فيها كدا من قبل ما سيف يجيبلي تقرير عنها وأنا واصلى كل حاجة بالنص كمان نقطة مهمة البنت حامل يعنى الا فى بطنها من صلب عيلة نعمان مهما كانت الطريقة بس النتيجة واحدة يا يزيد وقولتلك ألف مرة لما تفكر أحسبها بالعقل بلاش التسرع
جلس مجدداً وهو يشدد على خصلات شعره البنى الغزير بضيق فتاك فتدخل سيف قائلا بهدوء :_متنساش يا يزيد الكل نفسهم أنك انت ومالك تقعوا وللأسف طارق بتصرفته بيوقعكم بدون ما يحس
صمت مالك قليلا وهو يفكر بأعدائهم ثم قال بصوتٍ يعافر للحديث :_أنا هتجوزها
تطلع له يزيد بصدمة ثم صاح بغضب “_أنت بتضحك على نفسك ولا عليااا أنت فاكر أنى أهبل عشان أحطمك بالطريقة دي مستحيل
سيف بخبث :_يعنى الغول الا هيشيل الليلة
رمقه بنظرة جعلته يبتلع ريفه بخوفٍ شديد فهرول للخارج بلهفة بالنجأة ..
جلس يزيد على المقعد قائلا بعد تفكير :_موافق بس أكتر من أمضتى على العقد متحلمش بأكتر من كدا ولا هشوفها ولا تشوفنى ولا حتى عايز أعرف أسمها
مالك بجدية :_وهو دا الا عايزينه
يزيد بستغراب :_وعيلتها هتوافق ؟
زفر بغضب قائلا بصوتٍ محتقن :_أنا لو مكانهم لكنت ولعت فيه بس أطمن سبيلى الحكاية دي أنا هحلها والحيوان أخوك وربي الكعبة لأخليها يكره اليوم الا أتولد فيه الا الشرطة هتعمله أهون مليون ألف مرة من الا أنا بفكر فيه
أستند برأسه على المقعد قائلا بآلم :_أعمل الا يريحك
أقترب منه قائلا بأبتسامة صغيرة :_الغول ضعف ولا أيه
رفع عيناه بحزن :_ نفسي أجرب أحساس الضعف يا مالك بجد محتاج أحس أنى ضعيف بس للأسف مينفعش .
إبتسم بسخرية هو الأخر قائلا بتأييد :_الكل بيستانا اللحظة دي يا يزيد عشان يتشافى فينا بس متخافش مستحيل أخلى الماضى يرجع من جديد مستحيل
قالها بعين ترى ما حدث من سنوات أمام عيناه فتجعلهم كالجمرتان النارية ..
**___***
توجه للخروج فأصطدمت به ..رفع عيناه ليجدها أمامه فقالت بأبتسامة رقيقة :_سيف أزيك .
تأملها بصمت وذكرياتها تجعله خزين للجراح فقال بهدوء وثبات مريب:_الله يسلمك أهلا يا منار أخبارك
شعرت بتغير لهجته فقالت بحزن :_الحمد لله لسه واصله من السفر من يومين
قال بلا مبالة :_طب كويس نورتى مصر
:_بنورك
قالتها بحزن وهى ترى نبرته المتبدلة معها فتركها وتوجه للخروج قائلا بهدوء :_عن أذنك
تراقبته وهو يتواجه للخروج فقالت بصوتٍ خافت:_أتفضل
****
بالمشفى
بدءت بأستعادة وعيها ولكن لم تتقبل ما رأته فصرخت بقوة وقهر ليأتى الطبيب بلهفة يحاول التحكم بها ففشل حينما بدءت بنوبة البكاء الحارق الذي مزق روح المجهول روح تحلق بخفيان لتجمع بهم الأقدار وتزف قصة من نوع فريد يربطها قديم الأزمان قصة تحت مسمى #معشوق_الروح
ظن أنه ما أن سيمنحها إسمه على ورقة الزواج بأنه أنهى الأمر ولكن ربما هى بداية لعاصفة رملية ستحطم جذور تلك العائلة فربما بسحر خاص وربما بشيئاً مجهول ولكن هل سيتمكن الغول من توالى زمام الأمور ؟؟؟!!!
علاقة روحية جمعت روحين فى ثلاث لقاءات جمعهم الصدفة وربما القدر وربما مشيئة ألهية لتكمن قصة من أغرب ما يكون متعلقة بفناء حياة أحداهما فيأيتى الأخر ليكون سبب لحياة الأخر فماذا لو جمعهم القدر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ماذا لو دلفت تلك المتعجرفة حياة محمود ؟!!
ما السر الخفى بعلاقة سيف ومنار ؟؟؟
ماذا لو كشف المجهول ؟
من العدو اللدود لمالك ويزيد ؟؟؟
صندوق من الماضى يحوى أسرار وحقائق ربما ستكون عاصفة وربما ملحمة من نوع أخر ..أنتظروا أقوى أعمالى إبتداء من السبت القادم الساعة 6 مساءاً أن شاء المولى البقاء واللقاء فى
#معشوق_الروح
#بقلمى_ملكة_الأبداع
#آية_محمد_رفعت

شاهد هنا: رواية الأربعيني الأعزب كاملة للكاتبة آية محمد رفعت

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16الصفحة التالية

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع