روايات آية محمد رفعت
أخر الأخبار

رواية معشوق الروح كاملة آية محمد

رواية معشوق الروح الفصل الثاني آية محمد

غادر سيف القصر وبداخله نيران تشتعل لا يقوى على تحمل النظر إلى من ولجت لقلبه ثم طلبت الرحيل …
صف سيارته ثم صعد لشقته بالدور السادس بتلك العمارة الفاخرة ليزفر بضيق حينما تسللت رائحة حريق الطعام المعتادة فمه توجه للمطبخ وهو يتمتم :_الرحمة يارررب
لم يقوى على تحمل الرائحة فكاد أن يختنق فركض سريعاً للنافذة لتزيل تلك الرائحة الكريهة ..بدءت الرؤيا تتضح شيئاً فشيء ليجدها تكاد تختنق هى الأخري فجذبها للخارج…
تطلع لها بصمت وهى ترتشف المياه تارة وتسعل تارة أخرى فشدد على شعره الطويل بغضبٍ ليتحكم مما تبقى بأعصابه قائلا بهدوء زائف :_مفيش فايدة فيكِ يا تقى ؟؟؟!!
فتحت عيناها القرمزتان بضيق وهى تعدل من حجابها قائلة بغضب :_ليه بس عملت أيه ؟!!
تطلع خلفها بزهول ثم قال بصدمة :_كل دا وعملتى أيه ؟ يا حبيبتي أنتِ مش بتعرفي تطبخى خلاص أرضى بنصيبك منعاً لسلامتك وسلامتنا معاكِ
تطلعت له بغضب شديد ثم صاحت بضيق :_بقا كدا يا أستاذ سيف طيب أوك أنا بقا جعانه
توجه للهاتف على الطاولة فتعالت شرارة اللهيب بعيناها قائلة بخبث “_لا أنا زهقت من الأكل الا كل يوم حضرتك بتطلبه من بره
وضع الهاتف من يده قائلا بسخرية :_أه وحضرتك بقا متصورة أنى هرجع كل يوم من الشركة وهقف أعملك الأكل
جلست على المقعد ثم وضعت قدماً فوق الأخرى بتعالى :_بالظبط كدا
زفر بضيق فأعاد خصلات شعره المتمردة على عسلية عيناه قائلا بنفاذ صبر :_لو متخيلة أنى هقف فى المطبخ الا كله دخان دا أعملك أكل تبقى بتحلمى
وقفت بأبتسامة واسعه :_لا دانت إبن خالتى وأخو جوزي الله يرحمه ومرضاش أبداً أعرضك للموقف دا عشان كداا عشان كدا هسمحلك تعملى الأكل فى مطبخى
تطلع لها بضيق :_وحضرتك بتجربي نفسك هنا ليه مدام أفتكرتى دلوقتى شقتك !!
أخرجت مفتاح شقتها المقابلة لشقة سيف وشريف قائلة بغضب :_أنت عايزنى أبوظ شقتى !!!
لم تجد الكلمات مخرج فجذبها بغضب شديد :_أدامى عشان أخلص من الليلة السودة دي
وبالفعل توجه معها للداخل يعد لها الغداء مثلما يفعل كل يوم ، وقفت تتأمله بصمتٍ شديد وحزن ينبع من الأواصر كيف تخبره بأنها تعشقه منذ الطفولة ؟!!
لم يكن أخيه هو أختيارها بل ضغط من الجميع بأنه أنسب شابٍ إليها لم يروا عشق السيف النابض بقلبها ..
أنهى سيف أعداد الطعام ثم وضعه أمامها على الطاولة قائلا بضيق :_متخديش على كدا
شرعت بتناول طعامها قائلة بسخرية :_هو أنا لسه مأخدتش
رمقها بنظرات محتقنة ثم جذب المقعد أمامها “_يبقا تروحى أسبوعين عند خالتى تتعلمى الأكل وترجعي
رفعت عيناها المحتقنه من كثرة ضحكاتها قائلة بصعوبة :_طردتني
تطلع لها بصدمة ثم صاح بسخرية :_الله يرحمك يا سامي ياخويا عرفت ليه عمرك قصير ؟!
رمقته بنظرة مشتعلة فتوجه لشقته سريعاً قبل أن يدلف مع تلك الفتاة بالمعركة اليومية ..
ولج لغرفته فخلع قميصه ثم تمدد على الفراش بتعب شديد حاول غلق عيناه ولكن صورتها لم تتركه بمفرده فحاذت بذكريات الماضى المشتعل ..
*****
بالقصر ..
كانت تبكى بغرفتها بعدما رأت أخيها يترك القصر فحاولت منار إخراجها مما هى به ولكن لما تستطع فبعثت برسالة نصية لأخيها الذي أتى على الفور …
ولج مالك للداخل وهو يتأملها بحزن نابع من القلب فشاهندة هى مثل منار تماماً ..
جذب المقعد ثم جلس أمامها قائلا ببسمته الهادئة :_أيه يا شاهى منزلتيش تتغدي معانا ليه ؟
رفعت عيناها المحتقنه بالدموع :_ماليش نفس يا أبيه
منار بحزن ؛_حاولت معاها يا مالك مفيش فايدة
أستدار لشقيقته قائلا بصوتٍ ثابت :_روحى أعملى ليزيد القهوة وأنا هفضل معاها شوية
:_حاضر
قالتها ببسمة رضا لعلمها لحاجتها لمطيبة الخاطر وهذا ما سيفعله أخيها فتوجهت للمطبخ التى تدلفه لعمل القهوة فقط لبراعتها بها حتى أن يزيد لم يتناولها الا من يديها هى …
رفعت عيناها المترقرقة بالدمع تشكو له ما بها فقالت بصوت متقطع من العتاب :_أنا عارفه أن الا طارق عمله صعب بس متوقعتش منك كدا يا أبيه
لم تنكمش ملامح الهدوء على وجهه فمالك محترف بألتزام الصمت على عكس يزيد فخرج صوته قائلا بهدوء :_تعرفي أيه عن أبوكى وأبويا يا شاهندة ؟
تعجبت من سؤاله بذاك الوقت بالتحديد فخرج صوتها المندهش :_أعرف أن بابا وعمي الله يرحمهم كانوا أيد واحدة ذيك أنت ويزيد بالظبط
إبتسم قائلا بسخرية :_كانوا
أنكمشت ملامح وجهها بعدم فهم فأكمل بهدوء :_جدنا الله يرحمه ساب ثروة كبيرة جداً وقسمها طبعاً بما يرضى الله بين بابا وعمى وعمتك
رفعت عيناها بصدمة حينما علمت بوجود عمة لها ؟!! فهى لما تكن بعلم لوجودها ..
أسترسل مالك حديثه بهدوء :_متستغربيش لينا عمة وموجوده لحد النهاردة بس مع أختلاف بسيط لازم تعرفيه وهو أنها بتعاملنا كعدو ليها بتحاول تحطمنا كلنا حتى لو وصلت للقتل مش هتردد
لم تكن تعبيراتها توحى بالصدمة بل بالزهول والأستغراب ..
أكمل هو :_زمان أخدت حصتها من التركة وسافرت بره مصر حاول بابا وعمى يوصلها بس مكنش فى أي خبر يوصلهم لها أشتغلوا وكبروا فلوسهم وبقوا ملوك السوق بأتحادهم بعد سنين رجعت عمتك بس كانت على الحديدة ذي ما بيقولوا السؤال كان هنا الفلوس دي راحت فين ؟!
بس مش دا كان سؤال أبوكى ولا أبويا بالعكس قدملوها الراحة ورحبوا بيها فى عيلتنا من غير ما يسألوها السؤال دا .
صمت قليلا بأنتظاره يكمل فأكملت تلك العجوز التى دلفت للغرفة بعدما علمت من منار ما حدث :_دمرتنا ووقعت بينا كلنا حتى أنا كرهت أمك وأحنا أصلا أخوات خالت الأخين يكرهوا بعض ويفضوا كل حاجه بينهم لحد ما كل حاجة أتدمرت يا بنتي
وقف مالك وتوجه إلى والدته سريعاً يعاونها على الدلوف بمقعدها المتحرك ..
أنحنى يقبل يدها قائلا بلهفة :_أيه الا خالكى تسيبى أوضتك يا حبيبتي .
إبتسمت لفلذة كبدها الذي يرتعب لأجل صحتها الثمينة قائلة ببعض التعب :_عرفت الا طارق عمله فجيت أشوف شاهندة لأنى عارفه أنها متعلقة به ..
أستدارت بوجهها لشاهندة قائلة بحزن :_عمتك دمرتنا يابنتى فرحت لما علاقة أبوكى وعمك أتفككت بس أنا كنت إبتديت أفوق من الفتن الا كانت بتحصل فى البيت ليه المشاكل كترت مع دخولها ؟ ليه كان بيحصل مشاكل بينى وبين أمك الله يرحمها وأحنا أكتر من سلايف مكنش في حل غير دخولها عيلتنا الا للأسف دمرتنا كلنا من قبل ما نفوق
تأملتها بستغراب لكلمتها الأخيرة فأكملت بدموع كأنها ترى المشهد يعاد أمامها :_كنت فى شقتى لما سمعت صوت زعيق جامد فنزلت أشوف فى أيه لقيتها واقفة بتتخانق مع أبوكى وعمك وفجأة أتفاجئت بعدد كبير من الرجالة المقناعين ضربوا أبوكى ووالدتك بالنار و.
لم تستطيع ان تنطق تلك الكلمة فجاهدت للحديث بصعوبة :_وعمك أنا صدمتى كانت كبيرة وأنا شايفة جوزي على الأرض غرقان فى دمه بس مكنش ادامى وقت للتفكير أستغليت إنشغالها لما دخلت أوضة المكتب وجريت على شقتى أخدت مالك ومنار وجيت عشان أهرب أفتكرتكم طلبت من مالك يهرب بمنار لبيت جدته وأنا طلعت تانى والحمد لله الا كان باب الشقة بتاعكم مفتوح الظاهر أن مامتك كانت نزلت على صوت الخناق دخلت وأخدتك أنتِ ويزيد وطارق وهربنا من البيت دا هربت وسبت جوزي وأنا مش عارفه إذا كان عايش ولا خلاص مات ..
كانت الدموع تشق وجهها بقوة فقالت بصوت متقطع :_مبلغتيش لييه الشرطة
تطلعت له بآلم :_حاولت بس مكنش فى أدلة لأنها لبست الجريمة لناس مأعرفهاش والقضيه أتقفلت على كدا
:_وبعدين
قالتها بكسرة وحزن
فأجابت أمنية بدموع :_عمتك أستولت على كل الأملاك معرفش أذي بس أنا وانتم بقينا فى الشارع مفيش غير بيت والدتى الا حمانا نزلت أشتغلت عشان أصرف عليكم وأنا بعاملكم كلكم على أنكم أولادى مفرقتش بينك وبين منار بالعكس أنتِ كنتِ أكتر من بنتى مالك ويزيد كانوا على علم بكل دا لأنهم مكنوش صغيرين
أكمل مالك بشرود :_أشتغلت أنا ويزيد لحد ما عملنا أسم كبرنا ورجعنا جزء من حقنا بس طبعاً مش كله بدأنا نضربها فى شغلها لحد ما كانت مفاجأتها أننا أولاد نعمان
أنا بقولك كل دا ليه يا شاهندة عشان أعرفك أد أيه كلنا عانينا لحد ما وصلنا هنا طارق بيهدم العيلة دي بتصرفاته وأنا مكنش أدامى أي أختيارات لأنى مش هسمح للماضى أنه يتكرر والعيلة دي تنهدم لأى سبب من الأسباب
كانت مفاجأة كبيرة لها ولكنها ألتزمت الصمت تحاول إستيعاب ما يحدث ..مجرد سماع ما حدث جعلها لا تقوى على التفكير بشيئاً أخر …
****
بالأسفل ..
طرقت باب المكتب عدة طرقات فأستمعت لصوته بالدلوف ..
ولجت لتجده يجلس على مكتبه وعيناه مغلقة بأحكام كأنه بمحاولة لنسيان شيئاً ما ..
وضعت القهوة على المكتب ثم قالت بهدوء :_القهوة يا أبيه
فتح عيناه الخضراء ببطئ شديد ليجدها تقف أمامه بنظراتها الحزينة فأستقام بجلسته قائلا بستغراب :_عرفتى منين أنى محتاج قهوة ؟
إبتسمت قائلة بسخرية :_أكيد مش أنا مالك الا طلب منى أعملك
بادلها البسمة باعجاب على رفيق دربه الذي يعى كل صغيرة متعلقة به ..
أرتشف القهوة بتلذذ قائلا دون النظر لها :_شاهندة عامله أيه دلوقتى ؟
جلست على المقعد المجاور له قائلة بهدوء :_ماما ومالك معاها بيحاولوا يخرجوها من الا هى فيه
رفع عيناه قائلا بغضب شديد :_أنا مش عارف هى زعلانه ليه كداا هو عامل مشكلة دي مصيبة هتحل فوق دماغنا
ثم زفر بغضب وهو يحاول التحكم بأعصابه :_بسببه أتنازلت عن أخلاقى بس عشان الولد البرئ دا مالوش ذنب فى الا بيحصل لما يجى على الدنيا ويلاقى كل دا بيحصل
خرج صوتها أخيراً:_بس يا أبيه حرام تنسب ولد ليك وهو مش إبنك
رفع يديه على رأسه يحاول التحكم فى هدوئه الغير معهود :_أنا مش عارف أفكر فى حاجه يا منار كل الا فى دماغى أحل المشكلة دي قبل ماحد يعرف بيها
شعرت به من نبرة صوته فقالت بحزن :_ربنا يصبر البنت دي بجد
وتركته ورحلت لتصدح كلماتها عقله الهائج ..
***
فتحت عيناها ببطئ شديد فوجدتها جوارها حتى محمود كان يجلس بجانبها ..
أقترب منها قائلا بأبتسامة واسعة:_حمدلله على سلامتك
فاتن ببكاء:_ كدا تخضينا عليكِ
إبتسمت قائلة بصوت متقطع من التعب :_كنت عايزة أشوف معزتى عندكم
إحتضنتها قائلة بعتاب :_أخس عليكِ يا ليان دانتِ بنتى الا مخلفتهاش يابت
لمعت الدموع بعيناها قائلة بتأييد :_وعمري ما شوفتك غير كدا
رسم الغضب قائلا بحزن :_كدا طب وأنا !!
تعالت ضحكات ليان قائلة بصوت يكتد يكون مسموع :_أنت الخير والبركة
إبتسم محمود ثم أحتضانها قائلا بسعادة :_الحمد لله أنا كنت هموت لو جرالك حاجة
بكت وهى تشدد من أحتضان أخيها قائلة بدموع :_يارتنى سمعت كلامك يا محمود لما قولت أن دا حيوان ميستهلنيش بس أنا سمعت كلام ماما ووفقت أرتبط بيه
أخرجها من بؤرة دموعها تلك الكلمة “ماما” فقالت بصدمة وهى تتأمل الغرفة بتفحص :_هى فين ماما ؟!!
إرتبكت فاتن فبدا بحديثها :_جالها تلفون مهم ومشت يا حبيبتي حتى مكنتش عايزة تمشي بس أنا صممت عليها تروح تشوف ليكون فى حاجه مهمه ومردتش تمشي غير لما أطمنت عليكِ
إبتسمت بسخرية :_مفيش داعى تكدبي عشانها أنا عارفه كويس أنى أخر أهتماماتها
أحتضنها محمود قائلا بعتاب :_مش قولنا منفكرش بالطريقه دي تانى يا ليان
بكت بأحضانه قائلة بتعب شديد :_دي الحقيقة ولازم تلحقنى أنا عمري ما شوفت بعيناها حنان ليااا
فاتن بخوف شديد عليها :_طب أرتاحى شوية يا حبيبتي وسيبك من أي حاجه عشان خاطري متزعليش نفسك أنتِ لسه تعبانه
أنصتت لها وأغلقت عيناها بمحاولة للتهرب من حقيقة مزرية تلحق بها فرأت هذا الظل يقف أمامها كلما كانت بحاجة إليه يظهر لها ظهرت البسمة على وجهها تحت نظرات إستغراب محمود الجالس جوارها ..لا يعلم أنه عشق الروح …
رأت هذا الظل يقف أمامها أعتادت على وجوده بحياتها منذ خمسة أعوام كانت ببدء الأمر تتعجب من وجوده ولكن أعتادت عليه .. رأته يقف أمامها ولكن تلك المرة بدت ملامحه تتضح ولكن ليس كثيراً فربما يتبقى القليل لترى ملامح وجهه وربما إجابه لها عن سؤالا يتردد لمسمعها منذ 5أعوام ..
غاصت بنوم عميق بعد أن بدأت الأدوية بالعمل ..
&**___&***
بشقة سيف ..
ولج شريف للداخل فبحث عن أخيه بغضبٍ جامح إلى أن وقعت عيناه عليه وهو يتمدد بغرفته فأقترب منه قائلا بغضب شديد :_طبعاً نايم ولا على بالك حاجة
فتح عيناه بستغراب ليجد شريف أمامه والغضب معكوس على وجهه فأعتدل بجلسته قائلا بزهول :_فى أيه ؟!
أقترب منه شريف قائلا بسخرية:_مكنتش متخيل منك كدا بقا مخلينى أدافع عن الوسخ دا أنا لو كنت أعرف الا عمله والله لكنت مخلص عليه
زفر بملل وهو يفرك رأسه :_أنا عملت كدا خوف على يزيد مش أكتر لكن الحيوان دا أخر أهتماماتى
جلس جواره بصمت ثم تطلع لصدره العالي بضيق :_أنت قاعد كدليه ؟
حاول كبت ضحكاته فأخيه الأصغر يغار من عضلات جسده حتى أنه حاول كثيراً ممارسة التمارين الرياضيه الشاقة ليصبح مثله ولكنه لم يتمكن من ذلك ..
توجه لخزانته قائلا بهدوء :_واحد وقاعد فى بيته هيقعد أذي
رفع قدماً فوق الأخرى قائلا بغرور :_مش بيتك لوحدك يا حضرت
حطم هذا الأحمق حائط الصمت الذي يلتزمه سيف فأستدار له بعيناه التى أصبحت متوجه بفعل الشرار :_بره
شريف بصدمة :_أيه ؟!
اقترب منه بنظرات كالسيف :_أخرج بره أوضتى قولت
ألتقط التفاح من جواره قائلا بعدم مبالة :_ولو مخرجتش هتعمل أيه يعنى ؟
كانت دعوة صريحة لسيف بأن يقتص منه ..
ولج مالك ويزيد للداخل بأستخدام المفتاح الخاص بهم ليجتمعوا بالمساء كالعادة ..فتصنموا محلهم حينما وجدوا الأمر كالتالي
سيف عارى الصدر و منقد على شريف المنبطح على الفراش ووجهه متورم من اللكمات حتى قميصه منفتح على مصراعيه..
مالك بسخرية :_أحنا جينا فى وقت غلط ولا أيه ؟!
نظرات يزيد الساكنة كانت دافع قوى لشرود سيف فأستغل شريف الفرصة ودفشه بعيداً عنه ثم لملم قميصه قائلا بصوت مثل الفتيات :_ يافضحتى لاا متفهموش غلط الحيوان دا هو الا غرغر بيا وأنتوا عارفين شرف البنت ذي عود الكبريت طشه واحدة
رمقه يزيد بنظرة تشبه هلاك موته ثم خرج للقاعه أما مالك فلوى فمه بتقزز قائلا بسخرية :_بيئة ذي أخوك
وتركه وتوجه للخارج خلف الغول .أستدار شريف بأبتسامة واسعه إنتهت حينما تلقى لكمة قوية من سيف الغاضب ليلقى حتفه ويتمدد على الارض كالجثة الهامدة ..
جذب سيف قميصه ثم أرتداه مسرعاً ونظرات الغضب عليه :_غبي
قالها وخرج للقاعة فوجد يزيد يجلس بثباته المعتاد ومالك يجلس لجواره
سيف بثبات :_غريبه أنكم جيتوا النهارده بدري عن معادكم
مالك بسخرية :_هو معاد حكومى !!
إبتسم قائلا ببعض الخوف :_لا بيتك ومكانك تشرف فى أي وقت والله أنا كنت هخرج بس قولت لا مستحيل تفوتنى القعدة الحلوة دي
خرج صوت الغول أخيراً قائلا بثبات :_قبل أي قاعدة والكلام دا عملتوا أيه فى موضوع البنت دي
سيف بهدوء :_ لسه يا يزيد هو على طول كدا مالك وصل لأبو البنت وتقريباً كدا عرف يقنعه لكن الرد لسه مجاش ومتنساش الموضوع مش سهل ؟!
دلف شريف وهو يجاهد للوقوف قائلا بضحكة واسعه:_ ها يا شباب هتطلبوا أكل أيه النهاردة
تأفف مالك قائلا بسخرية :_أنت مبتفكرش غير بالاكل ؟!!
سيف :_هو مش عايش غير عشانه أصلا هو وتقى
إبتسم يزيد قائلا بثبات :_تقى هى عامله أيه ؟
سيف بجدية :_الحمد لله يا يزيد أهو كلنا بنحاول ننسى الا حصل عشان نقدر نكمل ..
رفع يديه على كتفيه بجدية :_ربنا يصبركم يارب سامي مكنش إبن خالتى بس كان ذيك وذي مالك وربنا الا يعلم
إبتسم سيف قائلا بتأكيد:_عارف يا يزيد ربنا يباركلنا فيك يا صاحبي
إبتسم مالك بفخر وهو يتأمل عمود الصداقة يترعرع أمام عيناه ليصبح أمتن وأقوى من سابق ..
وضع شريف التسالي أمامهم وبدأ كعادتهم يتبادلون الحديث فى الأمور الشخصية والبعض المتعلق بالعمل …
**_____*
بمكان أخر
كانت دموعها كشلالات لا توقف نذير النيران بقلبها تكاد تحرق ما تبقى بجسدها …حطام ذكريات تلك الليلة كفيلة بجعلها ترى الموت ألف مرة …صوت تواسلها يعلو بذهنها حينما كانت تتوسل لوحش جرد قلبه من الرحمة والأنسانية ..
وما زاد آلمها شعورها بأنها ضعيفة وعاجزة أمام جبروت عائلة هذا اللعين فلم يعن لهم الأمر شيئاً حتى ولو كانت بوضع توقيعها لجوار الأسم الملون بالورقة التى بيدها “يزيد نعمان ” تفكير عميق يطوف بها ….القرار بيدها هى هل سترضخ عائلتها بتلك الأهانة أم ستجعلها فريسة لعائلة نفوذها هكذا ؟؟!!
كفكفت دموعها بقسوة كأنها تمنح القلب وعداً بأنها من ستأثر لنفسها …وضعت إسمها جوار هذا الأسم لتكون له زوجة ولكن بداخلها تقسم وتتوعد له بأنها من ستحول حياته لجحيم فربما لا يعلم الرجل بقوة إمرأة جرحت بأعز ما تملك لتتحول من قطة صغيرة لنسر جارح ذات مخالب حادة للغاية .
**___***
بشقة سيف
تعالت ضحكات شريف قائلا بتأكيد :_أه والله بعد الكلمتين الا قولتلهم الدكتور بتاع الجامعه قالي برة وقفت وبصيت كدا وروحت قولتله بره بره أنت هتطردنى من الجنه راح قالي كدا طب أعتبر نفسك شايل المادة
مالك بأهتمام :_ردك كان أيه بعد الجمله دي
شريف بسخرية :_ولا حاجة ضربت النظارة وقولته أنا شيلتها من زمان ومعنديش مانع أشيلها مرة وأتنين لأن العشق أقوى من حب المادة نفسها
تعالت ضحكات مالك فغارت منه الوسامة بغمزاته البادية على وجهه الرجولى على عكس يزيد الذي رمقه بنظرة جعلته يقول بصوت متقطع :_قولتلك ماليش فى التعليم صممت تدخلنى هندسة طب أزاي وأنا بفك الخط بالعافية
رفع يديه على شعره الغزير فأرتعب شريف ولكنه ظن أنه نجا فكاد أن يكمل حديثه ولكنه صرخ حينما جذبه يزيد بقوة كبيرة ليواجه غضب الغول كما يلقب :_عارف لو سقط السنادي هعمل فيك أيه ؟
كاد الحديث ولكنه يشعر بالأختناق فقال بصوت متقطع :^ألحقنى يا مااااالك
تعالت صوت ضحكاته بقوة قائلا وهو يتجه للكوماد :_ولا أعرفك
ثم حمل مفاتيح سيارته متجهاً للخروج فأستدار بعدما فتح الباب قائلا بغمزة من عيناه :_بعد الا هيحصل دا مش محتاج مذاكرة للنجاح ..
وأغلق الباب ثم توجه للمصير الذي سطر حياته منذ خمسة أعوام فجعلها هشة وبلا هدف ..
صرخ شريف بسيف حينما تخل عنه مالك :_أبوس أيدك تعتبرنى النهاردة أخوك وتلحقنى
جذب الهاتف قائلا بفرحة :_كدا راحتك يا يزيد
خرج صوته أخيراً قائلا بغضب جامح :_أيه الا ناقصك عشان تكون ذي الخلق
شريف بصوت متقطع :_العقل الا نقصنى دانا لما بروح أشترى حاجة بحسب الفلوس بالعافية تقوم تدخلنى هندسة يقولك أحسب مقاسات دور كامل منين مكتش العين بكيت
ألقاه يزيد بقوة فسقط على المقعد ثم أقترب منه فأبتلع ريقه بخوفٍ شديد ، أنحنى ليكون مقابلا له قائلا بصوته الجمهوري :_أنا هسيبك النهاردة بمزاجى بس لما النتيجة تظهر ورحمة أمى مأنا رحمك
ووقف بطالته القابضة للأروح ثم غادر هو الأخر ..
وما أن غادر يزيد حتى هرول شريف لغرفته جاذباً كل الكتب أمامه حتى كتب العام القادم فهو مهدد بالقتل من يزيد نعمان شخصياً ، دلف سيف للداخل وبيده الشطائر يتناولها بتلذذ وهو يتأمل لون وجه أخيه فصاح بسخرية :_ناس مبتجيش غير بسك يزيد نعمان
لم يستمع له فلأول مرة يشعر بحاجته للعلم بعدما تلقى جزاته من الغول شخصياً ..
**___**
شرا الورود الحمراء مثل كل عام ثم أنحنى ليجلس أرضاً وعيناه تتأمل تلك المقبرة بعين تفيض بالدمع والآنين ينقل لها أوجاعه من خلال عبارات العين ، وضع باقة الزهول قائلا بصوت متقطع من البكاء :_كل سنة وأنتِ طيبه يا قلبي لزورده عاصفة من البكاء جاهدها بالحديث :_أنا جبتلك الورد الأحمر الا بتحبيه
وضعه أرضاً ثم أستند برأسه على الحائط الملون بأسمها “ليان عامر” ليسرح بذاكرته لماضى آليم حينما بدأ يستعيد وعيه بعد ساعات طويلة ليجد رفيقه جواره وعلامات الزعر تلون وجهه حتى والدته كانت مازالت بصحتها تقف أمامه قائلة بدموع :_حمدلله على السلامة يا حبيبي
بحث بعيناه عنها بالغرفة فلم يجدها فحاول الحركة ولكنه صرخ ألماً فتداخل يزيد على الفور وبفعل قوته الجسمانية نجح بشل حركاته حتى هرع الطبيب ليحقنه مجدداً فجذب رفيقه ليستمع لصوته الخافت :_ليان فين ؟
رفع يزيد يده على كتفيه قائلا بثبات :_كويسه يا مالك أطمن
غاب عن الوعى بفعل المهدئ فتحطم قلب رفيقه لعلمه بأن حياة من يعشقها بجنون على حافة الموت كيف سيخبره بذلك ؟؟
تمسك والدته بذراعيه قائلة بدموع :_خاليك جانبه يا يزيد
أحتضنها بقوة فهى بمثابة أمٍ له قائلا بهدوء :_مش هسيبه متقلقيش ..
وبعد عدة ساعات
دلفت الممرضة للداخل وعلامات الحزن على وجهها :_البنت الا كانت مع مالك بيه للأسف توفت
تخشب يزيد محله لشعوره بكم هائل من الآلآم فكيف سيكون شعور رفيقه إن علم ؟!!
بكت بقوة وهى تردد بصوت خافت :_يا حبيبي يابنى ربنا يصبرك ويرحمها يارب
فتح عيناه على تلك الجملة التى ود أن يكون قتيلا أفضل مما أستمع إليه ، صدمة يزيد كانت كبيرة حينما وجده يجلس على الفراش ويزيح الأجهزة من يديه بقوة كبيرة وصراخ قوى بأسمها “لياااااااان” حاول يزيد التحكم به ولكن تلك المرة فشل فى التحكم بوحش ثائر لا يرى أمامه سوى معشوقته تغادر للأبد ..
دلف لغرفتها المجاورة له ليتوقف نبضات قلبه حينما وجد الغطاء الأبيض يخفى وجهها …أقترب منها بقدماً مرتجف للغاية وقلبٍ يذبح ببطئ مع كل خطوة يخطوها للأمام إلى أن جلس جوارها على الفراش فجذب الغطاء ببطئ ليجدها كحال الموتى فربما رؤيتها أكدت له ما إستمع له ..
لأول مرة تسلل الدمعات وجه مالك نعمان لأول مرة يبكى بقوة وهو يحركها بقوة ويحثها على الأستيقاظ قائلا بصوت متقطع حزين :_ليااان حبيبتى فوقى عشان خاطري
أنا عارف أنك مش بتحبينى أسوق بسرعة وأنا بوعدك مش هكررها تانى بس متسبنيش يا حبيبتي أنا مقدرش أعيش من غيرك صدقينى .
لم يستمع لرد كالمعتاد جثة …..جثة هامدة بين يديه معلنة عن إنتهاء رحلتها على الدنيا …
صرخ بقوة بعدما أحتضنها بين ذراعيه ودمعاته تهوى بلا توقف لتتنقل لرفيق دربه كم الآلآم التى يشعر بها رفيقه ليجد دمعته هو الأخر تلمع ليعتليه الزهول ..
مر على هذا الحادث الآليم خمس سنوات ومازال يذكرها لم يقدر على نسيانها فكيف سينسى من دعت لقلبه الحياة …من سكنت نبضات القلب والهوى …من هزت مملكة مالك نعمان لتجثو بقلبه …
أفاق من ذكرياته على صوت هاتفه المعلن عن رفيق الآلم والدرب
ليجد صوته الثابت :_روحت برضو يا مالك ؟
إبتسم قائلا بآلم :_مقدرش مجيش هنا فى اليوم دا يا يزيد دا يوم عيد ميلاد ليان وهو برضو نفس اليوم الا خسرتها
زفر قائلا بآلم :_طب هترجع القصر أمته منار بتسأل عليك وأنا قولتلها أنك فى شغل بس مش مقتنعه الوقت أتاخر
أغمض عيناه قائلا بثبات مخادع :_مش هطول متقلقش
وأغلق مالك الهاتف وعيناه على المقابر يتطلع لهم بحزن ثم توجه للمغادرة بعدما قرأ الفاتحه وبعض الصور القصيرة كما أنه دع لها بالرحمة وله بالمغفرة لما فعله فهو لم يحتمل عدم أخبرها بانه مازال على ذاكرها …ربما هناك خيط مجهول لعشقه المتيم وربما رابط للعشق ولكنه تحت مسمى عاشق الروح علاقة مريبة ستهز أبدان البشرية بقصة مختلفه من نوعها ..
***__**
تخفى الليل خشية من نور الشمس المضئ لتعلن يوم جديد وبداية لأحداث منخفية بالظهور …
هبط من سيارته مرتدياً البذلة السوداء ونظارته التى لا تفارقه فكان متوج لعرش الأناقة والوسامة معاً….فتوجه للمصعد الخاص به ليسرع العامل بفتح المصعد ليتفاجئ بفتاة بالمصعد الخاص به ..صدم العامل وعلم بأنها نهايته بالمقر أما يزيد فتثدم منها بصدمة لعدم مبالاتها لما أرتكبت …فربما لا يعى أنه سيكون مأسورها لتدلف تلك المشاكسة حياته ربما صدفة …ربما قدر…ربما علاقة خفية ستحطم حينما تعلم بماضى زواج مجهول ..ولكن بعد معانأة ستكون بين يزيد نعمان وتلك الفتاة ..لنرى كيف ستهز مملكته ؟؟
ما الرابط الخفة بين وفأة ليان ومالك وليان ؟!!
من تلك المتعجرفه التى ستغير مسار حياة محمود ؟
هل سيظل حب تقى خفى ؟؟وماذا لو كشف بأنها من تسببت بمقتل أخيه ؟؟؟؟!!!
ورقة رابحة بالنسبة لأعداء يزيد نعمان ومالك نعمان من هى؟ وهل ستكون نقطة ضعف أم جهة أخري ؟
أنتظرواا الفصل القادم من
#معشوق_الروح
#بقلمى_ملكة_الأبداع
#آية_محمد_رفعت

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16الصفحة التالية

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل حاجب الإعلانات لتستطيع تصفح الموقع